جديد الميدان والمؤشرات المقبلة
} عمر عبد القادر غندور*
مخطئ من يظنّ أنّ الاشتباك الحاصل بين قيادات جيش العدو الاسرائيلي والقيادات السياسية انسحب على المستوطنين اليهود بعد سلسلة الإخفاقات المتناسلة في المواجهات في غزة وشمال فلسطين على الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، في ضوء ما يُعتبر مستحيلاً القضاء على حماس في غزة وفي مدينة رفح بالأخص، وسط انشغال العدو برفع عدد جنود الاحتياط من 300 ألف الى 350 ألف وهذا لا يعني تدحرج الاشتباك في الشمال الى حرب أوسع.
ويتبيّن من خلال متابعتنا لما يجري انّ حكومة العدو انّ الحرب القائمة غيّرت حسابات الأمن وانّ سكان المستوطنات لن يعودوا إليها في القريب المنظور. وأظهر استطلاع أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي وشمل 800 مستوطن أنّ أكثر من 60% يريدون مهاجمة حزب الله «بكلّ قوة» حتى قبل ان ينهي الجيش قتاله مع حماس. ويرى الإسرائيليون بعد مشاهدتهم لفيديو «الهدهد» الذي يبيّن المواقع العسكرية والمدنية وقد وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه «عالي الجودة» انه تهديد جدي وتحذير من الانزلاق الى حرب أوسع.
ويدور نقاش في الكيان حول قدرة «إسرائيل» فعلاً القضاء على حماس ام انها حدّدت لنفسها هدفاً عصياً على التحقيق؟ وقال المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري صراحة يوم الأربعاء الماضي انه يشكّ في قدرة الجيش على تدمير حماس معتبراً ذلك بذرّ الرماد في العيون… وطالما لم تجد الحكومة بديلاً لحماس وهي ستبقى، لأنها فكرة وحرب مغروسة في صدور الناس ومن يعتقد ان بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ.
وأدّت الحرب حتى الآن الى سقوط نحو أربعين ألف شهيد وما يزيد عن سقوط 86 ألف جريح ومصاب. وتقول «إسرائيل» انّها خسرت 1200 قتيل وهو رقم غير صحيح باعتراف صحافة الكيان، ويدّعي «الجيش» انه قضى على ثلث مقاتلي حماس التي تقدّر جناحها العسكري بأربعين ألف مقاتل. ونفت حماس هذه الادّعاءات واعتبرتها جزءاً من الحرب المعنوية.
ويرى العديد من قادة الجيش الصهيوني انّ حماس ليست مجرد حركة سياسية، انها «ايديولوجية»، ويقول هيو لوفات: تلك الايديولوجية عصية على الاجتثاث خصوصاً بواسطة قوة السلاح «الإسرائيلي».
وتقول «سكاي تيوز» الأميركية انّ الخلافات مستمرة في الداخل الإسرائيلي إذ تتباين المواقف ليس فقط بين الحكومة والمعارضة ولكن أيضاً بين أعضاء الحكومة وحتى على المستويين السياسي والعسكري ما يجعل المشهد معقداً.
وعن التهديدات المتبادلة بين حزب الله و»إسرائيل» يمكن القول بحسب مصادر «إسرائيلية» انّ أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله يتمتع بمصداقية عند الجمهور «الإسرائيلي»، لا بل تلميحاته بغزو الجليل الأعلى تبدو أمراً ممكناً…
وفي سياق المقاومة نشرت «سي أن أن» في نشرتها صباح السبت الماضي انّ الرئيس الأوكراني زيلينسكي عرض على نتنياهو قبل شهرين من 7 أكتوبر الماضي تقديم معلومات عن الطائرات المُسيّرة الإيرانية «شاهد» التي تستخدمها روسيا وان السفير الأوكراني في تل أبيب سلّم هدية الى «إسرائيل» وهي عبارة عن قطعة من مُسيّرة «شاهد» سقطت في أوكرانيا!
من جهة ثانية حدّدت القناة 12 العبرية الأهداف المحتملة التي يمكن لحزب الله استهدافها في قبرص التي تمتلك سلاح جو صغيراً، وانّ المناطق الغربية في جزيرة قبرص تبعد قرابة 300 كيلومتر عن سواحل لبنان وهي مسافة غير بعيدة عن لبنان وتضمّ الجزيرة القبرصية أربع قواعد جوية أساسية أبرزها القاعدة الجوية «كروتيري» التابعة لسلاح الجو البريطاني والتي سبق لها المشاركة في معارك أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وقدمت خدمات استخبارية ولا تزال…
وقالت سكاي نيوز الأميركية انّ نتنياهو دقّ إسفين أكبر بين الولايات المتحدة و»إسرائيل» ويبدو أـنه أكثر تأثيراً في الولايات المتحدة من الرئيس بايدن.
وتقول صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية انّ «إسرائيل» تعيش أخطر أزمة في تاريخها منذ 7 أكتوبر الماضي وتخوض حرباً هي الأفشل وتخاطر بحروب متعدّدة الجهات وهي بعهدة حكام غير مؤهّلين! وكان اللافت في استعراض الصحف الأميركية الصادرة الأحد الفائت ما قاله الصحافي اليهودي الأميركي توماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز»، انّ «إسرائيل» التي عرفناها غير موجودة وهي اليوم في خطر وجودي وأنه حذر من هذا الأمر عند تشكيل الحكومة الحالية وقد تجد نفسها غارقة في حرب مع حزب الله. وقال انّ جرّ الولايات المتحدة الى حرب في الشرق الأوسط هو حلم روسي صيني وأميركي، وهو ما تؤشر اليها المظاهرات الضخمة أول أمس في تل أبيب والقدس وحيفا…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي