أولى

«أصلها ثابت وفرعها في السماء» رئيسي وعبد اللهيان وجغرافيا آخر الزمان

‭}‬ محمد صادق الحسيني
أحمق هو هذا الغرب الجماعي ويعيش التيه وغياهب الإدبار في التعاطي مع إيران، مع كل حادثة جديدة تجري لإيران. وسرعان ما تراه يحكي «شروي غروي» كلما تعرّضت إيران لاختبار جديد في البذل والعطاء .
ببساطة لأنه لا يستوعب ماذا يعني نظام ولاية الفقيه. هو يعرف فقط أنظمة فيها الأشخاص هم المقدّسون… فخامة الرئيس، جلالة الملك، وسيادة رئيس الوزراء وما شاكل من الفخامات التي سمّوها هم وآباؤهم المؤسّسون…
هذا الغرب الجماعي لا يعرف أنّ عجينة خاصة اسمها الأمة والإمام هي نواة هذه الولاية وهي التي تبلور من قلب نسيجها رجال مكلّفون مع الزمان يتغيّرون، كلّ في حقل اختصاصه يجمع بين الدين والدنيا، لا يشبهه أحد ممن يسمّونهم نظراء عندما يجتمعون بهم في الصالونات وفي الردهات الدبلوماسية.
من هنا ترى رجاله يقفون حائرين عند كلّ منعطف من منعطفات التحوّل عند النظام الوليد، سواء كان هذا التحوّل مكللاً بالغار او محمّلاً بالصعاب والمهمات العظام.
وهذا الغرب الجماعي لا يرى في إيران كتاباً مفتوحاً يستطيع فتح صفحاته متى يشاء، كما هي الحال مع سائر أنظمة العالم التقليدية.
ولما كانت منظومة الأمة والإمام عند هذا الغرب معادلة مجهولة يصعب فك رموزها.
لذلك يجزم الخبراء والعارفون بأنّ هذا الغرب لن يحالفه أيّ حظ من النجاح في ايّ معركة يخوضها ضدّ إيران وسيظلّ يتخبّط يميناً وشمالاً في قراءته لما يجري في إيران.
وعليه ستبقى إيران بالنسبة له صداعاً لا دواء له.
وحتى نلامس حقيقة هذا الأمر تستحضرني في هذا السياق رسالة شفاهية مهمة سبق أن نقلها أحد كبار الغربيين للسيد كمال خرازي يوم كان مندوباً لإيران في الأمم المتحدة بالقول: هل تعرف يا سيد كمال بأنّ مشكلة أميركا مع إيران أنها تختلف مع الغرب في 5 يجب حذفها من نظامها حتى يستوي الأمر بيننا وبينكم والتي هي:
1 ـ مقام الولي الفقيه لأنه غير موجود في قاموس الغرب السياسي!
2 ـ الحرس الثوري، لأنّ العالم كله يملك جيشاً واحداً إلا إيران فإنّ لديها جيشين!
3 ـ كلّ العالم ديمقراطيته معروفة الشكل والحال وقابلة لتدوير الزوايا إلا إيران عندها مجلس صيانة الدستور الذي لا يقبل التلاعب!
4 ـ كلّ العالم فاصل بين الدين والسياسة إلا إيران تراها وقد وضعت الثقافة الدينية والأخلاق في المقدمة وأهمّها الحجاب، وهذا يجب أن يُحذف من نظامها لأنه يخالف حقوق الإنسان!
5 ـ كلّ العالم إما يعترف بـ «إسرائيل» أو يتعايش معها، إلا إيران فهي ليست فقط لا تعترف بها ولا تقبل التعايش معها، بل الوحيدة التي تريد إزالتها من الوجود، وهذا يساوي القضاء على مدنية الغرب الجماعي…
هذا مبلّغ بشكل رسميّ للإيرانيين…
والإيرانيون في المقابل ليس فقط لا يبالون بكلّ هذه الاعتراضات الخمسة، بل إنهم حتى يغيظون هذا الغرب ويناكفونه بالقول بأنّ لديهم ما هو أدهى وأمرّ، بأنّ الحاكم الفعلي والحقيقي لإيران انما هو الغائب الحاضر صاحب العصر والزمان.
إيران هذه اليوم تتجلى أكثر من أيّ وقت مضى مع الرحيل المفجع للسيد إبراهيم رئيسي الذي تمكن من خلال أدائه وأداء حكومته الأخلاقيّة الفريد أن يتركوا بصمة خالدة في عالم الماديات الغربي مما جعله يفرض نفسه دولياً حتى وهو يغادر إيران مكلومة وحزينة ويلفها الأسى.
فإذا بهذا العالم الأصمّ الأبكم الأعمى يقرّر التعاطف الشامل والواسع مع إيران بشكل لافت لا مثيل له.
حتى أميركا العدوة وقيادة حلف الأطلسي قدّموا التعازي، الأمر الذي يدلّ على انّ نظام الولي الفقيه الذي مثّله رئيسي وترجم حضوره القوي في المحافل الدولية هو ووزراؤه المناضلون وفي مقدمهم الوزير المكافح عبد اللهيان أصبح رغم كلّ ما تقدّم رقماً ثابتاً ومعترفاً به دولياً ويُحسب له ألف حساب.
رحم الله الإمام الخميني الكبير وأبناءه الغيارى الذين أسّسوا هذا البنيان العظيم.
رحم الله الشهداء الذين رووا بدمائهم شجرة التضحية والفداء وخدمة الرعيّة، وفي مقدّمهم شهداء الحكومة الجهادية الأخيرة.
بعدنا طيّبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى