بعثة لبنان في مجلس حقوق الإنسان في جنيف تتصدّى للبعثة «الإسرائيلية» وتدحض كلّ الادّعاءات
حزب الله عنصر محوري في المقاومة المشروعة ضدّ الاحتلال وجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والنظام السياسي اللبناني
في مداخلتها في الدورة الـ 55 لمجلس حقوق الإنسان، وخلال الجلسة العامة لنقاش البند الرابع، عرضت المندوبة «الإسرائيلية» إلى ما زعمت أنه تنامي مجموعات إرهابية في المنطقة، متهمة حزب الله بأنه «سبب في الاعتداء على الأراضي الاسرائيلية» على حدّ زعمها، وتسبّبه بنزوح مستوطنين «إسرائيليين»، مطالبة المجتمع الدولي بمواجهته.
في المقابل طالبت البعثة اللبنانية بتسجيل ردّ فوري وفقاً للأصول، لما يُشكل هذا الادّعاء من مسّ بالسيادة اللبنانية.
وعملاً بالإجراءات المتبعة في مجلس حقوق الإنسان وبناء لتوجيهات رئيس البعثة السفير سليم بدّورة، فقد قدّمت الدبلوماسية في البعثة السيدة رنا خوري الردّ على الشكل التالي: «يأخذ لبنان الكلمة لممارسة حق الردّ على تشويه الحقائق والاتهامات الباطلة الموجهة ضدّ بلدي والواردة في بيان ممثل دولة الاحتلال إسرائيل.
السيد الرئيس، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الدموي على غزة، والذي روعّ العالم، صعّدت قوة الاحتلال من عدائها ضدّ لبنان وشعبه. وهو الآن ينتهك استقلالنا الذاتي على نطاق واسع، وينتهك قرار مجلس الأمن رقم 1701، وينفذ عمليات عسكرية قاتلة في جنوب لبنان بشكل يومي، ويقتل المدنيين والإعلاميين والعاملين في مجال الصحة، ويشرّد المدنيين ويدمّر الممتلكات والأراضي الزراعية. علاوة على ذلك، يهدّد المسؤولون الإسرائيليون، يوماً بعد يوم، الشعب اللبناني بحرب شاملة من شأنها أن تمحو بلدهم. وينبغي لمجلسنا أن يدين هذا التجاهل الصارخ للقانون الدولي.
السيد الرئيس، لبنان بلد ذو سيادة ومحب للسلام. لكننا نرفض الترهيب أو التهديد، ونرفض بشدة المحاولات الإسرائيلية المتواصلة للنيل من حزب الله الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والنظام السياسي اللبناني، ناهيك عن كونه عنصراً محورياً في المقاومة المشروعة اللبنانية ضدّ الاحتلال والتعديات الإسرائيلية».
وإذ ردّت بعثة «إسرائيل» مجدّداً على الردّ اللبناني معيدة سرد اتهاماتها ولا سيما وصف المقاومة بـ «الإرهاب»، ردّت البعثة اللبنانية مجدّداً على البعثة الإسرائيلية: «ويمارس لبنان حق الردّ الثاني على قوة الاحتلال، إسرائيل.
ونكرّر ما سبق أن ذكرناه في بياننا الأول.
كما يمكننا أن نذكّر المجلس الموقر بسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الدموية على لبنان وشعبه منذ عام 1948، بما فيها الاحتلال المروع الذي استمر بين عامي 1978 و2000، وهو احتلال كان له أثر فظيع وعميق وطويل الأمد على شعبنا، وخاصة في جنوب لبنان، لا يزال يعاني منها. كما أودّ أن أذكّر المجلس الموقر بأنّ إسرائيل، قوة الاحتلال، لا تزال تحتلّ مساحات واسعة في جنوب لبنان، بين مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
يرفض وفدي، مراراً وتكراراً، الاتهامات التي لا أساس لها والتي أطلقها للتوّ ممثل إسرائيل، القوة المحتلة، ضدّ حزب الله الذي لم يُدرج على أيّ من قوائم المنظمات الإرهابية التابعة للأمم المتحدة. إنّ هذه الاتهامات تعكس، مراراً وتكراراً، العداء الذي تكنه إسرائيل، القوة المحتلة، لبلدي لبنان.
كما ندين إصرار إسرائيل، قوة الاحتلال، على الاستخفاف بلبنان، والتجرّؤ على الاعتداء على سيادته، والتدخل في شؤونه الداخلية.
أما بالنسبة للأكاذيب التي تحاول إسرائيل، قوة الاحتلال، نشرها في هذا المجلس الموقر، ضدّ مؤسساتنا الدستورية ونظامنا السياسي، فإنّ مثل هذه الأكاذيب لا ينبغي أن تخدع أحداً. يعلم الجميع أنّ إسرائيل، قوة الاحتلال، لا تكفّ عن تهديد بلدنا لبنان، وأنها تشكل الخطر الأكبر على استقرارنا وأمننا، وعلى سلامة شعبنا».
هذا وقد أكد رئيس البعثة السفير سليم بدورة والمستشار د. أحمد سويدان أنّ البعثة الرسمية اللبنانية في حالة تصدٍّ دائم لكلّ محاولات الاحتلال المسّ بسيادة لبنان، والنيل من مقاومته المشروعه لتحرير الأراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وأنّ هذا الاحتلال يمارس من خلال قنواته الدبلوماسية تشويه صورة لبنان وقلب الحقائق بما يجافي الواقع وبما يحقق مصالحه.
هذا وتستمرّ أعمال الدورة الخامسة والخمسين لغاية الثالث من شهر نيسان المقبل.