أخيرة

دردشة صباحية

ماذا لو خلت الرفوف من رائحة الورق؟
يكتبها الياس عشي
يوم يتقاعد فيه الكتاب، وتخلو رفوف المكتبات من رائحة الحبر والورق والكلمات، وتستقيل المطابع من الدور الأساس الذي من أجله اخترعها «غوتنبيرغ»، منهياً، بهذا الاختراع، عصر النسخ المضني، يومها يكون العالم قد بدأ يدخل حالة من التصحّر لا مثيل له، بل هو أكثر وجعاً من طقوس محارق الكتب التي مارسها بساديّة أعداء الفكر الحرّ قبل مئات من الأعوام.
لو حدث ذلك وانتهى عصر الكتاب، وكفّ الناس عن القراءة، وحلّت الأزرار محلّ الأقلام، فماذا ينفعنا قول المتنبي «وخيرُ جليسٍ في الأنام كتابُ»؟ بل كيف نعتذر من الجاحظ وهو الذي بوّأ المؤلف مركز الصدارة عندما قال: «لأنّ كلّ من التقط كتاباً جامعاً، وباباً من أمهات العلم مجموعاً، كان له غنمُه، وعلى مؤلفه غرْمُه»؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى