الوطن

شكرَ المُعزّين بوفاة والدته ويتحدّثُ الجُمعة نصر الله: المجازرُ «الإسرائيليّة» المروِّعة ستُعجِّل في هزيمة وزوال الكيان المتوحِّش

شكرَ الأمينُ العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله كلَّ من تقدّم بالتعازي برحيل والدته، معتذراً عن عدم الحضور المباشر في استقبال المعزّين بسبب الظروف الأمنيّة.
وخلالَ كلمةٍ متلفَزة في ختام تقبُّل التعازي بوالدته الحاجة أمّ حسن في «مجمّع سيّد الشهداء» في الرويس بالضاحية الجنوبيّة لبيروت، قال السيّد نصر الله «أشعر وأعتز بحضوركم وبالنيابة عن الوالد وإخواني وأخواتي وباسم عائلتَيّ نصر الله وصفيّ الدين أتوجه بالشكر لجميع المواسين والمُعزِّين».
وأضاف «أعتذر عن الحضور المباشر وتلقّي الاتصالات سواء في تشييع جنازة الوالدة أو في العزاء حيث من واجبي أن أكون في أول الصفّ لاستقبالكم، ولكن بسبب الظروف الأمنيّة الأمرُ غير مسموح».
وتوجّهَ بالشكر إلى «جميع المعزّين من لبنان والعراق وفلسطين وإيران وسورية وباكستان وتركيا واليمن والبحرين والكويت ومصر وتونس وموريتانيا والعديد من الدول الأفريقيّة والأردن وجيبوتي والجاليات اللبنانيّة في دول الاغتراب». وعبّرَ عن امتنانه لإخوانه في «قيادتَيّ حزب الله وحركة أمل على حضورهم منذ الساعات الأولى للعزاء إلى جانب الوالد ووقوفهم لساعات في تقبّل التعازي»، كما توجّه بالشكر «لعوائل الشهداء الشريفة التي أرسلت برقيّات التعزية».
وقال السيّد نصر الله في حديثه عن مآثر والدته الراحلة «الوالدة الفقيدة المرحومة نهديّة هاشم صفيّ الدين وُلدت من سيّدين هاشميّين، وكانت إمرأةً مؤمنة طيبةً طاهرةً هادئةً قليلة الكلام ولا تتدخّل في شؤون الآخرين ولا تُسيء لأحد ولا تحمل في نفسها كراهيةً لأحد».
وتابعَ «كانت لعائلتها الأولويّة المُطلقة من تربية وحماية، وكانت إمرأةً قنوعةً ولم تُجادل حول ملبس أو مسكن أو مأكل وأغلب عمرها قضَته في غرفة واحدة»، مضيفاً إنَّ والدته «كانت تُعين الوالد في حمل الأعباء وكانت صابرة محتسِبة بارّةً بوالديها».
ولفت أنَّ نجله الشهيد السيّد هادي نصر الله «كان حفيدها الأول، أحبَّته وأحبَّها وتأثّرت كثيراً بشهادته».
واستذكرَ السيّد نصرالله ظروفَ نشأته، مشيراً إلى أنَّه وُلد وإخوته «في حيٍّ من أحياء الفقراء اسمُه حيّ شرشبوك من أحياء الكرنتينا في شرق بيروت حيث لم يكن في حيّنا مسجد أو عالم دين أو نشاط ديني، ولكن ببركة والدَيّ منَّ اللهُ علينا بالإيمان والتديُّن»، لافتاً إلى أنَّ الحيّ «لم يكن حيّاً كبيراً ولكنّه كان متنوّعاً يقطنه لبنانيون وفلسطينيون وأكراد وأرمن وعرب المسلخ وكلّهم فقراء، وكان هناك محبّة وسلام وتكافل بين الجميع».
وقال «منذ البدايات انتمينا إلى مدرسة الإمام السيّد موسى الصدر وحركته وما زلنا سواء كنّا في حزب الله أو في حركة أمل أنا وإخوتي»، آملاً أن «نرى في يومنا هذا ما كنتُ أراه في حيّ شرشبوك لأنَّ مشكلتنا في لبنان هي في أداء بعض الزعامات السياسيّة حيث يحوّلونه إلى تحريض وتجييش».
وتطرّقَ السيّد نصر الله إلى المجزرة «الإسرائيليّة» بحقّ المدنيين في رفَح، مشيراً إلى أنّها «تؤكّدُ وحشيةَ العدوّ وغدرَه وخيانَته. وقد جدّدوا في نظرنا صفة قتلة الأنبياء، إذ يقصفون الخيَم القماشيّة ويقطعون أجسادَ الأطفال».
وشدّدَ على أنَّ «الدمَ الذي سُفك في رفَح يجب أن يُحرِّك كلّ الساكتين حتّى اليوم»، مؤكّداً أنَّ «المجزرةَ أزالت كلَّ مساحيقَ التجميل الكاذبة التي يضعها الاحتلال مدعياً أنّه قانونيّ يلتزمُ بالقوانين الدوليّة»، سائلاً المطَبّعين مع كيان العدوّ «مع مَن تطبّعون؟ مع هؤلاء الوحوش الخونة الذين لا حدودَ لإجرامهم؟».
ولفتَ إلى أنَّ «محكمة العدل الدوليّة طالَبت بوقف العدوان قبل أيّام فكان الجواب الغارات العنيفة»، مشدّداً على ضرورة إدانة «هذه المجازر المروِّعة وأن تكونَ سبباً للضغط من أجل رفعِ الحرب والعدوان عن أهلِ غزّة».
واعتبرَ أنَّ «هذه المجازر يجب أن تكونَ عبرةً لنا ولمن يراهن على المجتمع الدوليّ والقوانين الدوليّة من أجل حماية لبنان»، متوجّهاً إلى الغافلين والجاهلين وناكري الحقائق اليوميّة بالقول «أشلاءُ أطفال غزّة تصرخُ في آذانكم وتلطّخ وجوهَكم بالدم وتخاطبكم برؤوس مقطّعة: تحميكم قوّتكم ووحدتكم ومقاومتكم ودماء شهدائكم وتضحياتكم أمّا الخضوعُ والاستسلام على باب المجتمع الدوليّ العاجز فلن يحميكم».
واستحضرَ التضحيات التي أوصلت إلى التحرير عام 2000 بالقول «نحنُ في أيّار التحرير حين استعدنا أرضَنا بالتضحيات والدماء وقدّمت المقاومة آلاف الشهداء»، لافتاً إلى أنَّ «هذه الدماء التي سُفكت في رفَح ستُعجل في هزيمة وزوال هذا الكيان النازيّ والمتوحّش الذي لا نرى له أيَّ مستقبلٍ في منطقتنا».
وجدّدَ السيّد نصر الله في ختام كلمته الشكرَ لكلّ المعزّين على مواساتهم.
ويتحدّثُ السيّد نصر الله عند الخامسة من عصر يوم الجُمعة المُقبل في الاحتفال التأبينيّ الذي يُقيمه حزبُ الله للشيخ علي محمد قاسم كوراني في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى