«يوم النكبة»… تصميم على حق العودة وتحرير فلسطين
كتبت صابرين دياب
تصادف ذكرى «النكبة» بحسب التقويم المدني في15 ايار من كل عام. لكن بما ان دولة الاحتلال تعتمد التقويم العبري، فإن ذكرى «النكبة» وذكرى «الاستقلال» لا تلتقيان في العادة مدنياً، وهما وليدتا الفعل الكولونيالي الاستعماري ذاته… «إسرائيل» تحتفل بـ «استقلالها» في الرابع والعشرين من نيسان بحسب التقويم العبري، فيما يقوم اصحاب الارض الاصليون فلسطينيو الداخل المحتل بتذكير محتلهم بأن يوم «استقلالهم» هو يوم نكبتهم، وذلك من خلال مسيرة جماهيرية حاشدة وكبيرة تنظمها لجنة المهجرّين في كل عام الى قرية مهجرّة في الداخل المحتل.
مسيرة العودة لهذا العام كانت في قرية الحدثة المهجرة غرب طبريا شمال فلسطين، شارك فيها الآلاف من الفلسطينيين الصامدين في وطنهم، هتفوا لحق العودة وتحرر فلسطين، وهتفوا لليرموك وحتمية انتصاره على حلم شارون بتدميره لأن يقضي على حق العودة، ورفعوا اعلام الارض- الاعلام الفلسطينية – وحضر معها العلم السوري الوطني، من منطلق وحدة المصير بين سورية وفلسطين وإدراك غالبية الشعب الفلسطيني بأن استهداف سورية والعدوان عليها هو استهداف للقضية الوطنية الفلسطينية وعدوان عليها.
وللتعرّف باستفاضة على رسائل مسيرة العودة، التقت «البناء» عدداً من الشخصيات الفلسطينية الوطنية الوازنة ذات الصلة بالمسيرة:
رئيس لجنة المهجّرين الحقوقي واكيم واكيم
الرسالة التي وجهتها الجماهير الغفيرة في المسيرة الى قرية الحدثة المدمرة الى المحتل، رسالة قوية جداً
«اولاً يجب ان نشير الى انه بموجب قرار حكومة «إسرائيل» في عام 2009، كانت محاولة لسّن قانون يمنعنا نحن الفلسطينيين الباقين – من احياء ذكرى النكبة، والتدقيق يقتضي الاشارة أولاً الى ان هذا المنع كان يقتصر على اليوم الذي يتزامن مع ذكرى «استقلال «إسرائيل»، لكن استطاع شعبنا صاحب الحق ان يتجاوز ذلك القانون من خلال اصراره وتمسكه بحقه وبفلسطينيته وهوية أرض الآباء والأجداد التي كانت منذ الأزل وستبقى فلسطينية الى الأبد، ولا شك في ان هذه الحشود الجبارة من ابناء شعبنا التي تلبي نداء الارض في كل عام لهي خير شهادة على فلسطينية الارض»، وأضاف واكيم: «يجب التنويه استدراكاً: ان وضع «الاستقلال» بين مزدوجين لا ياْتي بدوافع المراهقة السياسية، بل للقول ان «استقلال إسرائيل» سيظل من وجهة النظر الفلسطينية «ونظيراتها في عيون انصارها الكثيرين» توقيتاً لجريمة، لا غير…هذا اليوم لا يزال اليوم احتفالاً على جثث وانقاض واحزان ضحايا المجازر والتهجير والتدمير الفلسطينيين. وطالما ظل الظلم قائماً سنظل نشير الى «الاستقلال» بعلم أسود من العتمة الحالكة، حداداً على الشهداء وتسويداً وتنغيصاً لمشاريع «حكام إسرائيل» وآخرها ما يفعلونه في مخيم اليرموك اكبر مخيمات الشتات ظناً منهم انهم قادرون على اغتيال حق العودة من خلال ادواتهم في الخارج، لكن مشروعهم الجهنمي لن يمّر وسيفشله الحق الفلسطيني».
امين عام حركة «ابناء البلد» وممثلها في «لجنة المتابعة في الداخل المحتل» رجا اغبارية:
ان يوم تحرير فلسطين سيكون يوم نكبة كيانهم
«يوم «استقلالهم» هو يوم نكبتنا هذا العنوان الحاد والواضح الذي يعني ايضاً ان يوم تحريرنا واستقلالنا سيكون يوم نكبة كيانهم الكولونيالي. نحيي ذكرى النكبة منذ 18 سنة في شكل جماعي وشعبي. نحييها من خلال مسيرة شعبية كبيرة تضم مهجري الداخل الذين يشكلون ثلث عدد الفلسطينيين المتشبثين بأرض وطنهم منذ قيام دولة الكيان الصهيوني الذي قام على انقاض دولة شعبنا وحقه في تقرير المصير أسوة بباقي شعوب الارض. في اللحظة نفسها وفي المنطقة الجغرافية نفسها يقيمون احتفالاتهم ونحن نحيي ذكرى نكبتنا واحتلالهم. نقول لهم ها هو الجيل الثالث والرابع من لاجئينا ينشد قسم تحرير هذه القرية، هذه القرى وكل الوطن. ان نجاح هذه التظاهرات أصبح يقض مضاجع حكام الكيان ويضع الفلسطينيين داخلة في المرتبة الاولى من حيث العداء والخطر الذي يتهدد هذا الكيان. ليس هذا فحسب بل اننا نشارك ولو في شكل اقل مع باقي قطاعات شعبنا بتاريخ 15 أيار من كل عام في احياء ذكرى النكبة، وقد بادرنا باسم لجنة المتابعة مع اللجنة الوطنية العليا في الضفة الغربية الى اعلان اضراب عام وشامل لكل شعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده قبل عامين للمرة الأولى منذ عام 1948. وسنستمر نناضل كشعب واحد حتى نزيل آثار النكبة الفلسطينية ونصحح التاريخ كيف نشاء».
وتساءلت «البناء» عن سبب رفع الفلسطينيين العلم السوري الوطني اثناء المسيرة، فأجاب اغبارية: «رفع العلم السوري واليمني أيضاً هو أمر طبيعي في فلسطين كرمز لمقاومة الاستعمار العولمي المتأنسن الذي يقوده العملاء العرب والمتأسلمون في سورية وكل الوطن العربي ويمثل موقفنا كفلسطينيين عروبيين وتقدميين مكملين لخط المقاومة اينما كان. وسنستمر في رفعه في كل مناسباتنا الوطنية».
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي:
تحية لأصحاب الأرض أهلنا في الداخل المحتل، وتحية إلى أهلنا في اليرموك عنوان صمود الأمة وملوك الصبر
لا بد من إرسال أحر التحيات وبالغ التقدير لاصحاب الارض السكان الأصليين أهلنا في الداخل المحتل، على هذا الجهد الجبار في احياء النكبة بتقويم الاحتلال، ونشد على أياديهم في مواصلة المبادرات الوطنية لتأكيد تجذرهم بمسقط رأسهم، أرض الآباء والأجداد، وفي تكريس قدسية الارض والنضال في عقول الأبناء مستذكرين ما ردده اليابانيون «هكذا الميكادو علمنا ان نرى الاوطان أماً وأباً»، وفي هذه المناسبة وفي كل وقت نقول لاخوتنا في اليرموك، انتم عنوان صمود الأمة وملوك الصبر، أمام أبشع ظاهرة أوجدتها الفوضى الخلاقة بهدف تدمير الأمة وضرب معتقداتها والنيل من انتمائها للعروبة والاسلام، بفعل الخذلان العربي لقضايا الأمة المركزية وعلى رأسها فلسطين، وتحويل إشراقة الاسلام السمح الى ظلام متجاوز كل الحدود، وقتل الأبرياء الآمنين متجاهلين حديث الرسول الأكرم: «من قتل مسلماً بغير حق كاْنما قتل الناس اجمعين».
وتوجه زكي لأهل اليرموك بالقول: «انتم جزء من الشعب العربي السوري الشقيق الذي منحتكم قيادته المساواة مع ابناء شعبها، وكنتم في بلدكم الثاني تنعمون بالمواطنة الموقتة استعداداً ليوم العودة الى فلسطين، وتشاء الأقدار اليوم ان تتقاسموا المأساة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق، الذي يواجه هجوماً دولياً لضرب مرتكزات الأمة العربية المتمثلة في سورية المقاومة والممانعة»، ويضيف زكي: «وهنا اثمّن عالياً بسالة وصمود الجيش السوري الذي يواجه للعام الخامس على التوالي حرباً كونية ما كان ليستمر لولا تسلحه بالعقيدة الوطنية وامتلاك الرؤية الواضحة للبديل الظلامي الذي اراده الأعداء لسورية وفي مقدمهم «إسرائيل» وإدراكه للنوايا العدوانية لرسم خريطة جديدة لدول الشرق الأوسط على قاعدة تقسيم المقسم وضرب ارادة الامة في الوحدة والتحرر والانعتاق، كل ذلك بهدف تمكين حكومة اليمين الصهيوني المتطرف من رقاب شعب فلسطين واستمرار الهيمنة الاميركية على ثروات ومقدرات المنطقة».
رئيس رابطة الأسرى والجرحى في الداخل المحتل منير منصور:
ستظل نكبة الشعب العربي الفلسطيني كابوساً يرعد فرائص الجاني
«لن يكون كافياً احياء نكبة شعبنا بموجب التقويم المدني، وان نقول كفى الله الفلسطينيين الباقين شر الصدام…لأن هذا سيكون ضرباً من الجبن بالطبع حين يعتقد المحتل اننا انصعنا لترهيبه. وعليه، نذكر الاحتلال في يوم «استقلاله» ان حقنا حي لن يموت، ويجدر القول لحكومة الغباء والغطرسة «الإسرائيلية»: مهما حدث، ستظل نكبة الشعب العربي الفلسطيني كابوساً يرعد فرائص الجاني الى ان يعتذر ويتراجع ويتيح تصحيحاً للغبن. وسيظل أبناء وأحفاد فلسطين المنكوبة محكومين باْمرين اثنين: بالنضال العنيد وبالأمل المنير. فنحن باقون على الارض وعلى العهد، نرفع راية الوطن وحلفاء فلسطين الحقيقيين وفي مقدمهم سورية الشقيقة التي تحتضن بكرامة اكثر من نصف مليون فلسطيني، وتتحمل اليوم المآسي والويلات جراء انتصارها لفلسطين وقضيتها، في ذكرى النكبة وفي كل يوم نؤكد ان حق العودة لن يموت وبأن سورية لن تنكسر مهما أبدعت «اسرائيل» في تدميرها، الصمود والنصر خيارنا ولينفلق المغتصبون».