مرويات قومية

مرويات قومية

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ «البناء« هذه الصفحة، لتحتضنَ محطات مشرقة من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة، وقد سجلت في رصيد حزبهم وتاريخه، وقفات عز راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا أي تفصيل، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
أنّ نكتب تاريخنا،..فإننا نرسم مستقبل أمتنا.

إعداد: لبيب ناصيف

 

الصحافي القدير الرفيق سعيد صعب شميط

لم يكن سعيد صعب صحافياً، بمعنى أنه انصرف إلى مهنة المشقات، إنما كان قومياً اجتماعياً في الصحافة.
فالحزب كان صباحه ومساءه وكلّ نهاراته ولياليه، كان يتنشق الحزب، يحياه في أعماقه وفي فكره وفي وجدانه وعلى لسانه.
لم يعرف سوى الصدق في كلامه والجرأة والصفاء، ومصلحة الحزب.
طيباً كان، محباً، ودوداً، لا يعرف الحقد ولا البغضاء، لم أعرف أنه خاصم رفيقاً، أو قاطعه أو تناوله بنميمة، إنْ غضب قال كلامه بوضوح، وإنْ رأى سوءاً في رفيقه ذهب إليه وعاتبه بحب أو عالج خطأه برغبة أن يصقل رفيقه بكلّ ما هو قومي اجتماعي.
عرفته في «البناء» مع مطلع العام 1971، وبقيت ألتقيه، ودائماً أحبه وأرتاح إليه.
عند رحيله (21 آذار 2003) كتبت عنه كلّ الصحف، نعاه حزبه، نقابتا الصحافة والمحررين، وتكلم عنه كثيرون، من أبرزهم طلال سلمان، عزت صافي، غاصب المختار، زهير هواري، نجيب البعيني، وشهدت دار الطائفة الدرزية في بيروت تدفق عشرات الشخصيات السياسية والإجتماعية والبلدية والعسكرية والإعلامية للتعزية بالرفيق الراحل، ووقفت إلى جانب عائلته قيادة الحزب السوري القومي الإجتماعي ومدير عام السفير ياسر نعمة.

التشييع
قالت «السفير» في عددها بتاريخ 23 آذار 2003:
«ودّعت أسرة «السفير»، مدينة عاليه، نقابتا الصحافة والمحررين والحزب السوري القومي الإجتماعي الزميل الراحل سعيد صعب شميط أمس. كان مأتم التشييع الذي أقيم في قاعة «جمعية الرسالة الإجتماعية» يشبه سعيد. المأتم عائلي بقدر ما كان رسمياً، مهني بقدر ما كان حزبياً، وكانت السماء تمطر بغزارة خلال المراسم، التي كان كلّ من فيها هم عائلة سعيد، عائلة سعيد كبرت فجأة أنبتت من بين حبات الشتاء، وكأنها تزجي له ولرفيقة عمره رسالة حب من زمن الحزن وفي لحظة الرحيل المؤسف.
شارك في التشييع ممثل رئيس الجمهورية قائمقام عاليه جوزف حبيش، ممثل رئيس مجلس النواب الزميل عرفات حجازي، ممثل رئيس مجلس الوزراء معروف الداعوق، الوزير بيار حلو، النائبان أكرم شهيّب وعلي عمار، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري الخوري، رئيس الحزب القومي جبران عريجي ونائبه محمود عبد الخالق وعدد من أعضاء القيادة، النائب السابق أنطون الحتي، ممثل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان رئيس دائرة عاليه في الحزب لواء جابر، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد وفاعليات المدينة السياسية والنقابية والحزبية والتربوية.
كما شهد التشييع زملاء الراحل سعيد تقدّمهم ناشر «السفير» ورفيقه على امتداد أربعين عاماً الزميل طلال سلمان، والمدير العام ياسر نعمة. وقد صلى على جثمانه لفيف من رجال الدين تقدّمهم الشيخ إبراهيم الريس، وحضره حشد من الأهل والزملاء والأصدقاء».
تكلم في المناسبة كل من مستشار نقابة المحررين كمال فضل الله، عميد الإذاعة الأمين توفيق مهنا، ثم ووري الرفيق الراحل الثرى في مدافن مدينة عاليه.
من كلمة عميد الإذاعة آنذاك الأمين توفيق مهنا:
نودع في الثرى جسده… وفي القلب والوجدان والذاكرة يحيا..
يحيا إنساناً عصامياً، التزاماً وسلوكاً وعطاء..
يحيا صحافياً لامعاً ومرموقاً.. احتلّ عقله وقلمه وثقافته مساحات واسعة في كبريات الصحف، وكان علماً من أعلام الصحافة اللبنانية، فضلاً عن موقعه المميّز – كمثقف – ملتزم في صحافتنا الحزبية القومية التي لم يكتب فيها وحسب، وإنما أغناها بتجربة مهنية مميّزة، شكلت زاداً لكثيرين منا، وإني واحد منهم..
كان صاحب قلم حر… لم يقف على باب سلطان جائر، ولا على باب سفارة أو على باب رأسمالي ظالم، لم يساوم على قناعات اعتنقها.. ولا انساق وراء موجات ثقافات الإحباط والتيئيس، مراعاةً لظرف..
هكذا عرفته في عز الصراع، في مواجهة الاجتياح الصهيوني للبنان عام 82، وفي ذروة المواجهة لنظام 17 أيار ورموزه.. هكذا بقي مثقفاً متميّزاً في زمن العولمة وشعاراتها التضليلية حول حقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية التي كثر في هذه الأيام حملة الأقلام المأجورة، التي تبشّر بها لقاء حفنة من المال ترمى من سفارة، او من حاكم متواطئ..
يحيا إنساناً عقائدياً، آمن بقضية تساوي وجوده حتى الرمق الأخير. ونهضوياً ارتقى في صفاء فكره وشفافية وجدانه وثقافة نفسه إلى علياء المجتمع الأمثل، حيث القيمة، كلّ القيمة للإنسان المؤمن برسالة التوحيد، التي تؤمن بالله واحداً لا شريك له، وتؤمن بالمجتمع الواحد غير المنقسم على ذاته، لا على أساس ديني ولا عنصري ولا قبلي، ولا كياني منغلق..
يحيا في ذاكرتنا القومية مناضلاً قومياً، يرى الالتزام القومي بوحدة الأمة الممزقة بخناجر الاستعمار المسمومة، والمطعونة في صميمها بكيان الاستيطان العنصري اليهودي الصهيوني، يفتك في جسدها سرطاناً لا شفاء منه إلا بالاستئصال، لا بالتعايش معه. والأخطر، الاعتراف به، وعقد اتفاقات السلام الزائف معه ضد مصالح الأمة وهويتها ومصير عالمنا العربي.
من أجل حياة أفضل، ومستقبل زاهر، ترسمل الرفيق سعيد بقيم الحق والخير والجمال.. لتعود بلادنا مصدر إشعاع حضاري، ونبراساً هادياً للأمم..
هو إيماننا بحق شعبنا في الحياة الحرة.. نحمل ما نحمل.. دمنا على كفنا.. ونعشنا على أكتافنا.. نمضي في مقاومة الإمبراطورية الأميركية – الصهيونية في هذا القرن حيث تبني سلطانها فوق أشلاء شعبنا في العراق وفلسطين..
نمضي واثقين أنّ إرادتنا هي التي تصنع مستقبل هذه الأمة…»

ذكرى الأربعين
في ذكرى مرور أربعين يوماً على غياب الرفيق سعيد صعب شميط، أقام الحزب السوري القومي الإجتماعي، نقابة المحررين، جريدة السفير وآل صعب شميط إحتفالاً في قاعة جمعية الرسالة الإجتماعية في عالية كان في مقدمة الحضور، كما أوردت مجلة «البناء – صباح الخير»: رفيق شلالا ممثلاً رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، وعرفات حجازي ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائمقام عاليه جوزف حبيش ممثلاً رئيس الحكومة رفيق الحريري والوزيران السابقان النائبان اكرم شهيب وفؤاد السعد، النقيب ملحم كرم، ناشر جريدة «السفير» طلال سلمان ورؤساء بلديات ومخاتير عاليه وجوارها وممثلو أحزاب الإشتراكي والشيوعي والبعث العربي والديمقراطي.
كما حضر رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الأمين جبران عريجي وعدد من أعضاء قيادة الحزب وجمع من الرفقاء وأهالي عاليه «.
استهلّ الاحتفال بكلمة تعريف للرفيق وائل صعب، تكلم كلّ من نقيب المحررين ملحم كرم، طلال سلمان، النائب أكرم شهيّب، ورئيس الحزب الأمين جبران عريجي.
بعد كلمة العائلة التي ألقاها سليم مسعود شميط، ألقى مستشار رئيس الجمهورية رفيق شلالا كلمة جاء فيها:
«كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، فشرّفني، بتمثيله اليوم في هذا الحفل الذي يُقام إحياءً لذكرى الزميل الكبير سعيد صعب شميط، الذي انتقل من بيننا، بعد عمر قضاه في خدمة الكلمة والحرية والحقيقة.
ولعلّ ما تركه الراحل الكبير من عطاء مهني مميّز يجعله حاضراً معنا دائماً، وذكراه خالدة في نفوس أهله وزملائه وقرائه ومحبيه.
وما هذا التكريم اليوم، وما قيل عنه وفيه، إلا الدليل على ما كان يمثله سعيد صعب شميط من قيمة فكرية وإعلامية كبيرة، نفتقدها كلما شئنا أن نقرأ ونحلل ونتثقف.
وتقديراً لعطاءات الراحل الكبير، ولحضوره الإعلامي المميّز، وللقيمة الفكرية التي اتّسمت بها كتاباته، قرّر فخامة رئيس الجهورية العماد إميل لحود منحه وسام الأرز الوطني من رتبة فارس.
ويشرّفني أن أسلمه اليوم إلى عائلته الكريمة عربون وفاء من لبنان، تجاه علم من أعلامه البارزين.
وفي ختام الحفل سلّم شلالا الوسام إلى أرملة الفقيد السيدة سليمة صعب شميط.
كلمة ناشر جريدة «السفير» طلال سلمان:
فقدت «السفير» فجر أمس الجمعة، واحداً من الكبار بين صحافييها: سعيد صعب، الذي كان يتولى تحرير «صفحة الرأي» فيها.
وسعيد صعب الذي واكب «السفير» بامتداد عمرها تقريباً، ودّعها عند باب سنتها الثلاثين، «وغاب عن مكتبه الذي لم يغيّبه عنه دهر الحروب الأهلية/ العربية/ الدولية، فافتقده رفاقه الذين كانوا يرون فيه – مهنياً – نموذجاً ممتازاً للدقة والأمانة والإخلاص في العمل، فضلاً عن كونه – على المستوى الإنساني – الأخ – الزميل – الصديق لرفاقه جميعاً العاملين في «السفير» كتاباً ومحررين وفنيين وموظفي استقبال وعمال طباعة.
أمس، مع الصباح الكئيب لمباشرة الهيمنة الأميركية حربها على العراق، أغلق سعيد صعب عينيه على ألمه، ومضى إلى الرفيق الأعلى راضياً مرضياً».

نعي الحزب
نعى الحزب السوري القومي الإجتماعي الرفيق سعيد صعب وقد جاء في عدد أول أيار 2003 من مجلة «البناء – صباح الخير» ما يلي:
«ينعى الحزب أحد أعضائه الإعلامي سعيد صعب الذي يُعدّ واحداً من أركان الصحافة اللبنانية البارزين، بالإضافة إلى عمله في الوسائل الإعلامية الأساسية في لبنان. كان للراحل حضور دائم في مجلتي الحزب «البناء» و «صباح الخير» حيث أغناهما بالمقالات السياسية التحليلية التي تعالج شؤوناً قومية وعربية ودولية.
إنه واحد من الصحافيين الملتزمين بالقضية القومية، آمن إيماناً عميقاً بمبادئها السورية القومية الاجتماعية، فكان دائم الحضور والتلبية لكل ما يُطلب منه، وخلال سنوات اغترابه في البرازيل شغل مسؤولية ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية البرازيل، إضافة إلى مسؤوليات إعلامية مختلفة في الحزب.
برحيل الرفيق سعيد صعب يفتقد الحزب السوري القومي الاجتماعي مناضلاً قومياً، لطالما عالج بقلمه قضايا المجتمع. رحل سعيد صعب وعينه على العراق وفلسطين «.
ومن نعي نقابتي الصحافة والمحررين في بيان مشترك:
هو من صحافيّي الرعيل المخضرم، الذين أدوا خدمات كبيرة للمهنة وأبنائها وكانوا في طليعة المناضلين في سبيل الحرية والتحرر. والفقيد الكبير ممن تمتع بثقافة رحبة ومركزة على معرفة واسعة باللغات الفرنسية والإنكليزية والبرتغالية عدا تضلعه وإتقانه للعربية.
وكان الفقيد من أبرز العاملين في صحافة الحزب وتنقل في حياته المهنية الطويلة بين عدد من كبريات الصحف، صدى لبنان، السياسة، اليوم، الكفاح، الأحد الجديد، النهار، البناء، والسفير».

سيرة ذاتية
ـ ولد الرفيق سعيد صعب شميط في عاليه عام 1928.
ـ إقترن من السيدة سليمة جابر.
ـ شقيقاه: الرفيق مسعود والمرحوم كامل.
ـ شقيقتاه: جميلة وبدر.
ـ تولي في الحزب مسؤولية ناظر إذاعة منفذية البرازيل عندما كان مهاجراً إليها، وفي الوطن مسؤوليات إعلامية عديدة.
ـ وافته المنية في 21 آذار 2003 بعد مرض عضال كابده ثلاثة أشهر وشيّع يوم السبت 22 آذار إلى مثواه الأخير في عاليه.

 

 

 

الكاتب والباحث المميّـز الأمين الدكتور عدنان أبو عمشة

في واقع ما نراه من نضالات شعبنا في فلسطين وخاصة في قطاع غزة نستذكر الكثيرين من مناضلي الحزب في فلسطين المحتلة من أمثال الأمناء: مصطفى أرشيد، كميل الجدع، صالح سوداح، وغيرهم من الشهداء والمناضلين.
وفي هذه المناسبة ننشر مجدّداً الكلمة الغنية التي كنا عممناها بتاريخ 22/09/2023، عند رحيل أحد الأفذاذ من حزبنا وهو الأمين الدكتور عدنان أبو عمشة:
«نعى الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى الأمة وعموم السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود، الكاتب والباحث الأمين الدكتور عدنان أبو عمشة، المتوفي في ألمانيا عن 90 عاماً.
الأمين الراحل من قرية الحمة في فلسطين المحتلة، انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في أواخر أربعينيات القرن الماضي، وانخرط في العمل الحزبي بكلّ ميادينه نضالاً وثقافة وفكراً ومعرفة. وتحمّل مسؤوليات عديدة منها مسؤولية منفذ عام دمشق.
تميّز بمناقبيته والتزامه، وكان متميّزاً على الصعيد الأكاديمي، وهو بالرغم من دوره المؤثر في مجال الأدب والثقافة والأبحاث العميقة في فكر سعاده، وتأليف الكتب عن الحزب وفكر سعاده، أدّى بسرية تامة دوراً مهماً في إعداد الكوادر المنخرطة في مقاومة العدو الصهيوني، ودرّب الفدائيين لا سيما في مخيمات الضفة الغربية على تصنيع العبوات الناسفة والكمائن المتفجرة وحرب العصابات ضدّ الاحتلال الصهيوني.
الأمين الراحل كان من المؤسّسين للكفاح الشعبي المسلح ضدّ العدو اليهودي، وقاد بنفسه عمليات فدائية في فلسطين المحتلة، أسّست لسلسلة ناجحة من العمليات العسكرية ضدّ الكيان الغاصب وساهم في جعل التنظيمات الفدائية المسلحة تتمرّس حرب العصابات وتستفيد من تجربة حركات الكفاح الوطني المسلح في أكثر من بلد.
كان كادراً جامعياً مرموقاً ومؤلفاً للكثير من البحوث والدراسات في العقيدة السورية القومية الاجتماعية. وألّف ما يزيد على 15 كتاباً نذكر منها «سعاده والفلسفة القومية الاجتماعية»، «سعاده وأخلاق المجتمع السوري الجديد»، «ثقافتنا في مواجهة التحديات»، و»التربية اليهودية الصهيونية»
ساهم في تحرير مجلة «فكر» ونشر الكثير من البحوث فيها، كان عقائدياً متعمّقاً في فكر وعقيدة سعاده، مدافعاً شرساً عن العقيدة السورية القومية الاجتماعية.
الأمين الراحل عدنان أبو عمشة، من رعيل القوميين الاجتماعيين الذين نذروا أنفسهم لانتصار الحزب وقضيته، وقد عُرف بهدوئه ورصانته ودماثة أخلاقه وحسن طباعه، كان لطيف المعشر متواضعاً مسكوناً بهاجس حتمية هزيمة المشروع الصهيوني اليهودي وضرورة وحتمية ريادة فرسان النهضة السورية القومية الاجتماعية للصراع ضدّ الاحتلال اليهودي لفلسطين.
برحيله يفقد الحزب السوري القومي الاجتماعي مناضلاً بارزاً سجل بصمة في مسيرة الحزب، من خلال دوره النضالي في ميدان مقاومة العدو الصهيوني، وفي ميادين الفكر والثقافة والإبداع. كما تفتقده المنابر خطيباً ومحاضراً ومدافعاً عن القضية التي آمن بها والتي تساوي وجوده.
الأمين المناضل عدنان أبو عمشة سيبقى حياً في ذاكرة الحزب والنهضة، مثالاً يُحتذى في خوض معركة المصير والوجود،
السلام لروحه والبقاء للأمة.

 

 

 

الرفيق يوسف ميشال سالم تبقى حياً في ذاكرتنا ولو بعد رحيلك بسنوات

عرفت الرفيق يوسف سالم من بين أذكى وأصفى من عرفت من القوميين الاجتماعيين، كان له حضوره اللافت في فترة العمل السري حين توليت مسؤولية الطلبة، كان يدي اليمنى في الكثير من الأنشطة الحزبية، لا سيما في كلية العلوم وفي الجامعة اللبنانية عموماً.
تميّـز بذكائه بثقافته الحزبية بنشاطه اللافت، كنا نشبّهه بالأمين الياس جرجي لسعة ثقافته وسرعة البديهة لديه.
بفضله أمكن للحزب ان يقوم بحضور لافت في الجامعة اللبنانية ولا سيما في كلّ من دار المعلمين، وكليتي الآداب، والعلوم وفي معهد العلوم الاجتماعية.
عنه هذه الكلمة التي كنتُ أعددتها ونشرتها مجلة «البناء» في العدد 991 تاريخ 02/10/1999:
معظم الرفقاء الذين عملوا في الفترة 1967 حتى أوائل السبعينات يعرفون الرفيق يوسف ميشال سالم، ولا شكّ أنهم ما زالوا يذكرونه بكثير من الحب، واللوعة.
باكراً رحـل، وخسرت النهضة رفيقاً مملوءاً بالمناقب، فواراً بالذكاء، دفـاقـاً بالحيوية ورائع الحضـور.
من نابية، البلدة المتنية، طلع، ليسطع في الحزب، ليس فقط في كلية العلوم – الجامعة اللبنانية، وقد كان من أبرز الرفقاء فيها، ومن أوائل الذين كان لهم اليد الطولى في تنظيم العمل الحزبي الطالبي في مرحلة الملاحقات قبل العفو عام 1969، إنما في المجالات حيث تسنّى له تولّي المسؤولية الحزبية فيها، فكان مديراً، وناظراً للاذاعة، ومنفذاً عاماً في منفذية الطلبة كما في منفذية المتن الشمالي، ومفتشاً في عمدة الداخلية.
كان إدارياً، ومذيعاً باهراً، ومحدثاً لبقاً، تمتع بذاكرة مذهلة، حيث تعدّدت مواهبه ومزاياه، فبرع في إنجاز مهماته، وأعطي المسؤولية التي تولاها عقله وقلبه ووجدانه وحيويته، فنجح ونجحت أعماله.
محب، ضحوك، مناقبي، اطمئن إليه من صادقه واستمر في محبّته كلّ من تجادل معه في رأي او قناعة.
لم يكن يخاصم ولو قسا. وما حقد حتى لو أخطأت في حقه. وما وقف عند نقيصة في أحد بل عالج وصحّح، وأمسك باليد سائراً مع رفيقه وصديقه نحو الأعلى.
لو استمرّ حياً، لكان ذا شأن عظيم، ولكانت «نابية» تحضنه بنهضة الإيمان القومي الاجتماعي، كما كانت يوم انتمى والده الرفيق ميشال الخوري سالم، ولكان المتن الشمالي فرحاً بأبن يندر ان نجد مثله في كلّ حين.
نذكره اليوم، وقد فارقت والدته مؤخراً. تلك التي مشت مع زوجها أيام الحزب الأولى، ومعه ربت عائلة قومية اجتماعية، أبناء وأحفاد.
الرفيق يوسف سالم: تبقى في الذاكرة، كأحلى ما يكون القومي الاجتماعي، نذكرك والحزن كبير، لأننا خسرنا برحيلك رفيقاً من النوعية التي تفرح، وتشع، وتسمو فوق كل صغيرة.

‬ سيرة ذاتية
*ولد في نابية 1/01/1947.
*والده الرفيق ميشال خوري سالم،
*دخل الى الجامعة اللبنانية – كلية العلوم في العام الدراسي 1966-1967.
*شارك في المؤتمر القومي الاجتماعي العام 1970.
*تولى المسؤوليات الحزبية التالية:
ـ مدير مديرية في الجامعة اللبنانية.
ـ منفذ عام الطلبة الثانويين.
ـ منفذ عام الطلبة الجامعيين.
ـ مفتش في عمدة الداخلية.
*كان له الأثر الفعال في انضمام العديد من المواطنين الطلبة الجامعيين الى الحزب.
*توفي في 5/02/1973 اثر مرض، واقيم له مأتم حزبي حاشد في بلدته «نابية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى