ثقافة وفنون

أمسية شعرية لـ«دوحة البقاع الثقافية» تكريماً لغزة وشهداء المقاومة

أقامت «دوحة البقاع الثقافية» أمسية في قاعة «قصر بعلبك» تكريماً لغزة ولشهداء المقاومة، تتخللتها قراءات لنصوص شعرية وأدبية تحت عناوين متنوعة، وطنية ووجدانية وغزلية.
استهل اللقاء رئيس الدوحة علي نصر الدين رعد مؤكداً أن “خيار المقاومة هو الذي يصنع العزة والكرامة والإباء، ويردع العدوان ويضع حداً للاحتلال، ويحرر الأرض والمقدسات”.
رعد
واعتبر الأديب حسين رعد أن «نعمة الدنيا هي في محبي نثر وشعر عند دوحة البقاع، وبؤسها في غيابهما، وعندما ينسكبان على الأوراق تنسكب معها الأبصار والقلوب التي تتودّد اليهما، فكأنما الحياة تبدأ معهما، فأقصر طرقهما من مسمع إلى خافق، وكادت المسامع معهما أن تكون قلوباً. فالكلمة التي يتماوج منها الطيب، هي حساسة تذوب هوى ونجوى وحنيناً، فإذا موعدها هنا معكم، وحسبها أن تفلت من مخبأ الصدر وتنبسط على الأوراق، وإذا هي فيما يشتم ويلمس ذهاب قصي في وصال قصي».
وأضاف: “إنه لا قوة إلا بثقافة الحق، ولا عزم إلا للحقيقة، فمهما طال عهد البغاة والطغاة والمفسدين في الأرض، فنحن المثقفين وهم الغالبون”.
الجوهري
ورأت الشاعرة زينة الجوهري أن «الكتابة إبداع نثري وقصائد تتدلى كعناقيد الدوالي بجمالها ولذة مذاقها، ترتحل إلى الجوهر لتأتي بجنى الجواهر التي تدثر القصيدة، وتضفي عليها مناحي الروعة والابداع».
وتابعت: “ما أجمل الشعر يحكي قضايا الوطن، ويبوح بما في القلب من مشاعر حب تخالج الحبيب، ومن عتب جبل بعصارة أحاسيس تحملها نسمات الدهشة على جناح الأمل، لتحط الرحال في القلوب وتغمرها سعادة”.
يونس
ومن سباعيّات رئيس منتدى «منارات» الثقافي الشاعر حسين جواد يونس:
“تشاهم فأنت وليف الشهامة
تربيت في بعلبك الكرامة
تحزّمت في حضن أم الرجال
شهيّ النزال عشقت اقتحامه
لزمت أباك أبيّ الصَّغار
وثبت أدّرعت الصماصم لامه
كجحفل أُسدٍ تصول اقضاضا
حميّ الوغى مبتغاك ضِرامه».
فرحات
ووجه رئيس «تيار الفكر الشعبي» الدكتور فواز فرحات «تحية لتلك الاقدام التي كانت مغروسة بالوحول والثلوج والجرود، دفاعاً عن هذا الوطن في مواجهة حثالات هذا الكوكب، وقدموا شلالات من الدماء الطاهرة من أجلنا نحن وبفضلهم اصبح لبنان دولة عظمى».
وأشار إلى أن “الفلسطينيين منذ سبعة عقود يقرعون باب الضمير العالمي ويرد عليهم بالمهدئات والضمادات والبطانيات، فكان طوفان الأحرار أو العبور الثاني، ومشهد الذل والهوان في ذاكرة جنود الاحتلال، واستحالت غزة الصغيرة إلى دنيا بلا نهاية، تضاعفت مساحتها مرات فوق الأرض وتحت الأرض، ثم كان الطوفان الإنساني في أصقاع الدنيا حتى صنع رافداً سياسياً مع القانون الدولي بعد مواجهات أسطورية، خلقت غزة انتفاضة عالمية تحمل بذور ثورة تنويرية عميقة الأبعاد”.
جمعة
ومن روائع رئيس منتدى الربيع الأدبي الشاعر سليمان جمعة، نقتطف من قصائده:
“هلموا.. نبدع من شجرة استشهدت قيثارة..
هلموا نوقظ كل التغاريد الغفت يابسة على شفتيها
والتي أوت إليها
النهر يمر قريبا منها
فأغيثوا نهراً تعكره الدموع ..
وازرعوا له الحقول
لتمرح هناك .. أغانيه الكثيرة ..
ضمدوا جراح الغيم ببوح الزهور.. بغبرة السنابل ..
هلموا نرحل إلى كرومنا
فالخوابي العتيقة تئن
والمواقد التي حفظت حكايانا الباردة تسهر وحيدة ..
تهز موالا ساكنا بال أعراسنا ..
فهلمَّوا.. إليها.. وليبدإ الغناء”.
أبو نعسة
ونختار من القصص القصيرة التي تميّز كتابات الأديب سعيد أبو نعسة، ثلات قصص وسمت بعناوين: «ارتواء»، «وهو كذلك»، و»الشاهد»: قطعوا عنه مياه الشرب، عبَّ من ماء البحر، فتحول إلى سمكة قرش جبارة”.
«منعه الجنود من اجتياز الحاجز العسكري: لن تمر إلا على أجسادنا”، ضحك قبل أن يضغط جهاز التفجير قائلاً: “إذن سأمرّ”.
«كان في السادسة من عمره حين دخل المدرسة لأول مرة. وكان في السادسة من عمره حين غادرها لآخر مرة.
كان في السادسة من عمره حين رشق الجنود بحجره الصغير، وظلّ في السادسة من عمره”.
عون
وتحدّث العميد المتقاعد محبوب عون، فقال: «نلتقي اليوم في ساحة العزة والكرامة لنخلد ذكرى الأسطورة والشجاعة، أولئك الذين ارتفعوا في سماء الوطن، الشهداء الأبرار الذين تركوا بصمة لن يطويها النسيان، ونأتي اليوم لننصت إلى همسات الحق والوجدان التي تنبعث من فلسطين الحبيبة، وترددها غزة الأبية، تلك الأرض التي لا تركع، المظلومة وهي لا تنكسر».
العفي
ومن قصائد الشاعر محمد العفي «العامية»:
«مسربة وعم تتسرَّقي وشالح عليكي شالو التعب
والكانو ينعسوا عبوسات إيديكي خيالهم هرب
والموقدة أكلت كل الحكي ليكي نام الحطب
لا تخافي ما بكل عمرهم هيك العرب
لما بيهب الهوا غربي بيرقصهم صوت القصب
ووحدو لحن الذل بيعملهم طرب».
مظلوم
وفي قصيدتها العاميّة «فلسطين»، قالت الشاعرة هدى مظلوم:
«فلسطين صعبة كتير يحموكِ
عا قد ما بالحرب يفدوكِ
ومهما بأرضك غلت الأحزان
وبدمك الميمون غطوكِ
بيضل حدك للأبد لبنان
بيقول للأبطال يحموكِ
ما في بواسل بتترك الميدان
برموش عينيهم بيخبوكِ».
سكرية
وجاء في مطلع قصيدة «لملمة» للشاعر عبدالله سكرية:
“أنا يا عمر قد لملمت بعضي
فبعضي صار من وهنٍ يذوب
أنا صاحٍ، وفي ليلي عذاب
تشاغلني، على أرق، ندوب
كأني في اخترابٍ دون حربٍ
وما أقساها في الليل الخطوب».
طالب
وبدوره قال الشاعر فؤاد طالب:
“زمجر فطيش الحاقدين دمار
وزنادك الأهوال والإعصار
واقدح شرارك في العرين مزلزلاً
ما قد أتت بعلوجها الفجار
واحك الزمان كرامة عربية
حتى الذهول شراعها الأبصار
كبِّر على اسم الله دونك والعدا
واصبر فصوت سلاحك الإكبار”.
وألقى الشاعر الشاب عباس عثمان قصيدة واعدة بغد مشرق ومبدع، فيما اكتفت الدكتورة خولة اسماعيل بقصيدة من على مقاعد المدرسة تحاكي الانتفاضة الفلسطينية في بداياتها.
صلح
وختام الشعر الملتزم مع الشاعر العروبي إبراهيم صلح، ومما أنشد:
“حدّ القصيد وصام الحبر والقلم
وغادر الوحي شعري وانتهى الكلم
غزة سقيت كؤوس الموت في ظلم
صبراً فقبلك أهل البيت قد ظُلموا
لئن رأيتِ جموع العرب قد صمتوا
لا تعتبي أمة زعرانها حكموا
والله غزة لا تصحو ضمائرهم
ولو رأوا أن بيت الله ينهدم
فامضي إلى الموت غزة كالحسين
وحيدة فموتك نصر والدنى قيم
فكلهم في وحول قد غرقوا
وأنت وحدك مجد الله والعظم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى