مقالات وآراء

إسقاط طائرة «الكوخاف» في جنوب لبنان: ترجمة الوعود إلى أفعال…

‭}‬ محمد فلحة
في تطوّر نوعي ومثير على الجبهة الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، أعلن حزب الله عن إسقاط طائرة استطلاع «إسرائيلية» من طراز «الكوخاف ـ هيرمس 900» في جنوب لبنان. هذا الحدث يأتي في سياق التوترات المتصاعدة بين حزب الله والعدو «الإسرائيلي»، ويُعدّ ترجمة حقيقية للوعود التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطابه خلال الحفل التأبيني للرئيس الإيراني الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما، الذين قضوا في سقوط طائرتهم بعد عودتهم من الحدود الإيرانية – الأذرية.
‭}‬ خطاب السيد نصر الله والوعود بالمفاجآت
في خطابه التأبيني، شدّد السيد حسن نصر الله على أنّ الجبهة الجنوبية ستشهد مفاجآت عديدة في الأيام المقبلة، مؤكداً أنّ المقاومة الإسلامية على أهبة الاستعداد لمواجهة أيّ اعتداء إسرائيلي. ووعد السيد نصر الله بأنّ المقاومة تمتلك القدرات اللازمة لتوجيه ضربات مؤلمة لـ «إسرائيل»، وأنها لن تتردّد في الردّ على أيّ توسعة أو تغيير لقواعد الاشتباك من قبل العدو الإسرائيلي.
ووجه السيد نصر الله رسالة مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: «يجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت.»
‭}‬ التنفيذ على أرض الواقع
على عكس خطابات العديد من الزعماء العرب التي غالباً ما تكون شعارات جوفاء، أثبت حزب الله مراراً وتكراراً أنه يترجم وعوده إلى أفعال ملموسة. فإسقاط طائرة «الكوخاف ـ هيرمس 900» يُظهر بوضوح أنّ المقاومة الإسلامية قادرة على مواجهة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المتقدمة.
‭}‬ أهمية الطائرة «الكوخاف ـ هيرمس 900»
طائرة «الكوخاف ـ هيرمس 900» تعتبر من بين الطائرات المُسيّرة الأكثر تطوراً في الجيش «الإسرائيلي» من الطائرات التي سبق وأسقطها حزب الله، فهي تعتبر من بين الأكثر تكلفة في أسلحة الجيش الإسرائيلي. هذه الطائرة المُسيّرة تستخدم لجمع المعلومات الاستخبارية ومراقبة المناطق المستهدفة، مما يجعل من إسقاطها ضربة كبيرة للجهود الاستخبارية «الإسرائيلية».
‭}‬ سلسلة من الإنجازات
قبل هذا الخطاب، نجح حزب الله في إسقاط العديد من الطائرات المُسيرة «الإسرائيلية» مثل «الهيرمس» و»الهارون». ومع ذلك، فإنّ إسقاط طائرة «الكوخاف ـ هيرمس 900» يمثل تطوّراً نوعياً بارزاً نظراً لتطوراتها التكنولوجية ولكونها جزءاً أساسياً من الترسانة العسكرية الإسرائيلية. هذا الإنجاز يعكس قدرة حزب الله على مواجهة وتحدي التكنولوجيا العسكرية للعدو ويؤكد على استمرارية التطور في قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان .
‭}‬ ردود الفعل «الإسرائيلية»
اعتبر الإعلام «الإسرائيلي» إسقاط الطائرة «الكوخاف ـ هيرمس 900» تجاوزاً للخطوط الحمراء من قبل حزب الله، مما يعكس قلقاً كبيراً في الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية. هذا التصعيد يزيد من التوترات في المنطقة ويضع مزيداً من الضغط على القيادة الإسرائيلية لاتخاذ ردود فعل مناسبة. ويتخوّف المسؤولون الإسرائيليون من أن يشجع هذا النجاح حزب الله على اتخاذ خطوات أكثر جرأة في المستقبل، مما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر.
‭}‬ تداعيات إسقاط الطائرة
إنّ هذا الإنجاز العسكري ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الردع وإظهار القوة والجاهزية للمقاومة فإسقاط طائرة متقدمة من هذا الطراز يعزز موقف حزب الله التفاوضي، ويضيف ورقة ضغط إضافية في الصراع مع العدو «الإسرائيلي». كما يرسل رسالة قوية مفادها أنّ المقاومة قادرة على مواجهة أيّ توسعة أو تغيير لقواعد الاشتباك، وأنها مستعدة للردّ على أيّ استفزاز «إسرائيلي» مهما كان حجمه.
ختاماً…
إسقاط طائرة «الكوخاف ـ هيرمس 900» في جنوب لبنان هو دليل آخر على أنّ حزب الله، بقيادة السيد حسن نصر الله، لا يطلق وعوداً فارغة. كلّ خطاب يلقيه السيد نصر الله يتبعه خطوات عملية على الأرض، مما يعزز مصداقيته ويجعل من كلماته أفعالاً حقيقية. ومع تصاعد التوترات، يبقى السؤال الأهمّ: ما هي المفاجآت المقبلة التي يعد بها السيد نصر الله؟ وكيف ستؤثر على معادلات القوة في المنطقة؟
إسقاط هذه الطائرة يُعدّ إشارة واضحة إلى أنّ حزب الله مستعدّ لاستخدام كافة الوسائل المتاحة للدفاع عن سيادة لبنان، وأنه يمتلك القدرة على التأثير في مجريات الصراع مع العدو «الإسرائيلي». ومع استمرار التصعيد، قد نشهد المزيد من التطورات المثيرة في المستقبل القريب، مما يجعل الوضع في المنطقة أكثر تعقيداً وتوتراً…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى