أخيرة

دبوس

المقاومة هي التدفق الطبيعي

لحكمة ربّانية، جعل الله تدفّق كريّات الدم البيضاء تدفّقاً طبيعياً تلقائياً من دون انتظار الأوامر من العقل، للتصدّي للدخلاء إلى الجسم الإنساني، سواء كانوا فيروسات أو بكتيريا او أي أجسام معادية أخرى، فالعدوان من الخارج لا يقابل إلّا بالتصدي التلقائي الطبيعي لهزم العدو…
والوضع الطبيعي في ما يتعلًق بالشعوب والأمم، أن يتدفق القادرون على القتال من كل أطراف الأمة للذوْد عن حياضها، من قوات منظمة مدرّبة مسلّحة تدعى الجيش، ومن قوّات رديفة لكلّ القادرين على حمل السلاح، ويكون دور القيادة في حالة الشعوب هو التصدي لمهمة التخطيط والإدارة الكفوءة للقتال حتى يتأتّى هزم العدو، وإبعاد الخطر عن الأمة…
لكن أمتنا المبتلاة بقيادة موضوعة علينا من العدو نفسه كان دورها منع هذا التدفق في حرب 1948، والدليل على ذلك انّ الأمة العربية بطولها وعرضها وبتعدادها الذي يشكل مئات الأضعاف لكتلة العدو الديموغرافية، قامت بحشد أقلّ من نصف ما حشده العدو آنذاك، حينما قام العقل الصدئ لهذه الأمة، والذي ينفذ رغبات العدو بالحذافير بمنع ذلك التدفق الفطري، ناهيك عن توفير السلاح لهذا التدفق، سواء للقوّات الرسمية أو لتلك المتطوّعة…
لذلك فإنّ أعظم إنجاز طرأ منذ انبثاق مجاميع المقاومة، سواء الفلسطينية أو اللبنانية أو العراقية واليمنية، هو انخلاق جسم مقاوم غير خاضع لإرادة الأنظمة التي في أكثرها تأتمر بأمر العدو، ولا شك بأنّ العدو الصهيوني وخلفه امبراطورية الشر والغرب الرسمي يشعرون بمدى فداحة هذا الانبثاق الخارج عن سيطرتهم، والذي يشكل خطراً وجودياً على كيانهم البائد، ومن ثمّ على مصالحهم وقدرتهم من خلال العملاء على إخضاع أمتنا ونهب ثرواتها، المقاومة، وفقط المقاومة، هي التي ستندفع محطمةً تلك الموانع التي شيّدها التحالف الأعرابي الصهيو ـ انجلو ـ ساكسوني لكبح جماح أيّ تدفق طبيعي فطري لهزم مشروعهم الشيطاني.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى