جميلة.. مشعة.. بهية
عبير حمدان
وجه «أمل» نقيٌ كسماء الجنوب
وخصلاتها كسنابل القمح
على امتداد السهل الواسع
هي الفرح الذي يخيف القاتل
والربيع المقيم بين الروابي
وعبق زهر الليمون والزعتر
هي الجدول العذب حيث تراتيل الطيور
والحكايات الملوّنة والحروف المدرسية الاولى
«أمل» حلقت إلى مداها الرحب
حملت ألعابها والكثير من الأغاني والصور
وعبرت حيث لا أسلاك شائكة
هناك عانقت رفاقاً لها من فلسطين
قدسية الدم جسر بين السموات
«أمل» كانت تلهو عند أطراف الزمن
كل السواد لا يمكنه إخفاء ملامحها البريئة
هي أقوى من دوي القنابل
هي الحقيقة الجلية
ارتقاء «أمل» أبعد من مفهوم الخبر
وأي حبر قد يكتب عن طفولة مستباحة
عن جرح عميق يحفر في نبض الأرض
عن عيون غفت قسراً وضفيرة احترقت
كم نحن صغار يا طفلتي
وكم أنت جميلة، مشعة، بهية
قولي للملائكة يا «أمل» أن رياح الجنوب عاتية
وأن الموت لا يكسر الإرادة
وأن الأشجار في بلادنا متجذرة
وأغصانها رماح وللورود أشواك مقاومة
قولي لهم إن المواقد جمر سيبتلع القتلة
والبحر سيجرف المحتل وأساطيله
واعلمي يا صغيرتي أن «الأمل» انبعاث
وأنك ستنثرين نداك حين يشرق النصر
ولأجلك انت وكل رفاقك ستعلو راية الحرية.