هل تفجر حرب الإبادة على غزة الحرب الموسعة في المنطقة؟
عمر عبد القادر غندور*
بالتأكيد ترفض المملكة العربية السعودية ان تكون جائزة ترضية يمهّد لها الرئيس جو بايدن المأزوم ويحاول من خلالها إغراء نتنياهو المأزوم الآخر بصفقة تطبيع العلاقات بين «إسرائيل» والسعودية، إرضاء للناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، وهو ما دفع نتنياهو للتلميح بقبول هدنة في غزة! وفي ذات الوقت خرج من يصرّح في البيت الأبيض انّ أميركا ستزوّد السعودية بتكنولوجيا نووية أميركية وتعهّد أميركي بالدفاع عسكريا عن المملكة…
هذا في عالم التحليلات والتنبّؤات والتبصير في الفنجان؟
ويأمل الرئيس بايدن تحقيق هذه «الأحلام» بحلول الصيف المقبل.
بينما صحيفة «الانديبندنت» البريطانية تقول انّ الحرب الأبدية في الشرق الأوسط ستظلّ مشتعلة الى ان يعلن الفلسطينيون قيام دولتهم على أرض فلسطين، وحذرت الصحيفة من مغبة اتساع نطاق الصراع الذي تمثل غزة فتيله الى صراع يبتلع الشرق الأوسط كله، ويهدّد مصالح أميركا والغرب عامة في ضوء التقطعات التي تتلاقى فيها الحقائق مع الطبيعة الايديولوجية الإسلامية القرآنية التي تتردّد في الليل والنهار في بيوت المسلمين عرباً وعجماً.
وايّ سلام يهدّد المصالح الغربية في الشرق الأوسط وفي العالم، لن يكون إلا بمحاسبة الكيان الصهيوني الذي شنّ أعنف إبادة وما زال بحق الفلسطينيين على مرأى من العالم الصامت والذي يكتفي بإعلان التضامن مع المظلومين ونقطة على السطر…
والغريب لا بل المستهجن ولا يخجل ان يتحدث الصهاينة عن مختطفين يرزحون في ظروف قاسية في ثياب صيفية وبالقليل من الطعام والشراب! ولا يلتفتون الى آلاف الفلسطينيين الذين دمّرت الطائرات منازلهم وفقدوا عائلاتهم ولاحقتهم المُسيّرات الى المشافي الشبه مدمّرة، ومئات الأطفال الذين فقدوا ذويهم، وتجاوز عدد الشهداء الـ 27 ألف شهيد ونحو ستين ألف جريح ومصاب، واضطر الكثير من الفلسطينيين الى طهي علف الحيوانات…
ونشرت صحيفة «نيويورك بوست» في عددها الصادر يوم السبت مقالاً للكاتب مايكل غوردين تحت عنوان «بايدن يلعب بالنار ويجازف بإشعال حرب عالمية ثالثة».
نأمل أن تسود العدالة ويعم الأمن والأمان، ولا يجوع الناس كلّ الناس، وإما أن تستمرّ الحرب الى ما شاء الله وهو القائل «لَتُبلَوُنَّ فِي أَموَالِكُم وَأَنفُسِكُم وَلَتَسمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَمِنَ الَّذِينَ أَشرَكُواْ أَذى كَثِيرا وَإِن تَصبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ ـ ١٨٦ـ آل عمران»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي