الفضائيات المخرّبة!
د. خالد العاني
الفضائيات العربية «الناعقة بالعربية»، وما أكثرها، ملغومة وعميلة، خدمت، وتخدم الصهيونية، كرّستْ الوجود «الإسرائيلي»، ومددت بقاءه، ولو الى حين، ودمّرت الدول العربية، وشتّتتْ شمل العرب، وأساءت الى الإسلام، بتشجيعها المتأسلمين أن يكونوا فرقاً شتى تقتل بعضها وتخرّب ديارها… إنها الفضائيّات، العدوّ الأول للإنسانية والحقيقة، عدوّ وحدة العرب وتحرّرهم واسترجاع الأرض المغتصبة. فضائيّات تؤسس وتموّل، من ِقبل الرؤوس الصهيونية وتدار من قبل تابعين مرتزقة، منتفعين ممّا يتسلّمون، لا تهمّهم أساليب تخريب المجتمع العربي وتشتيته. توغّلوا في الخيانه الى حدّ الاندفاع الى تخريب الدول والجيوش العربية ونهب الاقتصاد، وهذه الفضائيات سائرة ضمن المشروع الصهيوني العالمي بقيادة الإدارة الأميركية، مشروع الشرق الأوسط الجديد، لرعاية الأمن «الإسرائيلي»، فكرّسوا أكثر الحكام العرب وثروة العرب المسيطر عليها من قبل أتباع أميركا فسخّروها أبشع تسخير خيانيّ للأمة ووحدتها وتقارب دولها وقوة جيوشها، فغاز قطر الذي يسمّونه «الذهب الأزرق» كرّسوه لتدمير الدول العربية بصورة علنية، خاصة بعد افتضاح الفوضى المدمّرة التي أسموها بـ»الربيع العربي»، فانبرت الدولة الصهيونية بامتياز قطر لتدفع ثمن كلّ صاروخ يطلقه حلف الناتو الإجرامي على الجماهيرية الليبية، وكرّست أبشع وسيلة تضليل عرفها المجتمع العربي، هي فضائية «الجزيرة»، تساندها فضائيات كثيرة أخرى جميع مموّليها من المشبوهين بعلاقاتهم السياسية والتجارية، وبعد تلك المأساة دمار ليبيا استداروا الى سورية، وهنا قذفوا بكل ما تملك أميركا ودول الناتو وحكام عرب وجامعة عربية وعملاء لـ»إسرائيل» مثل أرذل تركي وصل الى رئاسة وزراء تركيا. وانبرت وسائل الإعلام، الفضائية، إلى الدعاية الكاذبة المدمرة للرأي العام العربي، محرّضة العرب البسطاء عامة الشعب ضدّ الدولة السورية، محوّلة المعركة بين الدولة السورية المستقلة العروبية وجيشها العربي الأصيل، المناهظ لـ»إسرائيل»، والعدو الصهيوني وتوابعه في العالم، الى معركة طائفية بين شيعة وسنة، منفذة الفضائيات بذلك المشروع «الإسرائيلي»…
إن أبشع دور قامت به هذه الفضائيات المسممّة هو تسميم الرأي العام العربي، مهيئة مختبرات لتزوير الحقائق لمصلحة القتلة الذين جمعتهم أميركا وعملاؤها من جميع أنحاء العالم. أمامنا نحن العرب، المؤمنون بقضيتنا، تحرير أقطارنا من درن الخيانة والعمالة للصهيونية، وتحرير فلسطين واتحاد الدول العربية… علينا أن نجابه هذه الفضائيات مجابهة علمية ثقافية اجتماعية، بتأسيس التجمعات العلمية والأدبية والاهتمام بالكادر العلمي والسياسي، وتأسيس فضائيات مناهضة ذات برامج جيدة شائقة، مسلحة بالعلم والثقافة، وتأليف مناهج التعليم الجيدة، لتكثيف المناعة لدى الشباب ضدّ دعاة فاشلين كهؤلاء، بعدما انكشفوا على حقيقتهم بجرائمهم البشعة…