فرادة قائد الفداء القوميّ
*إن استمرار هذا الصراع على مر العقود يعكس صراعًا عميقًا دفاعاً عن الهوية والأرض والوجود. وفي وجه هذا التحدّي، كانت عقيدة أنطون سعاده واضحة، والتي بتمسّكنا بها سنحقق غايته، ونرسم مستقبلاً أفضل لأجيالنا المقبلة.
كمال شموط*
*منفذ عام راشيا
بمناسبة يوم الفداء – استشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده، نتوقف عند تضحيته العظيمة، هذه التضحية المعمّدة بدمائه الزكية والتي ستظل دافعاً لعزمنا وإصرارنا على تحقيق وحدة شعبنا ونهضة بلادنا وارتقاء مجتمعنا بوقفات العز وقيم الحق والخير والجمال.
آمن شهيد الثامن من تموز بأنّ من واجبنا جميعًا كسوريين أن نعمل معًا من أجل مستقبل مشرق لأمتنا، يزداد تألقاً، كلما زادت قوتنا وقدرتنا على تحقيق النجاح والتقدّم.
انبرى سعاده لمواجهة الويل الذي يتهدّد وجود أمتنا ومستقبل أبنائها، فأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، حركة نهضة وصراع، تحمل لواء الحق والحرية، في معركة المصير القوميّ دفاعاً عن وجودنا وهويتنا وحضارتنا ومستقبلنا. ومثلما وقف سعاده وقفة عز متحدياً القتلة والمجرمين الذين اغتالوه فجر الثامن من تموز، كان قد تحدّى قوى الاستعمار معلناً التصدي لمشاريعها التفتيتية والتقسيمية، ومواجهة الخطر اليهودي الوجودي وكل الأخطار المحدقة ببلادنا.
هذا كله يعكس رؤية أنطون سعاده وإيمانه العميق بأهميّة الوحدة والتضامن كأساس للنهوض بوطنه وحمايته من كل الاستهدافات، والتي على رأسها الخطر اليهودي.
فالصراع مع هذا العدو لم يتخذ يوماً شكل صراع الحدود، لأنه صراع وجودي بكل تفاصيله المبنية على فهم عميق للتحديات التي تواجه شعبنا وبلادنا.
إن استمرار هذا الصراع على مر العقود يعكس صراعًا عميقًا دفاعاً عن الهوية والأرض والوجود. وفي وجه هذا التحدّي، كانت عقيدة أنطون سعاده واضحة، والتي بتمسّكنا بها سنحقق غايته، ونرسم مستقبلاً أفضل لأجيالنا المقبلة.
في يوم الفداء والوفاء، ذكرى استشهاد سعاده، نجدّد العهد والوعد، أن نستمرّ على طريق الفداء عزاً وبطولة، صراعاً ومقاومة، وبألا نحيد عن إيماننا الراسخ بحزبنا وعقيدتنا، بل نزداد رسوخاً وثباتاً حتى بلوغ الانتصار.