أولى

نتنياهو قلق من الحرب الأهلية أم يلوح بها؟

منذ السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، ومفردة الحرب الأهلية غائبة عن الخطاب السياسي في كيان الاحتلال، رغم عودة الانقسام في الشارع وبين القيادات السياسية منذ شهور إلى حضوره الصاخب، وبعد تحذيرات كانت تأتي من المعارضين لبنيامين نتنياهو خلال الانقسام حول التعديلات القضائية التي كان يتمسك بها، من خطر أخذ الكيان الى حرب أهلية، جاء التحذير الأول منذ الطوفان من خطر الحرب الأهلية على لسان بنيامين نتنياهو نفسه.
إذا أخذنا تكوين وبنية الأطراف المختلفة في كيان الاحتلال يسهل علينا الاستنتاج بأن خصوم نتنياهو لا يملكون مقوّمات الذهاب الى حرب أهلية، فالمستوطنون المسلحون والذين يملكون ميليشيات هم مؤيدو نتنياهو وحلفاء نتنياهو، وتحذيراته من خطر الحرب الأهلية تأتي بعدما تعرّض المعارضون لقمع وحشي في القدس وقيل فيهم كلام التخوين بوصفهم ذراعاً ثانية لحركة حماس، بما يمثل إهداراً لدمائهم، وبقياس المتغيرات التي يعيشها الرأي العام بغير ما يرغب نتنياهو، وبدء تأثيرها على الاصطفافات السياسية لصالح فرضية تفقد نتنياهو الأغلبية اللازمة في الكنيست للحفاظ على منصبه وحكومته، فإن نتنياهو يستشعر قرب الخطر وصعوبة المضي بالاحتكام إلى التنافس السلمي تحت قبة المؤسسات، فلم لا يكون كلامه عن الحرب الأهلية بقالب التحذير منها كخطر، لكنه رسالة على طريق رسالة صديقه وحليفه دونالد ترامب للأميركيين، ما لم أكن رئيسكم المقبل فإن الحرب الأهلية هي البديل.
حال حلفاء نتنياهو من اليمين الديني والقومي كمثل حاله، لا يريدون مغادرة السلطة، لا خسارة مغانمها ومكاسبها، وهم يحتاجونها للبقاء في موقع المتحكم بسياسات الكيان والجيش، ووفقاً لعقيدتهم لا مانع من الانقلاب على النصوص الدستورية والإمساك بالسلاح وفرض الأمر الواقع، تحت شعار أن الكيان في حال حرب ولا مكان لتصويت يجلب الانهزاميين الى الحكم، فاللجوء الى السلاح لتعليق الانتخابات حتى نهاية الحرب، خيار جدّي على جدول أعمال نتنياهو وحلفائه، وربما يكون وسيلة مناسبة لابتزاز المعارضة، وربما أيضاً للإمساك بزمام المبادرة في العلاقات مع الغرب وخصوصاً مع واشنطن، تحت شعار أن تشجيع المعارضة يرجّح كفة الحرب الأهلية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى