مقالات وآراء

أبواق إعلامية فاشلة وذباب إلكتروني محبط…

‭}‬ محمد علي الحريشي ـ اليمن
أحدث الهجوم الإيراني المحدود على قاعدتين عسكريتين في فلسطين المحتلة، ردود فعل من قبل بعض الإعلاميين والسياسيين العرب الذين لا يعجبهم العجب ولا يعجبهم الصيام في رجب، وينعقون مع كلّ ناعق ويتيهون في سبل الهلاك، إدّعوا أنّ الهجوم الإيراني ضد قواعد العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة هو مجرد «مسرحية» وتبادل أدوار مع عدد من الأطراف الدولية، بدأوا بشنّ حملات إعلامية مضللة لها أهداف تخدم العدو الصهيوني، ومنها التقليل من قيمة وأهمية العملية العسكرية الإيرانية «الوعد الصادق»، والعمل على التقليل من قيمة وفاعلية وتأثير السلاح الذي تمّ استخدامه في العملية العسكرية، ونشر الشائعات أنّ الصواريخ والطيران المُسيّر الإيراني تمّ بسهولة التصدي له وإسقاط معظمه في سماء العراق والأردن، أولاً أولئك الحاقدون هم حفنة من المرتزقة والعملاء والحاقدين من الذين باعوا أوطانهم وكرامتهم للعدو مقابل إرتزاق، هم مع العدو الصهيوني في قتل الشعب الفلسطيني وتدميره وتهجيره والقضاء على القضية الفلسطينية وطمسها، وهم من باعوا اليمن وارتموا في أحضان تحالف العدوان، فلا نستغرب مواقفهم، نحن نعرفهم ونعرف أنهم حفنة عملاء، أعمالهم مكشوفة وإعلامهم محروق منزوع الجناح عديم التأثير والفاعلية، فهم في كلّ واد يهيمون وخلف المصالح يلهثون…
نقول لهم خسئتم، كأنكم كنتم تعيشون في عالم آخر خارج كوكب الأرض، كأنكم صحوتم فجأة من نوم عميق، حتى أفقتم على واقع مسرحية تراجيدية كوميدية مركبة ومحبوكة، جدّ وهزل وضحك وبكاء، لم تفهموها وغابت عليكم بداياتها وعنوانها، مسرحية من هذا النوع التي غاب عنكم فهمها ويصعب عليكم معرفتها لأنكم أغبياء لا تفهمون، وحمقى حاقدون، أنتم أيها العملاء تقولون إنّ القصف الإيراني هو مسرحية من قبل إيران، فكيف غابت عن عيونكم وعن أذهانكم المعارك والبطولات التي سطرها أبطال المقاومة الفلسطينية وقوى محور المقاومة من يوم السابع من أكتوبر عام 2023 إلى اليوم، وتمّ فيها كسر شوكة رأس الشر والإجرام ثلاثي الشر أميركا وبريطانيا و»إسرائيل» في غزة وفي البحر الأحمر وباب المندب وفي جنوب لبنان والعراق…
وما جرى للسفن التجارية في البحر الأحمر والبحر العربي التي تريد الذهاب إلى موانئ العدو من حصار وقصف وتنكيل من قبل الجيش اليمني، وما جرى للبوارج والسفن الأميركية والبريطانية والغربية في البحر الأحمر والبحر العربي من قصف ودمار من قبل الجيش اليمني، وما جرى في جنوب لبنان وما جرى في العراق من معارك وقصف أفشل المخططات الأميركية والصهيونية في القضاءعلى المقاومة الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، هل ذلك تعتبرونه مسرحية وتخادم مصالح بين مختلف الأطراف، هل حضور أميركا وبريطانيا وفرنسا وعدد من دول الغرب بقوات الدفاع الجوي والرادارات والطيران الحربي وتوجيه عدسات الأقمار الصناعية التجسسية ويعلنون حالة الطوارئ القصوى والاستنفار الذي لم يسبق له مثيل، هل كلّ ذاك من أجل مواجهة مسرحية هزلية من إيران، هل المسرحية تحتاج لمواجهة الهجوم الإيراني، هل كلّ ذلك الحضور وحالة الهلع والخوف والقلق العالمي والذعر الذي أصاب قطعان المستوطنين وجعلهم يقضون أياماً في الملاجئ، والبعض منهم هرع إلى المطارات فاراً مذعوراً طالباً للنجاة بجلده، هل كلّ ذلك من أجل مسرحية إيرانية تستعرض بها أمام وسائل الإعلام وتبتلع من خلالها فداحة جرم العدو الصهيوني بقصفه على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق،
هل القصف الإيراني على العدو مسرحية من قبل إيران؟ وهل اجتماع مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ بدعوة من الحكومة الصهيونية، هل ذلك للتغطية على المسرحية الإيرانية، أم هو الوجع الذي أصاب الكيان المحتلّ من القصف الإيراني الذي لم يسبق له مثيل، نقول للمشككين واللؤماء والحاقدين والعملاء وعديمي الوطنية والعروبة والإسلام وحملة معاول الهدم الناعقين والفاشلين والمحبطين الذين يروّجون أنّ الذي حدث من قبل إيران ضدّ الكيان الصهيوني هو مسرحية، نقول لهم موتوا بغيظكم، فالقافلة تسير والبقية تعرفونها… فلن يسمع هراؤكم أحد ولن يؤثر كلامكم على أحد، إلا على نفوسكم المريضة!
نقول لكم، إنّ الذي قامت به إيران ليلة الأحد الماضي، من قصف على الكيان الصهيوني، قد قلب المعادلات العسكرية الدولية كلها رأساً على عقب، وما حدث يُعتبر زلزالاً هز مضاجع العدو المحتلّ، وهز مضاجع رأس الشر أميركا وبرطانيا وهز عروش الذلّ والخيانة أنظمة الذل والعمالة العربية، وأنّ الذي حدث من قبل إيران في تلك الليلة، هو حدث عسكري إستراتيجي غير قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني وأميركا، وشكل نقطة تحوّل تاريخية في مجرى الصراع مع العدو الصهيوني.
ما حدث ليلة الأحد 5 شوال 1445، جعل الكيان الصهيوني مكشوفاً مجرداً من قوات الردع والقبب الصاروخية الفاشلة، فهل ما حدث أيها الأغبياء الفاشلون هو مسرحية وتمثيل؟ نؤكد لكم أيها المغفلون إن الهجوم الإيراني المحدود ضد الكيان الصهيوني هو رسالة للكيان المحتلّ وأميركا والغرب وأنظمة التطبيع العربية تقول لهم جميعاً، أسلحتنا قادرة على الوصول إلى قواعدكم ومدنكم وملاجئكم، تلاحقكم أين ما تكونوا، ولن تذوقوا من بعد يوم الخامس من شوال طعم الأمن والاستقرار ما دمتم محتلين لأرض فلسطين، هذا هو أهم هدف من رسالة إيران وقصفها للعدو يوم الخامس من شوال، وأنتم أيها المسرحيون الفاشلون موتوا بغيظكم، وإفرحوا بسذاجتكم، فأنتم خارج حسابات التاريخ والجغرافيا، مجرد عملاء خونة ليس لكم قيمة ولا مقدار…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى