الوطن

ميقاتي من الأردن: لبنانَ يستشعرَ الوجعَ العربي ومستعدّ لإغاثةِ مصابي غزّة في مستشفياته

أكدَ رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي، أنَّ العدوانَ الإسرائيليّ» على لبنان يُمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهَج، محوّلاً الجنوبَ أرضاً قاحلة ومحروقة.
وقال ميقاتي في كلمة له، خلالَ مؤتمر «الاستجابة الإنسانيّة الطارئة في غزّة» في الأردن «نجتمعُ اليومَ لنصرةِ أهالي غزّة في مواجهة العدوان الإسرائيليّ. وأنا آتٍ إليكم اليومَ من وطنٍ يعاني ارتدادات هذه الحرب على أرضه، قتلاً وتهجيراً وتدميراً»، معتبراً «أنَّ نهجَ التدمير الذي تتبعه إسرائيل لا سابقَ له في التاريخ، ونختبره يوميّاً في لبنان على أرض جنوبنا الغالي التي ارتوت بدماء الشهداء والجرحى وباتت أرضاً محروقة بحممِ الإجرام، في ارتدادٍ للمخطَّطِ التدميريّ في غزّة واستكمالاً له».
وناشدَ “دولَ العالم التدخُّل بكلَّ قوّة لوقف ما يحصل بعد 75 عاماً من تجاهُل حقوقِ الفلسطينيين، على أملِ أن يكونَ قرارُ مجلس الأمن الرقم 2735 الذي صدرَ بالأمس، والذي نُرحب باسم الدولة اللبنانيّة، الخطوةَ الأولى، ولو متواضعة، نحوَ الاستقرار، من أجل الوصول إلى السلام المُرتجى بنيل الفلسطينيين حقِّهم في دولتهم المستقلّة وكلُّ، ما عدا ذلكَ، مشاريعٌ لن يُكتبَ لها النجاح ولا يُمكن فرضُها بقوّة الواقع أو واقع القوّة”.
وأشارَ إلى “أنَّ لبنانَ تعوّدَ أن يستشعرَ الوجعَ العربيّ وأن يحملَ قضايا العربِ لأنَّهم أهله وأُسرته، ودفعَ أثماناً باهظة من أرواحِ أهله وبُناه التحتيّة، وهو مستعدٌّ اليومَ لإغاثةِ مصابي غزّة، خصوصاً الأطفال، في مستشفياته ومؤازرتهم تعبيراً عن تضامنه معهم، إضافةً إلى المساعَدة في تجهيز كوادر طبيّة وتأهيلها للتعويض عن قتل إسرائيل لمئات العاملين في القطاع الصحيّ”.
أضاف “كما أنَّنا مستعدّون للتعاون مع السُلطة الفلسطينية لإنجاز الترتيبات الإداريّة اللازمة لتسهيل عبور الجرحى لمعالجتهم ومن ثمَّ عودتهم معافين سريعاً إلى بلادهم”.
وتطرّقَ إلى نتيجة العدوان «الإسرائيليّ» المستمرّ على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول الفائت، لافتاً إلى أنَّ «الأضرارَ الحاصلة في لبنان هائلة في المرافق التعليميّة والمنشآت الصحيّة والتنمويّة والزراعيّة والثروة الحيوانيّة والزراعيّة».
وختمَ “جنوبُنا وأهلُه في نكبة حقيقيّة لا وصفَ لها، والعدوان المستمرّ يُمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهَج محوّلاً جنوبَ لبنان أرضاً قاحلة ومحروقة. ولذلك فأنا أعرض عليكم هذا الأمر لتكونوا، كما كنتم دائماً، مع بلدكم الثاني لبنان وكلّي ثقة في أنَّكم لا تقصّرون في ذلك من مدّ يدِ العون والمساعدة وإصلاح الأضرار ومساعدة الناس ودعمهم في إعادة الإعمار والثبات، لأنَّ لبنانَ الرمزَ سيبقى بلداً مهمّاً لكُم مهما عصفَت الأزمات”.
وأجرى ميقاتي على هامش المؤتمر، سلسلةَ لقاءات مع عددٍ من الوفود واجتمعَ مع رئيس وزراء الأردن بِشر الخصاونة في “مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات” في البحر الميّت، بحضورِ وزير الخارجيّة والمغتربين عبدالله بو حبيب. وجرى البحثُ في العلاقات بين البلدين والوضع في المنطقة والعدوان “الإسرائيليّ” على جنوبِ لبنان.
كما التقى ميقاتي رئيس الوزراء الإسبانيّ بيدرو سانشيز، بحضورِ بو حبيب، وزير البيئة ناصر ياسين، سفير لبنان في الأردن يوسف إميل رجّي ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي. ومن الجانبِ الإسبانيّ شاركَ وزيرُ الخارجيّة خوسيه مانويل ألباريس والوفد المرافق لرئيس الوزراء.
وشكرَ رئيسُ الحكومة نظيرَه الإسبانيّ على “الدعمِ المستمرَ للبنان في كلّ المجالات وخصوصاً من خلال المشارَكة الإسبانيّة الفاعلة في قوات “يونيفيل”. كما جدّدَ تهنئة سانشيز على قرار إسبانيا “الاعتراف رسميّاً بالدولة الفلسطينيّة بعد تصويتها في الأمم المتحدة على عضويّة كاملة لدولة فلسطين”.
بدوره، شدّدَ شانشيز على “أنَّ بلادَه تدعمُ لبنانَ في موضوع معالجة أزمة النازحين السوريين ومعالجة تداعيات هذا النزوح، ووعدَ بنقلِ واقع وموقف لبنان على مستوى الاتحاد الأوروبيّ”.
واستقبلَ ميقاتي بحضورِ بوحبيب رئيسَ المجلس الأوروبيّ شارل ميشال الذي أكّدَ “تفهُّمَ الموقفِ اللبنانيّ من مسألة النازحين السوريين في لبنان”، مشيراً “إلى أنَّ القادةَ الأوروبيين مدركون للضغوط التي يشكّلها هذا الملفّ على لبنان ويعتبرون أنَّ مسارَ الحلّ لهذه المعضلة سيتسارعُ بعد الانتخابات الأوروبيّة”. واعتبرَ “أنَّ انطلاقَ مسارِ وقف إطلاق النار في غزّة سينعكسُ حكماً تهدئةً في جنوبِ لبنان”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى