مقالات وآراء

هدهد المقاومة وببغاء البيت الأبيض…

‬ وفاء بهاني

حط في بيروت ببغاء البيت الأبيض عاموس هوكشتاين مستغلاً مناسبة عيد الأضحى كمناسبة لنقل رسائل بايدن والكيان الصهيوني التي تضمّنت تهديدات للبنان وتحذيرات بضرورة إنهاء الوضع القائم على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ووضع حدّ لعمليات المقاومة وفصلها عما يجري من عدوان على غزة، فكان الردّ الأوّلي من الرئيس نبيه بري واضحاً وجلياً بلهجته الجنوبية قائلاً له (لا تروح ولا تجي… روح على غزة حلها وتعا) ليأتي الردّ الصاعق على تهديدات ببغاء البيت الأبيض من هدهد المقاومة بعرض مشاهد نقلتها عينه الثاقبة تتضمّن مسحاً لعدد كبير من الأهداف العسكرية والاستراتيجية الحساسة ومنصات القبة الحديدية ومجمعات عسكرية وسكنية ومؤسسات وشركات في حيفا… كلها تحت مرمى صواريخ حزب الله.
رسالة الهدهد التي اعتبرها قادة الكيان مع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من أخطر الرسائل ومن أقوى الخطابات للسيد نصر الله والتي جاءت بعد يومين من العدو على الجبهة الشمالية.
هدوء ما قبل عاصفة الهدهد الذي كشف عجز الكيان الصهيوني ووهنه وتهشم قوة ردعه عن حماية منشآته العسكرية، فقد كشف الفيديو الذي لم تتجاوز مدته العشر دقائق مواقع استراتيجية حساسة ومراكز ومصانع عسكرية وآليات، ومنصات القبة الحديدية لتضفي المشاهد فشلاً آخر على تراكمات فشل العدو والإعلام الصهيوني في تبرير كيفية نجاح هذه الطائرة أو المُسيرة في التحليق دون اعتراضها فوق حيفا وتحلّق بحرية كاملة، مما وضع الجيش الصهيوني في مقام السخرية من قبل الجميع.
هذه العملية الغير مسبوقة التي قام بها حزب الله هي تحذير واضح يحمل مجموعة من الرسائل لكيان العدو الصهيوني قبل إقدامه على تصعيد المواجهة على الجبهة الشمالية، أبرز تلك الرسائل يقول ما يلي:
1 ـ أن المقاومة لديها من المعلومات، والتفاصيل الحساسة عن الجيش الصهيوني ومنشآته العسكرية العامة، ما يفوق توقعات العدو.
2 ـ ان ما عرضه الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية ما هو إلا جزء بسيط من سلسلة المعلومات التي تمتلكها المقاومة عن كامل مواقع العدو في فلسطين المحتلة.
3 ـ ان المقاومة جهّزت نفسها لأسوأ السيناريوات وهي رهن إشارة قيادتها للردّ وهو ما أشار اليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الأخيرة.
وعليه فإنّ المقاومة لن تكون وحيدة في هذه المواجهة التي سيتمخض عنها ولادة شرق أوسط مقاوم في ظلّ التدخل الأميركي الواضح والمفتوح للكيان في معركة لن تقتصر برياً على الجبهة الشمالية بل ستشمل الجو والبحر وهو ما أشار اليه السيد نصر الله قائلاً: عليكم ان تنتظرونا براً وجواً وبحراً وهذا يعني أننا ذاهبون الى معركة مصيرية كبرى ووجودية بالنسبة للكيان الصهيوني، وقد أشارت أمس بعض وسائل الإعلام عن وصول سفينتين حربيتين أميركيتين الى ميناء أشدود الصهيوني إضافة الى معلومات تحدثت عن إرسال حاملة الطائرات أيزنهاور الى البحر الأبيض المتوسط.
وقد يستدعي هذا الأمر تدخلاً إيرانياً في حال قررت الولايات المتحدة الأميركية خوض معركة الدفاع عن كيان العدو. لربما تتحوّل الى معركة استنزاف كما في أوكرانيا ستكون أقلّ نتائجها ضعضعة الكيان وتشتيت قدراته وتحجيم قوة ردعه التي تتآكل يوماً بعد يوم، على طريق الزوال…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى