أولى

كذبة المرحلة الثالثة وخفض التصعيد

أعلنت حكومة كيان الاحتلال أنها أعطت التعليمات لقوات الاحتلال للبدء بتنفيذ ما تسمّيه بالمرحلة الثالثة، التي تقوم على الانسحاب من المناطق المأهولة، وخصوصاً المدن والمخيّمات نحو شرق غزة المحاذي لمستوطنات غلاف غزة، وخط الحدود مع مصر وخط نتساريم في وسط غزة الذي يفصل الشمال عن الجنوب.
ليس هناك شيء اسمه مرحلة ثالثة عملياً، بل عجز عن المضي بالعملية العسكرية بالوتيرة السابقة رغم كل المزاعم والأوهام التي بنيت على معركة رفح. فالفشل بات سمة ترافق جيش الاحتلال في كل معارك غزة، ولأن الحكومة تتهرّب من خيار القبول بشروط المقاومة للتوصّل الى اتفاق ينهي الحرب وينجز تبادل الأسرى، فهي تبحث عن صيغة للتعايش مع حال اللا اتفاق بأقل خسائر من خلال تخفيض نقاط الاحتكاك التي تمثلها مناطق الكثافة السكانية، بصورة تشبه ما فعله جيش الاحتلال عشية قرار الانسحاب من الشريط الحدودي المحتل في جنوب لبنان عام 2000.
الرهان على أن يؤدي هذا الانكفاء إلى إطالة أمد الجمود القائم على بقاء الاحتلال، هو وهم إسرائيلي لا يعرف المقاومة والتزامها بمطاردة الاحتلال حيث يوجد حتى إلزامه بالانسحاب الى خارج قطاع غزة كلياً، أو القبول بشروط المقاومة لوقف الحرب نهائياً.
بالتوازي ينطلق الترويج الأميركي والإسرائيلي لفرضية قوامها أن تخفيض التصعيد المفترض على جبهات غزة، سوف يؤدي الى تخفيض مماثل على جبهة لبنان، والسؤال البسيط للمقاومة هو ما دامت وظيفة جبهة الإسناد اللبنانية هي تسريع التوصل الى اتفاق ينهي الحرب على غزة، فهل التخفيض المنشود سوف يخدم هذا الهدف، أم أنه يمنح الاحتلال فرصة التملّص من الاتفاق؟ ولأن الجواب هو أن خفض التصعيد هدف إسرائيلي للتهرّب من استحقاق التوصل الى اتفاق ينهي الحرب، فإن المقاومة غير معنية به على الإطلاق.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى