الوطن

«الشعبية» شيّعت المناضل مروان الفاهوم ووفد من «القومي» يقدّم التعازي بإسم حردان‎

شيَّعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عضو مكتببها السياسي السابق مروان الفاهوم، بمشاركة قيادات وكوادر الجبهة، وأعضاء من السلك الدبلوماسي والأحزاب القومية والفصائل اللبنانية والفلسطينية، واللجان والاتحادات والمؤسسات، وفاعليات ثقافية وتربوية واجتماعية، وحشد من أبناء شعبنا من مخيمات بيروت.
انطلق موكب التشييع من أمام مسجد الخاشقجي وصولًا إلى مأوى شهداء فلسطين – شاتيلا.
وقدّم التعازي إلى قيادة الجبهة بإسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان وفد مركزي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي والعميد مسؤول الملف الفلسطيني وهيب وهبي، وذلك خلال احتفال تأبيني أقيم في قاعة خليل الهبري بمسجد الخاشقجي.
كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها عضو المكتب السياسي مروان عبد العال تحدث فيها عن مزايا الراحل ونضاله وقال: من الصعوبة بمكان رثاء رجل استثنائي، ورفيق درب شامخ المواقف، عتيد الإرادة القائد المناضل مروان الفاهوم .
ما سرّ هذه الشخصية الأنيقة والنقية في زمن ندر فيه النقاء، التي عملت لسنوات في الظلّ في زمن طغى عليه الاستعراض والمظهرية. هذه الهامة والشخصية الوطنية التي قدّمت نفسها للنضال الطويل الشاق على مذبح العزة والكرامة والحرية والاستقلال والعودة، ما مصرّح لنا قوله هو إنه رجل العمل الخاص والمهمات الصعبة في الزمن الصعب، والمواقف الصعبة .
ما السر في هذا المزيج الذي صقل شخصيته مثقفاً وسياسياً وتنظيمياً ومحامياً بارعاً، وكان يمتلك ثقافة متنوعة وعديدة، مدعومة بالشجاعة الواعية وبالرصانة والرزانة المستندة على القناعة والإرادة القوية.
الرفيق «أبو المُر» المدرك لطبيعة العدو الذي خبر حيلته وتفكيره وصارعه في ميادين شتى لا داع لذكرها .
يوم أثلج صدره ما حدث صباح السابع من أكتوبر الماضي، منشرحاً لسماع نشرات الأخبار، وأغبطه أكثر نجدة المقاومة من دول عدة.
اعتبر الطوفان أنه عقاب شعبنا المستحقّ للذين سرقوا الوطن من أهله الحالمين بالعودة، وإنه مهما كانت الخسارة هي ليس أكثر مما خسرناه في عقود طويلة، وإن حقيقة الكيان بانت للعالم، وإن الضحية عندما تقاتل فإنّ التضحية تكون بغير حدود وبلا سقف، وعقيدة القتال لا تعرف الهزيمة، هي روح غزة التي تغذي كامل الجسد الفلسطيني، يأمل منها أن تصنع ثورة وصحوة جديدة، قادرة على إنهاك العدو في مراحل قائمة ومقبلة، تنزل هدف التحرير من فضاء الأماني المحلقة إلى تواريخ التحقق الزاحفة.
يوصي بالاحترافية في الصراع في إدارة الحرب، وإن المقاومة هي ثمرة الذكاء وليس التضحية فقط، والثبات الأسطوري الذي قدّمته غزة بمقاتليها وكتائبها وشعبها صغارهم ونسائهم، كبيرهم وشيوخهم.
يدرك أننا أمام حرب من نوع مختلف في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني، أهم معالمها أنها حرب تتسم بالوجودية والاستراتيجية معاً،
يطمئن على الرفقاء، ويتنفس الصعداء مدركاً أن الحرب ستطول ولن تحسم نتائجها سريعاً حتى مع إبرام اتفاق هدنة. إنها اشتباك تاريخي لن يتوقف إلا بزوال الاحتلال عن كامل تراب فلسطين.
لروحه الرحمة، والمجد والسلام له، ولكلّ الشهداء، ولذكراه الخلود، ولكم طول البقاء، ولنا العهد والوفاء
ثم كانت كلمة لعائلة الفقيد، ألقاها نزار الفاهوم، قال فيها:
إنْ كان الموت هو سبب اجتماعنا اليوم، فمن عجب أن انبثقت من ظاهرة الموت حالة النقيض للحياة، وأي حياة حياة متميّزة كشفت عن روح محبة ووفاء وتقدير من رفاق إلى رفيق أمضى معظم حياته معهم، يتشاطرون ساعات وأيام وسنوات من النضال تحت راية رفعت عالياً ضدّ عدو غاصب غاشم غادر. تعاهدوا جميعاً على محاربته لا يهمهم كم قدموا من شهداء، مفهوهم لا ينتهي إلا بنصر دائم بإذن الله. رفاق تبادلوا أشكالاً من المحبة والوفاء، هم أشداء على العدو ورحماء بينهم” إنها التربة التي وهب فقيدنا مروان معظم حياته من أجلها، تربة خصبة خيرة تربة أنبتت شجرة محبة وإخلاص ووفاء أصلها ثابت وفرعها بالسماء تعطي أكلاً طيباً دائماً لا ينقطع. إنها التربة التي لو حوت بذرة واحدة من العزيمة والإرادة لأنبتت البذرة سبع سنابل بكلّ سنبلة مائة حبة وربما تزيد السنابل وحبات العزيمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى