بين التهويل المتصاعد على لبنان واللجوء إلى الفبركة…!
} رنا العفيف
يبدو أنّ الجنون هو الحاكم على تل أبيب، حتى افترضوا أن مجرد التهويل والتهديد، سيجعل المقاومة تتراجع، فما قراءة المشهد الأول من التهويل المتصاعد على لبنان أمام المشهد الثاني من رسائل النار والحديد التي ترسلها المقاومة؟
حزب الله يكشف عن قدرات عسكرية وقوة تدميرية قادرة على إعادة الاحتلال الإسرائيلي إلى العصر الحجري، وفي محاولة لردعه عن التورّط بحرب مع لبنان، والاحتلال يسعى للتهويل والتهديد والفبركات الإعلامية إلى ردع المقاومة، فبركة وصلت إلى ذروتها بمقال لصحيفة «الدايلي تلغراف» البريطانية، بزعم استخدام مطار بيروت لنقل الأسلحة لحزب الله وتخزينها، وهو ما نفته السلطات اللبنانية بشكل قطعي .
الترويج المشبوه له خلفيات خبيثة ومبيّتة لأهداف عسكرية وسياسية وأمنية، فكانت رسائل الميدان الموجعة والفيديوات التي نشرها الإعلام الحربي، تؤكد أنّ لدى المقاومة القوة والقدرة والإمكانات والتقنيات الفعلية لإعادة العصر الحجري، في هذه الجزئية نتحدث عن المشهد الأول للتهويل المتصاعد عسكرياً، إذ يعلم الإسرائيلي إذا وقعت الحرب ستكون النتيجة كارثية، مراراً وتكراراً، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إنّ المقاومة في لبنان لا تريد الحرب، وكرّر هذا في أكثر من خطاب، وهو افترض أنه في المعركة بين الحروب حسابات جزء منها يعلم بها العدو ما يجعله لا يجرؤ على مهاجمة لبنان، بمعنى أن الحرب ستكون ذات أهداف بعيدة المدى وجذرية في التأثير، لها مداخل عسكرية وسياسية.
ثانيا: حسن اختيار السلاح في المواجهة في حال فرضت الحرب، سيكون بما يلائم الهدف وتحقيق النتائج التدميرية .
ثالثاً: القدرات الصاروخية الهائلة التي تهدّد العمق الإسرائيلي بنحو أكثر من 70 كلم على الأقلّ.
رابعاً: تنوّع أساليب القتال أو النمط التكتيكي الميداني من السد الواقف والضرب على الذنب إلى الوعاء الحاضن ثم المدمر بطريقة مختلفة مركبة وغيرها من الأساليب العسكرية وفنون القتال بمهارة الاستدراج إلى الغارات المركبة والأفخاخ والقوة التدميرية الهائلة، جميعها ستكون بمتناول يد المقاومة وسيتفاجأ بها العدو على خط تصاعدي.
أما من ناحية الحرب النفسية والإعلامية في خضمّ الفبركة على مستوى الصحف الأجنبية والعربية المحرّضة، الهدف واضح والإعلام العاقل والصدقية في تقديم المعلومة بأهداف صادقة حكيمة في المواقف هي تلك الموثقة في الفيديوات التي تنشر في الإعلام الحربي وما أتى به «هدهد» المقاومة وصولاً إلى ما تمّ نشره مؤخراً بعنوان «إلى من يهمّه الأمر».
وراء الترويج المشبوه للحرب أهداف عديدة لتقوم بها الولايات المتحدة التي تراقب نتنياهو وهو على حافة الهاوية في الجبهة اللبنانية متحاشية الحرب مع استمرار الدعم لـ «إسرائيل»، بهدف تراجع او ردع حزب الله حتى افترضوا التهويل، طبعاً هنا الحرب النفسية والإعلامية هي جزء من المعركة الميدانية وفي السابق كنا نسمع التهديدات من قادة الاحتلال واليوم نسمعها من «سي أن أن» بعدما أدرك الاحتلال فشله في غزة وعلى جبهة لبنان، وبالتالي هو يحاول التعويض عبر فبركة الأخبار والتهديدات أيضاً عبر مسؤولين أميريكيين، ثم «الدايلي» تلغراف التي تلفق الأخبار الكاذبة التي لا صحة لها وعار جملة وتفصيلا، لأنّ شخصية عسكرية فذة تحمل فكر استخباري عالي الدقة متمثلة بشخص حزب الله يحظى بسرية تامة فكيف يمكن أن يضع الصواريخ في مكان عام مثل المطار أو غيره؟ هذه الفبركات هي جزء من المعركة وهم يحاولون تبرير أيّ عمل عدواني ضدّ لبنان وكان نتنياهو قد هدّد دولة لبنان بضرب المرافق والمطار وغيره، أيّ هدّد رسمياً لبنان ولكن الحقيقة إنّ ما ردع الإسرائيلي خلال الأشهر الثمانية الماضية هي الرسائل الصاروخية التي تزرع الخوف في هذه المعركة، ونتنياهو أجبن من أن يفعلها إذ هناك تقارير أعدّها خبراء عسكريون إسرائيليون قالوا كيف ستكون عليه المواجهة الشائعة والخطر الكبير على «إسرائيل»، كما سمعنا هذا من بلينكن أثناء زيارته المكوكية للمنطقة حين لمّح إلى أنه في حال اندلاع الحرب الشاملة ستكون هناك خسائر كبيرة في الكيان الإسرائيلي».
وبالتالي بنك الأهداف الضخم الذي بحوزة المقاومة كبيرة وما حمله «هدهد» المقاومة بفضح البنية الدفاعية في العمق «الإسرائيلي»، وكذا فضح دبابة الميركافا وتأثير ذلك على سوق التصدير، أيضاً افتضاح عجز منظومة الاستطلاع والاستخبارات الميدانية والعسكرية وكشف الضعف في البنية التنظيمية للجيش الاحتلال وقيادته وغيرها جميعها تحت مجهر المقاومة بدقة وبشكل ليس عشوائياً، وكما قال السيد نصر الله إذا فرضت الحرب علينا ستكون بلا سقوف وبلا ضوابط والمطار بالمطار خاصة أنّ لديه تسع قواعد عسكرية اسرائيلية وثلاث مطارات دولية أيضاً تسع مطارات مختلفة منه مدني فيه قواعد عسكرية، وغيره الكثير في مخزون حزب الله ما يشي بأن لدى حزب الله معلومات هائلة عن الأهداف الدقيقة ولديه القدرة على تدميرها بشكل كامل، ويعلم تماماً بأنّ المقاومة في الميدان لا تستخدم نفس القتال وإنما تمتلك نمطاً مختلفا مستند على قدرات معينة، هذه العوامل في خضم التهويل والفبركة نتيجة حتمية تؤكد الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي الذي لم يحقق منه شيء في المراحل الأولى كما وتؤكد أيضاً على الإخفاقات التي تجاوزتها ودفعها بشكل مباشر لهذا التهويل الذي يمكن أن يدفع بكارثة لواشنطن التي تعلم وأصبحت تيقن بأنّ نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب لظروف قضائية سياسية وشخصية ولكن الأهمّ في هذا الأمر هو الجنون الواشنطي والإسرائيلي الذي لم يكشف سر فوز نقاط حزب الله منذ حرب تموز ليومنا، عدا عن إسقاط حزب الله نظرية الحسم الجوي للأهداف المركزية في المرحلة الأولى وهذا أحد أهمّ الأسباب الذي دفع التهويل والذي واكبته الحملات التحريضية بصحف أجنبية وعالمية بشكل غير مسبوق كفكرة «إسرائيلية» أميركية لها وجهات متعددة تتعلق بالفشل في عدة مستويات.