إلى متى الصمت العربي؟
عمر عبد القادر غندور*
والله بتنا نخجل من كوننا عرباً، من هذا الخزي وهذا الصمت وهذه اللامبالاة من المذابح وحرب الإبادة والتطهير العرقي الذي يُنفذه الصهاينة منذ اربعة اشهر ونيف ويتوغلون في دماء الفلسطينيين ونسائهم وأطفالهم ورجالهم على مرأى ومسمع العالم، حتى ضجّت الشعوب وهبّت واستنكرت وشجبت، ولم يضجّ حكام العرب ولم يهبّوا ولم يستنكروا ولم يشجبوا! وقد صدق القرآن الكريم في وصفهم ووصف أمثالهم «وَلَولَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيهِمُ الاجَلَاءَ لَعَذَّبَهُم فِي الدُّنيَا وَلَهُم فِي الأخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذلِكَ بِأَنَّهُم شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ (4) الحشر»
في حين نظم عشرات الآلاف من المتظاهرين في وسط لندن في الأسابيع الأخيرة مطالبين بوقف حرب الإبادة في غزة، كذلك عبّرت المظاهرات التي انطلقت في أكثر من مدينة أميركية عن تعاطفها مع الشعب الفلسطيني وطالبت بوقف إطلاق النار وإدانة «إسرائيل»، وعبّر الشعب الهندي عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني، وأصدر الاتحاد الأفريقي الذي يضمّ 55 دولة دعماً للشعب الفلسطيني، وفي أميركا اللاتينية قطعت بوليفيا علاقتها مع «إسرائيل»، والمخزي أنّ دولة الاحتلال وصفت الموقف البوليفي بأنه استسلام للإرهاب! واستدعت دولتان أخريان في أميركا اللاتينية سفيريهما من «إسرائيل» احتجاجاً على تصرفات «إسرائيل» الإرهابية، وكذلك فعلت كولومبيا وتشيلي، ورفضت 12 دولة من الاتحاد الأوروبي جرائم الكيان الصهيوني ووعدت الفلسطينيين بدعم انضمامهم الى الأمم المتحدة بصفة «دولة مراقبة غير عضو» ومن الدول مالطا واللوكسمبورغ والبرتغال وقبرص وكانت دول النرويج وسويسرا والنمسا وفرنسا واسبانيا أعلنت أنها ستدعم الطلب الفلسطيني، وكرّرت روسيا انها ستدعم الطلب الفلسطيني وكذلك وعدت الصين والهند واعلنت الدانمارك انها ستصوّت بـ نعم على الطلب الفلسطيني واعلنت البرازيل في الساعات الأخيرة سحب سفيرها من «إسرائيل».
وأكدت الأمم المتحدة بشكل شبه جماعي حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وصوّتت لصالح القرار 173 دولة بزيادة سبع أصوات عن العام الماضي بينما عارضته ست دول هي: كندا و»إسرائيل» والولايات المتحدة وميكرونيزيا وجزر المارشال وناورو، بينما امتنعت 3 دول عن التصويت هي الكاميرون وهندوراس وجنوب السودان.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي المسعور ايتمار بن غفير انه سيطالب بمنع المصلين في المسجد الأقصى من الصلاة فيه طوال شهر رمضان، لافتاً إلى أنّ الاختيار الصحيح هو تشجيع الفلسطينيين على الهجرة الى العالم، ما دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى وصف بن غفير بعدم الفهم معتبراً أنّ نتنياهو لا يستطيع كبحه!
افادت قناة ال بي بي نيوز ان الرئيس الأميركي بايدن محبط من رفض نتنياهو عروض التطبيع مع إسرائيل وهو ما احبط البيت الابيض ما دعا بايدن الى وصف نتنياهو ب «الوغد» ولكنه اي بايدن ليس على شك للقيام بأي تغييرات كبيرة في السياسة.
ولم يعد من مجال للشك ان نتنياهو يريد تمديد الحرب للبقاء في السلطة ومع ذلك يواصل بايدن وحكومته الوقوف وراء إسرائيل والسعي لهزيمة حماس وضمان امن إسرائيل وشعبها على المدى الطويل. وانتقد وزير الخارجية بلينكن خلال زيارته الاخيرة لفلسطين المحتلة التصرفات الصهيونية وان احداث ٧ اكتوبر لا تعني ترخيصا لإسرائيل لتجريد الاخرين من انسانيتهم.
وحث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل على ان تتوقف بجدية قبل ان تتخذ المزيد من الاجراءات الميدانية حول مدينة رفح وانه لامر مرعب لامكانية تعرض ١.٥ مليون نازح واغلبهم من النساء والاطفال مرة ثانية للقتل.
وقالت واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين مصريين ومحللين امنيين ان السلطات المصرية بدأت في بناء سياج من الاسوار بمساحة تبلغ ٢١ كيلومترا مربعا في صحراء سيناء بالقرب من الحدود مع غزة خشية ان يؤدي التوغل العسكري الصهيوني في رفح الى تدفق سيل من اللاجئين الفلسطينيين عبر الحدود.
وذُكر ان طوفان بشري خرج من امام جامع الازهر في القاهرة باتجاه ميدان التحرير دعما لفلسطين وسط هتافات تقول : « مظاهرات بجد .. مش تفويض لحد»
ومع تواتر الانباء قال محلل إسرائيلي ان الشارع الغربي وكذلك الشارع العربي بات ينظر الى قادة حماس على انهم «مقاتلون من اجل الحرية» وكتب في صحيفة «يدعوت احرنوت» العبرية : من المستحيل تجاهل ما اصبح على نحو متزايد واحدا من اعظم الكوابيس التي عرفتها إسرائيل»
ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري ان يحي السنوار نقل رسالة للوسطاء بان زمن الصفقات المبنية على الهدن المؤقتة ولّى، والخيار المتبقي هو صفقة الكل بالكل.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي