أولى

تهديدات الحرب وردّ المقاومة

خلال شهور مضت ونحن نعيش في ظلال مناخ إعلامي وسياسي عنوانه التهديد الإسرائيلي بشنّ حرب على لبنان، ويبدو أن هذا التهديد صار الحجة الوحيدة في خطاب مناوئي المقاومة للحديث عن مخاطر قيام المقاومة بفتح جبهة الإسناد لغزة وشعبها ومقاومتها.
بعد اغتيال القيادي في المقاومة الشهيد “أبو طالب” شكل رد المقاومة القويّ والواسع تحدياً كبيراً لقوة الردع المزعومة لجيش الاحتلال، واختباراً للحديث عن تهديد بالحرب، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، فكان الرد على من يقول بعجز جيش الاحتلال عن شن حرب أن كيان الاحتلال وجّه التهديد الأخير هذه المرة، وأن المساعي الأميركية نجحت بمنح لبنان فرصة أخيرة كي لا يتورّط بما يتسبب باستفزاز الكيان ويمنح حكومته فرصة ترجمة تهديدها، لأن لا أحد يستطيع بعد الآن أن يتدخّل لمنع الحرب.
عند اغتيال القيادي في المقاومة الشهيد “أبو نعمة” هناك مَن اعتقد أن العملية هي اختبار أخير يقوم به جيش الاحتلال، فإن ردّت المقاومة تحوّل الرد الى مدخل للحرب، وإن لم تردّ يكون الاغتيال إثباتاً لاسترداد قدرة الدرع، وكثر الذين ينصحون في الكواليس بعدم الردّ كي لا يتخذه جيش الاحتلال ذريعة للحرب، أو الاكتفاء بردّ لا يمكن تحويله إلى ذريعة، والكل يتحدث عن التهديد الأخير، وعدم قدرة أحد على التدخل هذه المرّة، وجنون جيش الاحتلال واستعداده لحرق الأخضر واليابس.
المقاومة كانت دائماً تجيب بأن ما يمنع الاحتلال عن الحرب هو معرفته بما لدى المقاومة، وما يعرفه ليس إلا بعض ما عندها، وأن المقاومة تثق بأنّها تملك ما يكفي لجعل الحرب مدخلاً لإنهاء الكيان وزواله إذا ارتكب حماقة الذهاب إليها، ولذلك لم تكن المقاومة بحاجة للتفكير قبل بدء عملية الرد على الاغتيال بصورة أقوى من ردّها السابق تأكيداً على معادلاتها الواضحة.
ونحن في قلب الردّ الذي تنفذه المقاومة وتستمرّ به لأيام، وتتسع دائرة النار فيه الى عمق العمق في شمال فلسطين المحتلة، وتستخدم فيه أسلحة مدمّرة وتشتعل الحرائق في كل مكان، وتصل العشرات من الطائرات المسيّرة والمئات من الصواريخ الى أهدافها، فرصة لنسأل الذي يقولون إن علينا الانكفاء من أمام الكيان تفادياً لخطر الحرب، هل تثبتون على موقفكم، على قاعدة الاتفاق بأن من يثبت أنه على خطأ يعتذر علناً؟
نحن مستعدّون لذلك وواثقون أن قوة الردع لدى المقاومة هي ما يمنع الحرب، فهل أنتم كذلك؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى