أخيرة

دبوس

المنامة… لمزيد من النوم

أجمل نكتة في مؤتمر المنامة هي دعوة الدولة المضيفة الى عقد مؤتمر سلام دولي وذلك لإقرار السلام في الشرق الأوسط، يعني، بعد أن قتل هذا العدو الصهيوني وجرح ما يربو على الـ 140 ألف فلسطيني، في ممارسة هي من صميم الإبادة الجماعية، ودمّر غزة عن بكرة أبيها، يدعوه محبّي السلام هؤلاء الى مؤتمر سلام مكافأةً له على جرائمه وعلى استباحته الدم الفلسطيني واعتباره أن لا أبرياء في غزة…
لقد كشف طوفان الأقصى فيما كشف المنظومتين العربية والإسلامية، وأثبت أنّ الكيان العربي والكيان الإسلامي هما موجودان فقط في مخيّلتنا المتفائلة كثيراً، وأنهما لا توجدان على أرض الواقع، وان المنظومة الوحيدة الموجودة فعلاً، والتي تحمل على كاهلها هموم المستضعفين والمسلوبة حقوقهم والمعتدى عليهم هي منظومة المقاومة، بكلّ أبعادها الإسلامية والمسيحية والعربية وغير العربية، هؤلاء المجتمعون في المنامة، لمزيد من النوم، في أغلبهم يشكلون منظومةً أصبحت في ما يبدو تشكّل امتداداً عضوياً للصهيونية العالمية، إلّا من رحم ربي…
وأعانك الله يا سيادة الرئيس بشار الأسد لتحمّلك كلّ هذا الانبطاح والتبعية والنكوص والعهر السياسي، تراه حواليك بزخم شديد، ولكنك تحافظ على أعصابك ولا تنفجر غيظاً وقهراً وغضباً، منظومة تقدّم يد العون والمساعدة للقاتل كيما يُمعن في قتل أطفال ونساء وشيوخ غزة وفلسطين، في نفس الوقت الذي تمنع عن غزة المظلومة، كلّ أنواع العون والحياة وحتى النفس، انظروا فقط الى سحنة أبو الغيط، وتمعّنوا لتعرّفوا بالضبط ماهية هذا التجمّع، من يؤمل بأيّ حال أن تتفتّق هذه القمة عن شيء قد يفيد شعوب المنطقة هو واهم غارق في وهمه حتى أذنيه، ولقد كان قميناً بمنظّمي هذا التجمّع، لو أنّ لديهم ذرة من حياء، لقاموا بإلغاء هذه القعدة الغير مباركة، وتبرّعوا بتكاليفها، والتي تربو على المئة مليون دولار، لشعب غزة الذبيح.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى