الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الأديب أمين الذيب ترك أثراً مفاعيله قائمة في الأدب العربي..

‭}‬ د. عبدالله الشاهر*
يستحق أمين الذيب، رحمه الله، أن يُحتفى به إن كان على قيد الحياة أو في العالم الآخر.. فقد ترك لنا أثراً ما زال قائماً في حياتنا وستبقى مفاعيله قائمة في الأدب العربي..
ونحن نجتمع اليوم وفاءً وإقراراً للأديب أمين الذيب، رحمه الله، بفضله وأسبقيته في تأسيس ملتقى الأدب الوجيز في لبنان والذي بذل فيه الكثير من جهده ووقته وتفكيره ليتحوّل من فكرة تدور في ذهنه إلى واقع وممارسة وحضور. ولم يكتفِ بذلك بل استطاع أن ينقل نشاطه وفكر الأدب الوجيز إلى الدول العربية من أجل أن ينشر ويأخذ مساحة لافتة على الساحة الثقافية العربية.. وبهذا الفعل، كان أمين الذيب، رحمه الله، مفكراً ومؤسساً وناشراً للأدب الوجيز إن كان في لبنان أو على مستوى الدول العربية. وبهذا الفعل فقد استطاع وبقدرات خاصة به أن يحول الفكرة إلى حراك ثقافي واسع الانتشار.. وتأكيداً على استمرارية الحضور للأدب الوجيز استطاع أمين الذيب أن يعقد مؤتمراً للأدب الوجيز تحت شعار (الأدب الوجيز هوية تجاوزية جديدة) وقد تمخض عن هذا المؤتمر البيان التأسيسي، وكذلك كتاباً يوثق أعمال هذا المؤتمر وتأكيداً منه على اقتران القول بالفعل فقد أصدر ديوان (ومضة) وتحت عنوان الأدب الوجيز هوية تجاوزية جديدة..
وقد ظل طوال حياته يهجس بفكرة الأدب الوجيز حتى وهو على فراش المرض، كنت أتصل به لأطمئن على صحته كان يحدثني عن الأدب الوجيز..
ولذلك أقول ليس منة على أمين الذيب أن يكون مؤسساً لأنه آمن بفكرته وسعى إلى تجسيدها على أرض الواقع وبجهد كبير منه إذ هو الذي تحرك والتقى واجتمع وسافر من أجل الأدب الوجيز.. وبقي إلى آخر ساعة من عمره وهو يتحدث عن الأدب الوجيز.. وكنت أتحدث معه وهو في المستشفى لنقله إلى سورية للعلاج يعود بالحديث عن الأدب الوجيز..
أخيراً أقول نحن على خلاف الأمم الأخرى لا نعرف قيمة الشخص الذي بيننا إلا عندما نفقده.. والفقد، يا سادة، فوات اللحظة المؤاتية.. وكم من لحظات مؤاتية فقدناها.
لروح فقيدنا الرحمة ولفكره الذي أسسه الدوام والانتشار وذكراه تستحق منا أن نعزّز خطاه.. كل الشكر للقائمين على هذه الندوة إدارة ومشاركين وأخصّ بالشكر ابنة الفقيد تمارا أمين الذيب والتي بقيت أمينة على فكره وحريصة على التواصل المستمر مع كل من يتعامل بالأدب الوجيز.
*عضو مجلس اتحاد الكتّاب العرب ـ سورية.