مرجع بارز: الحملة لشطب المقاومة تغطّي خطر الإرهاب
محمد إبراهيم
تلقت مراجع مسؤولة أخيراً تقارير أمنية تفيد بتوسيع المجموعات التكفيرية الإرهابية نشاطها في مناطق عديدة مستفيدة من عناصر عدة تساعدها على نشر خلاياها والتحرّك لتنفيذ أعمالها الإجرامية.
وتضيف التقارير إن هذه المجموعات لا تنتمي إلى تنظيم واحد، بل هي تتبع لتنظيمات إرهابية محلية أو تنظيمات لبنانية ـ سورية مشتركة، تصب جميعها في خانة «القاعدة».
وتضيف المعلومات أن نوعاً من أمر العمليات قد أعطي لهذه المجموعات من أجل زيادة وتيرة حربها الإرهابية في لبنان، لا سيما بعد أن تلقّت في سورية ضربات قوية على يد الجيش السوري ،لا سيما في ريف دمشق والقلمون وفي حمص وريفها.
وتسعى هذه الجماعات الإرهابية إلى محاولة توسيع رقعة عملها باتجاه لبنان بعد أن ضيّق الجيش السوري عليها في المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان أكان شرقاً أو شمالاً، مع العلم أن هناك مجموعات إرهابية لبنانية تابعة لأكثر من تنظيم ومسؤول مثل المجموعات التي تتبع أحمد الأسير تنسق مع هذه الجماعات المتواجدة في سورية أو تلك التي فرّت منها باتجاه لبنان.
وحسب المعلومات، فإن نجاح الجيش اللبناني أخيراً في ضبط وتوقيف رموز إرهابية أساسية ومهمة وفّر له معلومات ثمينة أدّت إلى اكتشاف وضبط أفراد وشبكات عديدة. وأنه استطاع الحصول على معلومات إضافية مفيدة ،ساعدته وتساعده في مكافحة هذه الشبكات والنشاطات الإرهابية.
وتقول التقارير أيضاً إن الجماعات الإرهابية استطاعت أخيراً الإفادة في أماكن تجمعات النازحين السوريين للسعي إلى تجنيد شبان في صفوفها، كما أنها اعتمدت في بعض المدن مستعينة بالأموال التي لديها والتي تغذيها بها قطر والسعودية على استئجار شقق ومساكن لتأمين الإقامة لخلاياها علماً أنها تركز في الوقت نفسه على نظام «الربط عن بعد» بين الخلايا بحيث لا يوجد تواصل مباشر بينها.
واللافت أن نشاط المجموعات الإرهابية سيشهد زخماً أكثر في المنطقة المحاذية للحدود الشرقية من الجانبين السوري واللبناني، وتحديداً في جرود عرسال، الأمر الذي يجعلها هدفاً للغارات الجوية السورية المركزة.
ومما لا شك فيه أن بعض المجموعات الإرهابية بالتنسيق مع جماعات مماثلة داخل المخيمات الفلسطينية، تحاول أن توسّع نشاطها باتجاه هذه المخيمات سعياً إلى تجنيد أكبر عدد من الأفراد، وإلى نشر خلاياها في «بيئة آمنة» بعيداً عن عيون الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية.
وفي مواجهة توسّع نشاط المجموعات الإرهابية، استطاع الجيش اللبناني أن يحقّق نجاحاً ملحوظاً ليس على صعيد القبض على عدد من الرؤوس الإرهابية، بل أيضاً على صعيد ضبط وتوقيف عدد كبير من المسلحين التابعين لما يسمّى بالجيش الحر أو لتنظيمات «جبهة النصرة» وأخواتها.
وتقول المعلومات نقلاً عن تقارير أمنية إن وحدات الجيش استطاعت في الأسبوعين الماضيين من توقيف هذه العناصر الإرهابية المسلحة في مختلف المناطق من خلال الاستعانة بالمراقبة وبالعناصر الأمنية الخاصة ومن خلال إجراء عمليات دهم عديدة لأمكنة مشبوهة، كما أنها استفادت أيضا من شكاوى وبلاغات تلقتها من مواطنين في مختلف المناطق.
وتضيف أيضاً أن عدداً من هؤلاء الإرهابيين تم ضبطهم وتوقيفهم في جبل لبنان، في اماكن لا يبدو للوهلة الأولى أنها صالحة لاختباء هذه الخلايا ،خصوصاً أنها تعتبر بيئة غير مؤاتية لإيواء الإرهابيين.
وحسب المعلومات، فإن وتيرة التنسيق بين الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى قد تحسنت أخيراً ،ولكنها تحتاج إلى ترتيب وإجراءات إضافية لتوقيتها وتفعيلها، لا سيما على صعيد تزويد الجيش بالمعلومات الأمنية المتوافرة من أجل تنفيذ مداهماته وعملياته ضد أوكار الإرهابيين أو الإرهاب المتنقّل.
وينظر مرجع بارز إلى تنامي النشاط الإرهابي في البلاد بحذر شديد، مؤكداً أن مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة لا يجب أن تقتصر على العمل العسكري والأمني، بل يفترض أن تستند أيضاً إلى بلورة سياسة واستراتيجية موحدة للدولة، وبالتالي فإن الكلام عن أهمية وضع مكافحة وضرب الإرهاب في أولوية برنامج الحكومة ليس مجرد شعار أو موقف لفريق سياسي، بقدر ما يجب أن يكون خطة شاملة ومتكاملة ينخرط فيها الجميع لأن الخطر يستهدف ويطاول اللبنانيين وليس فئة بعينها كما يتراءى للبعض.
ويعتقد المرجع أن المناكفة والتلهّي في شن الحملة على المقاومة والسعي إلى شطبها من القاموس السياسي الرسمي، يحجبان عن قصد أو غير قصد خطر الإرهاب.