يونس لـ«أنباء فارس»: اليمن يشهد بروز قوى معادية للصهيونية وأميركا
اعتبر الخبير الاستراتيجي السوري اللواء سهيل يونس، «أننا نشهد مرحلة جديدة من الصراع سيتحدد بنتيجته موقع اليمن بالنسبة الى الدول الكبرى في العالم وإن الأحداث في اليمن تتجه بالكامل لتشكيل سياسة معادية للسياسة الأميركية».
وأكد يونس، أن التغيير الأساسي في اليمن هو ظهور قوى جديدة معادية للصهيونية وأميركا وهذا ما تم التعتيم عليه وإبراز القضية الطائفية.
وعن أسباب التدخل السعودي في اليمن أجاب يونس: «إن اشراك السعودية في عمل عسكري ضد اليمن ونشوء حالة عدم الاستقرار في السعودية دليل على عجز الولايات المتحدة في حماية مصالحها بالطرق السياسية والعسكرية واللجوء الى القوة في السعودية دليل على ظهور عوامل جوهرية تهدد المصالح الحيوية لواشنطن ولأهم منطقة بالنسبة اليها».
وأضاف: «أن الاحداث في اليمن تتجه بالكامل لتشكيل سياسة معادية للسياسة الأميركية».
وقال: «استنفدت السعودية كامل احتياطاتها الأساسية كما ظهر في الاعلام حتى في وقود الطائرات والأسلحة والسعودية لديها جيش عامل ولا تملك القدرة على تجديد الكادر البشري وخوض حرب بهذا الحجم سيخلق الظروف المناسبة لنشوء تيارات متنافرة حول طرق معالجة الأزمة المحدقة في الأمن القومي السعودي لما خلفته الحرب من خسائر فادحة» .
وفي ما يتعلق بوقف اطلاق النار، قال يونس: «لقد أبدى اليمنيون مهارة خارقة في ادارة الصراع واستيعاب شراسة الهجوم بعمليات دفاعية طويلة الأمد مع الاحتفاظ بالمخزون الأساسي من الأسلحة الضاربة لأن الجيش اليمني يمتلك صواريخ بعيدة المدى وقوات دفاع ساحلية وخبرات عسكرية كبيرة وهو قادر على توجيه ضربات موجعة للقوى المعادية في مناطق مختلفة لمسارح القتال واحتفظ بها لاستخدامها لاحقاً بعد تهيئة الظروف المناسبة لذلك ورغبة الأطراف الدولية في التوصل إلى حلول سياسية لاقناع السعودية وحلفائها بعدم القدرة على تنفيذ أهدافهم السياسية بطريقة العدوان، وهذه القناعة بدأت تتشكل داخل أطراف التحالف».
وتابع: «إن باب المندب ممر ملاحي دولي ومصر أو السعودية او الامارات او الاردن غير قادرة على تحقيق أي هدف فيه وبالتالي تعتبر المشاركة المصرية مشاركة رمزية وطول السواحل اليمنية أكبر من قدرة السعودية على فرض حصار بحري عليه وربما نسمع قريباً عن مفاجآت في قضايا الصراع البحري».
وعن عدم قدرة السعودية أخذ مكانة مرموقة في المنطقة أشار يونس إلى أن «دول العالم الثالث كمصر والسعودية تمتلك قوى ووسائط محددة لخوض حرب قصيرة المدى يتم بعدها تحويل البلاد من حالة السلم الى حالة الحرب لخوض حرب طويلة، والسعودية حالياً في حاجة الى تزويدها بكافة الوسائط من الولايات المتحدة الاميركية لاستمرار الحرب حيث كان قلق الولايات سابقاً بسلامة تأمين الإمدادات البحرية في الخليج الفارسي، أصبحت الآن أمام مشكلة ثانية بسلامة عبور الامدادات عبر مضيق باب المندب».
وأضاف: «بالتالي فإن المشهد العام يؤكد تقلص الدور الأميركي في المنطقة بظهور قوى جديدة كان الموضوع بمضيق هرمز كمشكلة اميركية ايرانية أصبحت في باب المندب كمشكلة أميركية – روسية في اطار استعادة روسيا لنفوذها في اليمن والهجوم السعودي على اليمن انتهى بسيطرة القوى اليمنية المناهضة على 90 في المئة من أراضي اليمن وبالتالي توضح الفشل السعودي تماماً».
وحول الدور الايراني في اليمن صرح بأن القضية اليمنية تحولت إلى قضية دولية والدور الايراني دور مهم امتداده بنفس الخط السياسي لمحور المقاومة سورية ايران حزب الله والمقاومة الفلسطينة حيث امتد الى مساحة جغرافية واسعة والى منطقة أصبحت الأهم حالياً».
وأضاف: «هذا الحلف بتوجهه العام معادٍ للهيمنة الأميركية في المنطقة كما يعطي قضية الصراع في المنطقة أبعاداً استراتيجية كبيرة لأن الاستراتيجية بمفهومها الأساسي هي فن ادارة جبهات الصراع مما سيزيد الموضوع تعقيداً على القوى العالمية في تشتيت جهودها على جبهات واسعة سورية – ايران – اليمن».