«صفحات من سيرتي ومسيرتي» مع الشاعر هنري زغيب في المدرسة الإنجيلية ـ طرابلس
نظّمت مدرسة طرابلس الإنجيليّة للبنات والبنين، بالتعاون مع مركز “إيليت” للثّقافة والتّعليم، لقاءً ثقافيًّا بعنوان “صفحات من سيرتي ومسيرتي” مع الشّاعر هنري زغيب، ضمن نشاطات “طرابلس عاصمة الثقافة العربيّة” للعام 2024.
وألقى بيطار كلمة ترحيبيّة بالشّاعر زغيب والسّيّدة درنيقة، وقال: “إنّ مجرّد ذكر اسم هنري زغيب يُثير في نفس كلّ محبّ للّغة العربيّة مشاعر التّقدير والإعجاب، فهو شاعرٌ مبدعٌ استطاع من خلال قصائده وأعماله الأدبيّة أن يُثري لُغتنا العربيّة ويُعزّز مكانتها. فمنذ بداياته الأولى، اتّخذ زغيب لغة الضّادّ دربًا له، فصقلها ببراعةٍ فائقةٍ، وجسّد من خلالها أجمل المشاعر والأفكار، مُثريًا المكتبة العربيّة بإبداعٍ لا مثيل له. ولم يكتفِ زغيب بكونه شاعرًا مُبدعًا، بل سعى جاهدًا إلى نشر لُغتنا العربيّة، فكان خير سفيرٍ لها في مختلف المحافل الدوليّة».
وبعد أن عرضت التلميذتان حور شاكر وستيفاني سمعان فيديو أعدّتاه يعرّف بزغيب، رحّبت درنيقة بالشاعر، ووصفته بأنّه “أيقونة من أيقونات الإبداع والفنّ، والشخصيّة الملهِمة وخير مثال يُحتذى بهِ للتلامذة في سعيهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم”. وشددت على أهمّيّة المشاركة الفعّالة في عمليّة التعلّم وإغناء المخزون الثقافيّ”. وركّزت على “رسالة مركز إيليت من خلال النشاطات الثقافيّة في صقل شخصيّات التلاميذ وتنمية مهاراتهم، وإعدادهم لاحتضان التحديّات والفرص التي تنتظرهم في المستقبل”. وشكرت للبيطار “رعايته هذا الحدث الثقافيّ المهمّ، ولجميع أعضاء الهيئة التعليميّة ما يبذلونه من جهود جبارة في سبيل تربية وتثقيف أجيال من التلامذة المتميّزين”.
وتوزّع النّشاط على محورين، تلت كلّ محور مجموعة أسئلة طرحها التلامذة على الشاعر. وكان المحور الأوّل مخصصاً لمحاضرة ألقاها الشاعر وسلّط فيها الضوء على سيرته منذ كان طفلًا وحتّى اكتشاف موهبته الشعريّة وذلك بأسلوبه الخاص الذي يأسر المستمع. وأعطى الشاعر من خبرته الحياتيّة وتجاربه أمثلة ونصائح للحضور. أمّا المحور الآخر فخصّصه الشاعر للحديث عن ترجمته الجديدة لكتاب جبران النّبيّ قبل أن يجيب عن أسئلة التلامذة.
تخلّلت المحاضرة ورشة عمل فنّيّة أضافت إليها بُعدًا إبداعيًّا. ورافق اللّقاء التلامذة بفنّ الرسم الذين عبّروا عن مشاعرهم وآرائهم من خلالِ الرسمِ أثناءَ محاضرةِ زغيب. وتنوّعتْ الرسوم بينَ البورتريه لشخصيّاتٍ ملهمةٍ مثلَ جبران خليل جبران أو النّبيّ (المصطفى)، وبينَ لوحاتٍ من كتاب النّبيّ، ولوحات لجبران خليل جبران مع بعض التحديث كما تصوّره التلامذة.
وأثبتتْ هذه الورشةُ نجاحها في تحفيزِ إبداعِ التلامذة وتشجيعهم على التعبيرِ عن أنفسهم من خلالِ الفنّ. وساهمتْ في تعزيزِ ربطهم بموضوعِ المحاضرةِ وفهمِ رسالتها بعمقٍ أكبر.
ونوّه زغيبُ بهذهِ المبادرةِ، مؤكّدًا “أهمّيّةِ الفنّ في تنميةِ مهاراتِ التلاميذ وفتحِ آفاقٍ جديدةٍ أمامهم”.
وختامًا، شكرتْ إدارةُ المدرسةِ جميعَ من ساهمَ في إنجاحِ هذهِ الورشةِ، واعدّةً التلاميذ بمزيدٍ من الفعالياتِ الإبداعيةِ في المستقبل.
وانتهى اللّقاء بكلمة شكر، وتقديم درع تكريميّة ولوحة من رسم التلميذة في الصفّ الثامن جنى طربيه للشاعر، وديوان شعر لجدّ التلميذة لور بعيتي التي قدّمته للشّاعر، وخُصّصت رئيسة مركز “إيليت” بدرع تكريميّة.