اليمن والمرحلة الرابعة
يُكثر الأميركيون منذ أسبوع تحليلاتهم عن قوة الجيش اليمني وحركة أنصار الله، وهم يتحدثون عن تقدم تقنيّ استثنائيّ في سلاح الصواريخ البالستية لجهة المدى والسرعة والدقة، ويعترفون بأن هناك تطويرات يمنية غير متوقعة على الأسلحة الروسية والإيرانية المنشأ تجعل من الصعب التعامل معها بناء على نسختها الأصلية، لأن النسخة التي تتحرك في الميدان مختلفة كلياً.
خلال الأسبوع الأخير ضربات يمنيّة مكثفة، بعد اكتمال الإعداد اللازم لتنفيذ مقتضيات المرحلة الرابعة، حيث استهدافات المحيط الهندي تتزايد واستهدافات البحر الأحمر والبحر العربي زاد عددها، والكلام الأميركي عن قدرة اليمن على تحقيق إصابات في البحر المتوسط جاء بالتزامن مع إعلان يمني عن أول هدف في المتوسط.
بالتزامن مع الكلام الذي أطلقه قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن التعاون اليمني العراقي في استهدافات البحر المتوسط وأم الرشراش (إيلات)، كانت الفضائيّات العربية التي يشغلها البنتاغون تكرّس حيزاً من برامجها لهذا التعاون، وتستضيف شخصيات عراقية ويمنية مناوئة للمقاومة لإطلاق مواقف معادية تسعى لاستنهاض مناخات الفتنة بوجه حركات المقاومة، خصوصاً في العراق، حيث الجماعات اليمنية المناوئة ضعيفة ومحاصرة، بينما ثمة آمال بقدرتها على التحرك في العراق.
مرة أخرى المفاجأة اليمنية ليست في مبدأ التحرك والقدرة والموقف فقط، بل في مستوى الاقتدار أكثر، حيث يظهر اليمنيون أنهم يعملون ليل نهار لتطوير مقدراتهم، وأنّهم مستعدّون لكل الاحتمالات، وأن هذا الطوفان الشعبي المؤيد لمقاومتهم ولفلسطين ليس مجرد أمواجٍ صوتيّة، بل هو حالة استعداد في الميدان، وكفاءات علميّة ومهيأة تقنياً، لرفع مستوى الجاهزيّة وتقديم الجديد والمبتكر والمفاجئ أيضاً.
التعليق السياسي