تعيين البحاح نائباً لهادي اعتراف غير معلن بالفشل السعودي
توفيق المحمود
أربعة أيام على الإعلان السعودي عن انتهاء «عاصفة الحزم»، لكن الغارات الجوية ما زالت على وتيرتها وبخاصة بعدما ذكرت الكثير من التقارير خلفيات القرار السعودي المفاجئ بإنهاء «العاصفة» والتي أكدت حدوث ذلك بسبب ضغوط أميركية مارستها على الرياض، لتقليص الأضرار السياسية التي تسببت بها الضربات الجوية.
فعندما عين الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي رئيس وزرائه السابق خالد بحاح نائباً له في الـ 12 من نيسان في خطوة تهدف إلى تحسين فرص التوصل إلى تسوية سلمية فيعتبر بحاح شخصية توافقية وغير مرفوضة من قبل الحوثيين وصالحة، وبخاصة أن العدوان السعودي على اليمن دخل يومه الثلاثين على رغم إعلانهم وقف العملية وازدياد حالة التوهان والضياع بسبب الفشل المستمر في تحقيق أي هدف من أهداف العدوان التي تحدثت عنها منذ البداية.
إذاً تعيين خالد البحاح نائباً للرئيس المستقيل هادي هو بداية تراجع للسعودية واعتراف غير معلن بالفشل، بدأت تتكشف صوره مع على اعتبار ان البحاح كان مقبولاً من أنصار الله في فترة ما قبل العدوان عند تسلمه لرئاسة الحكومة اليمنية، وهو ما يراد منه البحث عن موطئ قدم جديد في اليمن فقد كشفت العديد من المصادر الدبلوماسية السعودية عن بوادر اتفاق يُجرى ترتيبه بين الأطراف اليمنية ليكون خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني، رئيساً موقتاً لليمن وأن الاتفاق يتم برعاية كل من الرياض والقاهرة.
فقد جرت في الأيام الماضية تداولات ودعوات من أجل الحوار بين الأطراف اليمنية في مسقط وتم الحديث عن مبادرة عمانية وتتضمن 7 نقاط هي: انسحاب الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح من جميع المدن وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري للجيش، وعودة السلطة الشرعية إلى اليمن برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والمسارعة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت، والتوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه، وتحول جماعة الحوثيين إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية بطرق شرعية، وعقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني، وأخيراً تقديم اقتراح بإدخال اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي.
كما أعلنت الكثير من المصادر إن الجزائر نقلت رسائل عن مبادرة إيرانية إلى الرياض عن استعداد الحوثيين لوقف المعارك في عدن والانسحاب من صنعاء والعودة إلى معاقلهم في صعدة في مقابل وقف الغارات وعلى تقديم المساعدات الإنسانية، واستئناف حوار وطني واسع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة.
إذاً «عاصفة الحزم» لم تغير أي شيء في المشهد السياسي اليمني فإنّ الدول نفسها التي كانت أول المرحبين ببدء الغارات الجوية، كانت أول المرحبين بالإعلان عن وقفها وسط دعوات، كانت أبرزها أميركية، إلى تسريع العملية السياسيّة برعاية الأمم المتحدة رغم دورها البارز فيها، إذ دعا البيت الابيض في 32 من نيسان إلى استئناف الحوار السياسي عبر الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة الراهنة في اليمن وأكد بأنّه لن يكون هناك حلّ عسكري للأزمة في البلاد.
إذاً الحوثيون ظلوا في القمة واجبروا السعودية وحلفاءها على العودة إلى مفاوضات السلام في اليمن بناء على قرارات الأمم المتحدة لأن عاصفتهم لم تحقق شيئاً سوى استهداف المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ وتدمير للبنى التحتية.