المفاوضات واللحظات الأخيرة لنهاية الحرب على غزة
} حمزة البشتاوي
رغم صعوبة النزول من أعلى الشجرة، يتوقع أن يحدث تطوّر كبير في الجولة المقبلة من المفاوضات حول الهدنة وتبادل الأسرى، بعد جولات باريس 1 وباريس 2 والدوحة والقاهرة، وصولاً لاتفاق السادس من أيار الذي انقلب عليه بنيامين نتنياهو، وبدأ الهجوم على رفح ومعبر فيلادلفيا، وأصبح من الممكن نتيجة لتطورات «إسرائيلية» على المستوى الداخلي تتعلق بمواقف بيني غانتس، والمهلة التي وضعها لنتنياهو، ومواقف يواف غالانت، وفيديو المجندات، وضغط أهالي الأسرى، والتمزق الكبير الأفقي والعمودي داخل «المجتمع الإسرائيلي»، وغياب التوافق على أهداف الحرب والعجز عن تحقيقها، إضافة لأسباب خارجية تتعلق بالمواقف الدولية، وقرارات محكمة الجنايات الدولية، والضغط العسكري عالي الوتيرة للمقاومة من غزة وعلى جبهة الشمال، وغيرها من جبهات الإسناد، وغيرها من الأسباب، دفعت الإدارة الأميركية لتكثيف الاتصالات لتحريك مسار المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمقترحات جديدة لا تلغي ما سبقها من قبل الوسطاء المصريين والقطريين، ولكن الجديد الآن هو المشاركة المباشرة والمكثيفة من قبل الإدارة الأميركية في المفاوضات المقبلة التي ستبدأ من بحث النقاط الخلافية التي تمّ تحديدها خلال الجولات السابقة.
ومن المتوقع خلال جولة المفاوضات المقبلة أن تتمّ الموافقة على أفكار تتعلق بوقف إطلاق النار بشكل عام دون تحديد فترة زمنية له، والاتفاق على دفعات الإفراج عن الأسرى وأعدادهم، وكذلك شكل انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وبحث في آليات رفع الحصار وإعادة الإعمار.
وهذه الأفكار بحال اقتربت من المطالب الفلسطينية بوقف العدوان بشكل دائم وكامل، نكون قد أصبحنا أمام اللحظات الأخيرة لإعلان نهاية هذه الحرب، وخروج نتنياهو من دوامة الأوهام وادّعاء القدرة على تحقيق نصر لا تزال تكذبه بشكل واضح الوقائع في الميدان.