حفل تأبين للباحث والأديب الراحل الدكتور محمد قجة في حلب
أقامت وزارة الثقافة السورية وعائلة الباحث والأديب الراحل محمد قجة حفلاً تأبينياً في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاته، وذلك على خشبة مسرح نقابة الفنانين في مدينة حلب تضمن مواد فلمية وكلمات عن مسيرة الباحث على مدى عقود.
حضر حفل التأبين محافظ حلب حسين دياب وأمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد منصور ولفيف من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وحشد من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية وأسرة الراحل.
ونوّهت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح في كلمتها بخصوصية الدكتور محمد قجة من حيث عمق ثقافته وغزارة إنتاجه، الذي جعل من عمق سورية الحضاري وعراقة تاريخها وغنى تراثها وفصاحة لسانها العربي وتأصّلها العروبيّ، محورَ حياته، ووهبها جلّ عنايته.
وأضافت الوزيرة مشوح إنّ الأديب الراحل أدرك أهمية حفظ التراث العربي الأدبي والتاريخي والموسيقي، وتدوين ألوان من الحياة الاجتماعية والشعبية في مدينة حلب، لإيمانه أولاً بعظمة هذا التراث، وليقينه بأن حفظه وتدوينه وأرشفته يخدم الهوية الوطنية، ويحفظها للأجيال القادمة.
ولفتت إلى تفرد قجة كمثقف تواق لمزيد من المعرفة، وكباحث وكاتب أدّى دوراً كبيراً تجاه مجتمعه وهويته الوطنية والأجيال المقبلة.
بدوره قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني إن الأديب الراحل شخصيّة موسوعية ومرجع للأجيال وقد لخّص في آخر مؤلفاته ركائز شخصيته الإنسانية والعلمية والأدبية فتناول التراث والتوثيق للأوابد والوفاء لأهله وبلده.
وكانت كلمة لأسرة الراحل، حيث تحدّث الدكتور حسن قجة عن جوانب حياة والده كأب ومعلم جمعهما مشوار طويل من البحث والإنتاج الفكري ما أثمر مؤلفات تكرّس القيم الإنسانية وفي مقدمتها الحوار واحترام الآخر.
ولفت المهندس خير الدين الرفاعي في كلمته إلى البصمة الفريدة التي تركها الراحل في تاريخ جمعية العاديات الممتدّ لقرن من الزمن، فعمل على تعزيز دورها وتوسيع فروعها في المحافظات السورية.
كما ألقى كلمة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب الدكتور جميل جمول، وكلمة طلبة الراحل ألقاها الأديب محمد أبو معتوق، وكلمة وفاء ألقاها معن صلاح الدين علي، وكلمة المؤسسات الثقافية الأهلية ألقاها محمد الموسى وكلمة اصدقاء الراحل ألقاها الروائي نبيل سليمان.
وسلطت الكلمات الضوء على مشوار الأديب الراحل في الأدب والإبداع ودوره المهم في التاريخ والتراث ومساعيه الكبيرة بمختلف الفترات، لاسيما في اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية.
يذكر أن الباحث والأديب الراحل محمد قجة من مواليد مدينة حلب عام 1939 وتخرّج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق باختصاص اللغة العربية وآدابها وحصل على الدراسات العليا من الجزائر باختصاص تاريخ الأندلس وشغل منصب الأمين العام لاحتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية ونال جائزة الدولة التقديرية في مجال النقد والدراسات والترجمة عام 2016 وهو رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات منذ 1994.
وفي رصيد الراحل أكثر من 800 بحث و57 كتاباً ما بين التأليف الفردي والمشاركة والإشراف على التأليف، بالإضافة إلى النصوص المسرحية والدواوين ومراجعات في الترجمة.