طهران تستعد ليوم الوداع الكبير وفاء للأخلاق والتفاني في أداء الرئيس والوزير / بلينكن أمام الكونغرس: إدارة بايدن قدمت ما لم تحلم به «إسرائيل» بسخاء غير مسبوق / دول العالم تستعد لصدور مذكرات توقيف نتنياهو وغالانت.. والنرويج أول المنفذين /
كتب المحرّر السياسيّ
غصت شوارع تبريز ثم ساحات المقامات في قم وتستعد طهران اليوم، ليوم الوداع الكبير، حيث تحتشد الجموع للمشاركة في تشييع الرئيس السيد إبراهيم رئيسي والوزير حسين أمير عبد اللهيان وعدد من الشخصيات القيادية والمرافقين، الذين قضوا في حادثة سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقلهم، والتي لا تزال موضع تحقيق لكشف ملابساتها.
الشعب الإيراني الذي خرج بملايينه لوداع الرئيس والوزير سوف يتوّج وفاءه لهما اليوم، في ظل إجماع على ميزتي الأخلاق والتفاني في أداء الرئيس والوزير، ما جعلهما نموذجين لا ينسيان لرجل الدولة، وبحثاً عن هذه الميزات سوف يتوجه الإيرانيون الى صناديق الاقتراع بعد أقل من 40 يوماً في 28 حزيران المقبل لانتخاب رئيس جديد، حيث يفترض أن تظهر الترشيحات بعد الثامن من الشهر المقبل.
في تطورات المنطقة، حيث الحرب بكل ضراوتها مستمرّة خصوصاً على جبهتي غزة وجنوب لبنان، قدم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، مؤكداً أن التزام ادارة الرئيس جو بايدن الى جانب «إسرائيل» حتى القضاء على حركة حماس أعلى مرتبة من انتقاداتها لحكومة بنيامين نتنياهو حول الأداء خلال الحرب او غياب الرؤية لما بعدها، معدّداً المحطات والمواقف الحرجة التي تحملتها إدارة بايدن ترجمة لمبدأ الالتزام بـ»إسرائيل» فوق كل شيء، عارضاً لسخاء المساهمات في المال والسلاح والذخيرة والمعلومات والأنشطة الدبلوماسية التي قدمتها كل الأجهزة الأميركية لكيان الاحتلال بتوجيه من الرئيس بايدن، ليخلص إلى أنه لا توجد إدارة أميركية قدّمت لكيان الاحتلال ما قدمته إدارة بايدن، بل إن ادارة بايدن قدّمت ما لم تكن تحلم به «إسرائيل»، مجيباً عن أسئلة الأعضاء ومنها ماذا لو توافرت لواشنطن معلومات عن مكان وجود قائد حماس في غزة يحيى السنوار، فقال لن نتردّد بإبلاغ «إسرائيل» بذلك.
بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو الحدث هو مذكرات التوقيف المنتظرة من المحكمة الجنائية الدولية، التي حاول المدعي العام مراعاة الكيان وتلطيف وقع طلباته بطلب إصدار مثلها بحق قادة المقاومة، وباستثناء وزراء وقادة عسكريين وأمنيين من كيان الاحتلال من طلبات التوقيف، لكن ردة فعل نتنياهو وحكومته مستمرة باتهام المحكمة والمدعي العام بالعداء للسامية وإعلان الاستعداد لخوض المواجهة ضد المحكمة على كل الصعد، خصوصاً عبر الاستقواء بالمساندة الأميركية التي لم تتأخر، لكن في دول العالم بدأ الاستعداد للتعامل مع المذكرات عند صدورها، وكانت النرويج أولى الدول التي أعلنت أنها سوف تلتزم بالمذكرات وسوف تقوم بتوقيف نتنياهو وغالانت إذا عبرا الأراضي النرويجية.
بدأ الحديث عن احتمال قيام المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، بزيارة إلى بيروت في وقت قريب للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في تجديد المساعي للوصول إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، ويأتي ذلك، وسط مواصلة سفراء الخماسيّة اتصالاتهم، حيث اجتمعوا يوم الاثنين في السفارة المصرية وبحثوا في البيان الذي صدر عن السفارة الأميركية عقب اجتماعهم الأربعاء الماضي. وبحسب معلومات «البناء» يتجه السفراء الى التمني على القوى السياسية المنضوية في المعارضة الذهاب إلى جلسة تشاور برئاسة الرئيس نبيه بري، ربطاً بالتمني أيضاً على حركة أمل وحزب الله القبول بالذهاب إلى الخيار الثالث.
وتعتبر مصادر دبلوماسية أن هناك مساعي تجري من ان فصل ملف الانتخابات الرئاسية عن ملف الجنوب وملف غزة، وفصل تطبيق القرار الدولي 1701 عن ملف غزة، مشدّدة في حديث لـ»البناء» على أهمية انتخاب الرئيس، ونافية أي كلام عن طرح الخماسية أسماء لرئاسة الجمهورية أو تحديد مهل لعملية الانتخاب، جازمة أن البيان لم يأت على أي مهلة إنما أورد ضمن سطوره كلاماً للكتل النيابية عن مهلة أيار وضرورة انتخاب رئيس اليوم قبل الغد.
وزار وفد من تكتل الاعتدال الوطني السفارة المصرية. وبعد اللقاء، قال السفير المصري في لبنان علاء موسى: «الاجتماع مع كتلة الاعتدال الوطني تناول آخر التطورات في ملف الرئاسة وعلينا أن نبتعد عن نقاش من يرأس الحوار والتركيز على هدف الحوار». ورأت مصادر التكتل لـ»البناء» ان الاجتماع لم يحمل اي جديد يذكر سوى إعطاء الكتلة قوة دفع لإعادة تحريك لقاءاتها مع المكونات السياسية.
في موازاة ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني، حيث تمّ البحث في المستجدات السياسية والشؤون التشريعية. وتزور السفيرة الأميركية ليزا جونسون قبيل مغادرتها الى واشنطن رئيس مجلس النواب في الأيام المقبلة في زيارة ستسبق زيارة السفراء الخمسة مجتمعين عين التينة.
وبعد لقائه رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ثمّن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الدور التي تقوم به قطر، خصوصاً السعي المستمرّ والمبادرات لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى دورها ضمن اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة الرئاسية.
وقال جنبلاط خلال لقائه الجالية اللبنانية في قطر «قطر كانت وستبقى داعمة للبنان، وخاصة للقوى الأمنية والجيش اللبناني وهذا مهم جداً، من أجل وحدة لبنان والأمن اللبناني، والبعض منّا في لبنان في خضم هذه المستجدات يُحطّم بالمؤسسات وهذا غير مُفيد. فهناك مؤسسات فاعلة في المخابرات اللبنانية وفي الأمن العام والمعلومات وعلينا تثبيتها وتدعيمها من أجل سلامة المواطن ثُمّ تتحسن الظروف». وعن الانتخابات الرئاسية، قال جنبلاط: «لا بُد من توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنظم الأمور وننتخب رئيساً أيّاً كان وفق الحوار والتسويّة».
هذا وأفادت المعلومات، بأن «قطر تجاوبت فوراً مع طلب قائد الجيش العماد جوزف عون بتمديد المساعدة القطرية المتمثلة بالمئة دولار للعسكريين وبتأمين المحروقات لـ 6 أشهر».
وفي سياق متصل بالوضع في الجنوب، تشير أوساط سياسية لـ»البناء» على أن الاتفاق شبه منجز حيال ترتيبات الجنوب بعد انتهاء الحرب، وتقوم على إعادة تموضع الحزب، والاستغناء عن استخدام مصطلح الانسحاب الى شمال الليطاني، بالتوازي مع انتشار نحو 10000 جندي من الجيش في الجنوب وفق القرار 1701، مع إشارة المصادر إلى أن انتشار الجيش سيكون على مراحل حيث من المرجّح أن يبدأ بعد انتهاء الحرب انتشار نحو 3000 جندي.
وميدانياً تستمرّ المواجهات في الجنوب. إذ استهدفت غارات إسرائيلية بلدة الجبين، وبلدة يارون، وعيتا الشعب، وتعرّضت منطقة وطى الخيام لقصف إسرائيلي بالقذائف الفوسفورية كما تعرّضت بلدة حولا لعمليات قصف. كما انفجرت مسيّرة صغيرة أطلقها الجيش الإسرائيلي نحو منزل في بلدة الناقورة كان استهدفه يوم أول أمس. في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف «نقطة تموضع واستقرار لجنود العدو في موقع رويسة القرن، في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بصاروخ موجّه، وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى اشتعال النيران فيها». وأشار الحزب أيضاً إلى أنه «بعد مراقبة تحركات العدو الإسرائيلي ومتابعة دقيقة في موقع الراهب، وعند رصد مجموعة من جنوده تتحرك في محيط الموقع، استهدفها بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية، وضرب تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية». كما استهدف الحزب موقع زبدين، وتلة الكرنتينا، والمرج والمالكية.
من جهة أخرى أكّد موقع «القناة 12» الإسرائيلية أنه «برزت في الفترة الأخيرة زيادة في استخدام الطائرات من دون طيار من جانب حزب الله»، مشددًا على أن «قدرة فتكه ارتفعت». وقال الموقع إنه «وفقًا لتحقيق نفذه مركز «علما» – المختص في أبحاث التحديات الأمنية التي تواجهها «إسرائيل» في الشمال – فقد وقعت خلال شهر (آذار 2024) أربع وعشرون حادثة دخول طائرات من دون طيار»، مردفًا: «في نيسان ارتفع العدد إلى 42 حادثة، وفي شهر أيار حوالى 20 حادثة.
وعشية مؤتمر بروكسيل للنازحين السوريين في 28 الحالي، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية. وبحث رئيس المجلس أيضاً المستجدات السياسية لا سيما ملف النزوح السوري وشؤوناً تشريعية خلال لقائه النائب سيمون أبي رميا الذي قال بعد اللقاء: «الاجتماع تركز على موضوع النزوح السوري ودور المجلس النيابي في هذا الموضوع. أنا كنت قد اقترحت على الرئيس بري واليوم أكدت على هذا الاقتراح ان يقوم نواب لبنان بدورهم على مختلف الصعد، ومن خلال التوصية التي حصلت للحكومة في جلسة المناقشة مؤخراً.»
واجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في السراي وعرض معه المستجدات الأمنية في البلاد والإجراءات التي تنفذها وزارة الداخلية. ثم اجتمع رئيس الحكومة مع المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا واطلع منه على عمل المديرية، إضافة الى الأوضاع الأمنية.
وعثر داخل شاحنة آتية من تركيا وصلت عبر مرفأ طرابلس محمّلة بالحديد أثناء تفتيشها في حرم المرفأ على كمية من الأسلحة مخبّأة داخلها، وفرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً واسعاً عليها. وتتحدّث أوساط مطلعة عن العثور على 400 مسدس تركيّ مخبأ في الشاحنة.
ولا تزال الشاحنة في حرم المرفأ. وأشارت المعلومات إلى أنه تم توقيف السائق، وأحيل إلى القضاء المختص، كما عملت العناصر الأمنية على تفتيش ست شاحنات مماثلة مقبلة من تركيا.
بالتزامن، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: ضبطت مديرية المخابرات في مرفأ طرابلس شاحنة تحمل 400 مسدس حربي مهرّب ومخفيّ داخلها، وأوقفت سائقها.
سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص، وتجري المتابعة لمعرفة وجهتها وتوقيف بقية المتورطين.