أخيرة

«سوبرمان» السفارة

انشغل اللبنانيون يوم الاربعاء الماضي بخبر «السوبرمان» النازح من أدغال البقاع الغربي الى السفارة الأميركية في عوكر ليزرع الرعب بمفرده ويطلق النار على مدخل السفارة قبل ان توقعه الأجهزة الأمنية وتصيبه وتنقله الى المستشفى، وتهبّ الأجهزة الإعلامية المحلية والعربية والأجنبية التي وجدت في هذا «الحادث الأمني» استراحة من متابعة أخبار الحرب في غزة، ومن مشاغلة المقاومة في الجنوب اللبناني! وتنطلق في عاصفة من «العلك» والتخرّصات والتحليلات التي لا رواج لها في سوق الصرف!
ويبدو اّن «السوبرمان» القبضاي أحضر معه حقيبة فيها سلاحه وبدلته العسكرية التي ارتداها بين شجيرات تطلّ على السفارة، ليعطي «هجمته» طابعاً عملانياً ويطلق رصاصات لم تزعج حتى العصافير، ولكنها استنفرت اللبنانيين فأمضوا نهارهم في متابعة هذا «الهجوم» وما بعده من مداهمات لدورية من مخابرات الجيش في بعض قرى البقاع الغربي وعلى مقربة من الحدود السورية حيث تمّ توقيف عدة أشخاص.
وطمأن رئيس الحكومة اللبنانيين إلى أنّ الأمن مستتبّ… وتبيّن من التحقيقات مع «السوبرمان» انه كان ينفذ أمر عمليات تخص الدواعش… وما أدراك ما الدواعش؟!
والغريب ان يستنفر هذا الحادث اللبنانيين ويعطونه اكثر مما يستحق من اهتمامهم وهم الذين خبروا حروباً وهزات على مدى عقود من حياتهم! وهو ما يجعلنا نرتاب والارتياب من الشيطان ونتساءل: ما الغرض من هذا المشهد الاستلحاقي على مدخل أهمّ سفارة في لبنان؟ لا سيما أنّ الدواعش هم «عملة» معروفة المصدر والهوى! وهل لهذه المسرحية من تتمة على صفحاتنا الداخلية؟
المعلم نخلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى