أخيرة

دبوس

الهيكل الثالث…

في لغة الجسد، تؤشر ملامح بيبي وهو يلقي كلمة في الكنيست الصهيوني مؤخراً، الى رجل هو في خضمّ متاهةٍ بلا آفاق وبلا قرار، لقد تبدّد كلّ ذلك الحضور الذي كان يتمتع به وهو يتحدث الى المتلقّين، وتلك الحركات التي يستطيع من خلالها إرسال الانطباع بالثقة والتمكّن والسيطرة على مجريات الأمور، باليدين وبالوجه وبالنظرات التي تنتقل سريعاً فلا يضطّرها إلى الاستقرار في أيّ اتجاهٍ ما، متجنّباً التركيز الطويل، ومستعيضاً عن ذلك بالنظرة المتحركة بسرعة بدون استقرار…
لقد تبدّد كلّ ذلك، فإذا نحن بإزاء رجل مرهق يتدفق الخوف والشعور باللامقدرة على السيطرة على الأمور، وسحنة يعتريها الكثير من الوجل، والشعور بالإحباط واقتراب النهاية، هذا ما سيتمخض عنه ما هو آتٍ سريعاً من التطورات، فالكيان المارق وصل الى حواف النزع الأخير، فوضى عارمة في اتخاذ القرارات، وتراشق متواصل بين الجميع من دون استثناء واحد، وأزمات في كلّ الأصعدة، تضيف الى الورطة العسكرية التي أوقع هؤلاء الحمقى أنفسهم فيها، وأصوات هنا وهناك تشي بالمأزق الوجودي الذي بات يعتري هذا الكيان الساقط، آخرها وليس أخيرها الجنرال المتقاعد إسحق بريك، والذي رأى انّ الدخول في حرب شاملة مع حزب الله على الجبهة الشمالية، سيودي بالهيكل الثالث إلى الزوال الحتمي، من جانبنا نحن ننتظر ذلك على أحرّ من الجمر، فحينما يتنامى إلى مسامعنا بأنّ هنالك مئات الآلاف من المجاهدين آخذون في التغلغل خلال الديار المحتلة، حينئذٍ فلتتعالى التكبيرات والتهليلات، لأن الكيان ساعتها يلفظ أنفاسه الاخيرة، ثم فليؤتى بالسفلة قاتلي الأطفال والنساء الى منصة العقاب الماحق الذي ينتظر هذه المخلوقات النتنة المزرية والبالغة التخلّف والانحطاط…
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى