الوطن

احتجاج طرابلسي عارم على مشاركة وفدٍ أميركيّ في ندوة لنقابة المحامين

في خطوةٍ مساندةٍ لشعبنا الفلسطينيّ الذي يتعرَّضُ منذ حوالى السبعةِ أشهرٍ، لحربِ إبادةٍ جماعيّة من العدوّ «الإسرائيليّ» بسلاحٍ ودعمٍ من الولايات المتحدة الأميركيّة، نفّذ عددٌ من المحامين و»اتحاد الشباب الوطنيّ» وقفةً أمامَ مقرِّ النقابة في طرابلس رفضاً لزيارةِ وفدِ «وكالة التنميّة الأميركيّة» الذي كان بصدَدِ تنظيمِ ندوةٍ داخلَ قاعة النقابة، وذلكَ لانحياز الإدارة الأميركيّة إلى جانب العدوّ الصهيونيّ بحربه المتوحِّشة على غزّة.
ودخل المحتجّون الرافضون للوجود الأميركيّ في النقابة وفي طرابلس باحة مقرّ النقابة وأخذوا يصرخون بأعلى الصوت «أنتم تدعمون إسرائيل و تقتلون الأبرياء ولا مكانَ لكم في طرابلس» وأحرَقوا العلمَ الأميركيّ في الباحة.
وأكّد ناشطون في «المؤتمر الشعبيّ الوطنيّ» استنكارَهم لزيارة وفد الوكالة إلى طرابلس، حيث كان من المقرَّرِ إقامةِ الندوة تحت رعاية دار النقابة في طرابلس.
وقال المحامي عبد الناصر المصري «فوجئنا باستضافة الأنشطة المموَّلة والمدعومة من وكالة التنمية الأميركيّة التي تُعدُّ إحدى أذرع المخابرات المركزيّة لاختراق المجتمعات العربيّة، في حين يُطالب أحرارُ الأمّة برفع الصوت ضدَّ الولايات المتحدة الأميركيّة الشريك الأكبر للعدو الصهيونيّ في حرب إبادته المجنونة ضدَّ الشعبِ الفلسطينيّ، وأبناء غزّة الأبطال»، مجدِّداً رفضه لتلك التحركات المشبوهة.
وأضاف «إنَّنا في اتحاد الشباب الوطنيّ، ومن موقع نضالنا المستمرّ لتعزيز سلاح مقاطعة البضائع والمؤسَّسات والهيئات المرتبطة بالإدارة الأميركيّة والشركات الداعمة للعدو، نعتبرُ أنَّ هذه الندوة المقرَّرة تأتي في سياق التعمية على مجزرة الخيَم في مدينة رفَح»، مؤكّداً أنّه «من غير المقبول أن تستضيفَ نقابة الحقّ والعدالة مَن يرتكب الجرائم ضدَّ الشعب الفلسطينيّ ويزوِّد العدوَّ بالمالِ والسلاحِ لاستمرار حرب الإبادة ضدَّ أبناء غزة، واستمرار العدوان على أبناء وقرى الجنوب اللبنانيّ الصامد».
بدوره، أكّد رئيس اتحاد نقابات العمّال والمستخدمين في الشمال شادي السيّد أنَّ «القضيّة الفلسطينيّة تحتاجُ أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى التضامن ودعم مواقف أهلها»، معتبراً «أنَّ إقامة ندوة في طرابلس بدعمٍ من مؤسَّسة أميركيّة حكوميّة أمرٌ يحتاجُ إلى التوقُّف، وتذكير المسؤولين عن هذه المؤسَّسة بأنَّ هناك شعباً يُحرَق ويُقتل وتدمَّر بيوته فوق رؤوس أبنائه، وأنّه لا بدَّ لهذه المؤسَّسات من أن تُراجع حساباتها لأنَّ هناك ظلماً يقعُ على إخوةٍ لنا في غزّة وفي الجنوبِ اللبنانيّ وفي كلِّ فلسطين المحتلّة».
وطالب رئيس «جمعيّة اللجان الأهليّة» سمير الحاج «نقيبَ المحامين ومجلس النقابة، بإلغاء الندوة فوراً لما لهذا الموقف من تداعيات على الساحة الوطنيّة التي ترفض كلّ أشكال التعامل مع الولايات المتحدة الأميركيّة الداعمة للعدوّ الصهيونيّ».
وأكّد نائب رئيس اتحاد نقابات النقل البرّي محمد الخير، أن «لا مكانَ للأميركيين وممثّلي الدول الداعمة للكيان الصهيونيّ على أرض طرابلس والشمال وأنَّ خيار المقاومة لتحرير الأرض هو خيار الشرفاء».
ودعا رئيسُ «لجنة الأسير يحيى سكاف» إلى «إلغاء الندوة لأنَّها تدعم العدوّ الصهيونيّ في جرائمه التي يقومُ بها على أرض فلسطين»، معتبراً أنَّه كان «الأجدر بنقابة المحامين ومجلس النقابة إلغاءها وفاءً للقضيّة الفلسطينيّة».
وأكّد أنَّ طرابلس «لن تكونَ خنجرا في ظهرِ الشعب الفلسطينيّ، بل هي كانت وما زالت وفيّة للقضيّة الفلسطينيّة وداعمة للمقاومة الباسلة التي تسطرُ أروعَ الملاحم البطوليّة دفاعاً عن عزّة وكرامة الأمّة بأكملِها».
ولفتَ رئيسُ جمعيّة «الأمل الواعد» الدكتور محمد سليمان إلى أنَّ «إقامة ندوات مماثلة ومموّلة أميركيّاً، يرفضها الشارع الطرابلسيّ ومن ورائه جميع القوى الوطنيّة المعارِضة لأيّ تعامل مدعوم من الولايات المتحدة الأب الروحيّ والعسكريّ للعدوّ الصهيونيّ».
في المقابل، اعتبرَ مجلس نقابة المحامين في طرابلس، في بيان بعد اجتماعه برئاسة النَّقيب سامي مرعي الحسن، أنَّ «ما حصلَ من قبل مجموعة من المُحتجين أمام دار النّقابة، وأثناء انعقاد ندوة برعاية نقابة المحامين، وفي إطار مُمارستها لدورها الاجتماعيّ والثقافيّ والتعليميّ في مدينة طرابلس من أجل لفت النظر إلى حالة المؤسَّسات التربوية المُتهالكة والتي أضحَتْ تُشَكِّلُ خطراً على سلامة أبنائنا وأهلنا في المدينة، وبُغية إيجاد الحلول لترميم تلك المباني وتحديثها، يشكّلُ عملاً غير مقبول وغير مبرَّر ومخالِفاً للأصول وأخلاقيّات أبناء المدينة، وغايته الإساءة للدور الثقافيّ والإنمائيّ والاجتماعيّ الَّذي تقومُ بِهِ نقابةُ المحامين».
وختمَ «إنَّ نقابة المحامين إزاءَ هذا الاعتداء الذي تجاوز كُلّ الخطوط الحمر، ليُصْبِحَ عملاً عدوانيّاً على النّقابة، وعلى مبدأ حُريَّة التَّعبير وعلى سلامة المقصَد من نشاط نقابة المُحامين، فإنَّ مجلس النقابة يدينُ هذا الاعتداء، متَّخِذاً جميع الإجراءات القانونيَّة بحقّ كلّ مرتكِب، ضنّاً بالنّقابة وسمعتها وكرامتها وكرامة المُنتسبين إليها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى