بن عمر: عدوان التحالف أحبط اتفاقاً سياسياً يمنياً
كشف المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بن عمر أنّ الوصول إلى اتفاق سياسي كان وشيكاً قبيل بدء العدوان السعودي على اليمن، مما ساهم في تصلّب مواقف الأطراف المتنازعة.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن بن عمر قوله إنّ العملية العسكرية في اليمن عقّدت المسار السياسي في البلاد. موضحاً أنّ أنصار الله كانوا قد وافقوا على سحب المقاتلين من المدن التي سيطروا عليها على أن تحلّ مكانهم قوة حكومية.
وأشار بن عمر إلى أنّ الاتفاق كان يقضي أن يكون الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي جزءاً من الهيئة التنفيذية في المرحلة الانتقالية. وأضاف: تصلبت مواقف الأطراف المدعومة من السعودية والتي رفضت منح الحوثيين السلطة السياسية.
ومما نقلته الصحيفة الأميركية عن بن عمر قوله: «إن قطر والمغرب كانتا مستعدتين لاستضافة جولة جديدة من المحادثات اليمنية لكن بعد انضمامهما إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية رفض الحوثيون هذين المكانين».
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع مطلع على المحادثات أن السعوديين تدخلوا لمنع اتفاق شراكة يضم الحوثيين ويعطي المرأة 30 في المئة من مقاعد الحكومة والبرلمان».
كلام المبعوث الدولي السابق بن عمر يأتي قبل ساعات من تقديم تقريره لمجلس الأمن الدولي حول المفاوضات السياسية المعلّقة. يذكر أنه تم تعيين الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلفاً لبن عمر يوم السبت الماضي.
وفي سياق آخر، قال قائد حرس الثورة الإيرانية اللواء محمد علي جعفري، إن السعودية اليوم بعدوانها على اليمن قد وضعت قدمها في موطئ قدم «إسرائيل» والصهاينة، مؤكداً أن نظام آل سعود في معرض السقوط والزوال بعد عدوانه على اليمن.
وأضاف اللواء جعفري في كلمة له أمس خلال المهرجان العلمي البحثي السادس للعلوم الطبية لحرس الثورة الإسلامية «باقر العلوم»، أن السعودية تخطت بكل وقاحة جميع المبادئ الإسلامية وهاجمت بلداً إسلامياً يسعى إلى تحقيق الاستقلال والتخلص من نظام الهيمنة. واعتبر أن «السعودية الخائنة تمضي اليوم على خطى إسرائيل »، مؤكداً أن نظام آل سعود في طريقه إلى الانهيار والسقوط».
ولفت إلى أن المسؤولين في البلاد كانوا يتجنبون الحديث عن السعودية لبعض الاعتبارات الخاصة. وأضاف: «الآن حيث يجري هذا العدوان على اليمن ينبغي وضع هذه الاعتبارات جانباً واليوم فان نظام آل سعود أصبح آيلاً إلى الانهيار والسقوط».
مقتل ضابط سعودي كبير
ميدانياً، توغلت مجموعات مقاتلة من قبيلة همدان بن زيد في عمق الأراضي السعودية وصولاً إلى جوار سد نجران، ونفذوا كميناً لدورية عسكرية سعودية، وفتحوا النار عليها ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود السعوديين إضافة إلى ضابط كبير، كانوا في عداد الدورية.
وبعد تنفيذهم العملية عاد مقاتلو قبيلة همدان بن زيد إلى قواعد انطلاقهم في المناطق الحدودية اليمنية على رغم ضراوة القصف والغارات السعودية.
ويُعتبر وصول المقاتلين إلى هذا العمق انجازاً مهماً جداً على رغم الاستنفار الضخم من قبل السعوديين وحرصهم الشديد على استعراض حضورهم وجاهزيتهم عبر التقارير التي تبثها وسائل الإعلام التابعة لهم. وتجدر الإشارة إلى أن سدّ وادي نجران من أكبر السدود المائية المقامة في المملكة العربية السعودية. وتبلغ طاقته التخزينية 85 مليون متر مكعب، ويبلغ طول السد 260 متراً وارتفاعه 60 متراً.
في هذا الوقت، أكدت مصادر يمنية حصول انهيارات متسارعة في صفوف «القاعدة» في مأرب بعد إحكام اللجان الثورية السيطرة على وادي الجفيانة وجبل البلق والتباب المطلّة على المجمّع الحكومي، فيما تمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة من اللجان الثورية من تطهير وادي الجبينة بالكامل والذي يقع في الجنوب الغربي لمدينة مأرب.
كما سجّل تقدم مهم للجيش اليمني وسط مدينة تعز بعدما أسفرت الاشتباكات العنيفة التي خاضها مع مسلحي «القاعدة» وهادي عن طردهم من إدارة الأمن المركزي والبنك المركزي والمستشفى العسكري والأشراف.