مقالات وآراء

الحزب الأغنى بالشهداء

الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الضامن لفكر سعاده العظيم والذي يكفل سيادتنا على أرضنا، ويضمن وجودنا القوميّ.

‭‬ محمد غدار*‬
*منفذ عام منفذية صيدا الزهراني

الثامن من تموز من العام 1949هو يوم الفداء القومي الذي يشع نوراً على امتداد المدى. إنه شرارة الثورة والبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة في سبيل نهوض شعبنا من حالة الضعف والتململ، توصلاً إلى استعادة الوعي المفقود
الثامن من تموز هو الردّ الأدقّ على المخططات اليهودية التي استهدفت فلسطين وكل الأراضي المغتصبة، وهو صانع التاريخ لمجد سورية وعزها.
إنّ رمل بيروت الشاهد على جريمة النظام الفاسد والمتآمر مع يهود الخارج، فضح التخطيط لاغتيال سعاده الذي باعتقادهم أن تنفيذه سيقضي على نهضة الأمة السورية إلى الأبد. ولكن حساباتهم باءت بالفشل لأن دماء سعاده في ذلك اليوم تدفقت في أوردتنا فداء، فبات الحزب منذ التأسيس وحتى يومنا هذا من أغنى الأحزاب بالشهداء الذين أكدوا أن الموت من أجل الأمة السورية هو الوجه الآخر للحياة عندنا لا بل هو طريقها.
إن ثورة تموز هي النهج المعاكس لنهج اليهود المغتصبين ولدعاة الانعزال في التعاطي مع أصول الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولمفهومنا للمسألة الفلسطينية على أنها أمر لبناني في الصميم كما هي أمر شامي في الصميم.
فاليوم نسمع دعوات مشبوهة ترمي إلى الحياد والتنصّل من أعباء المواجهة القومية والخضوع لمفاعيل سايكس بيكو. لقد أدرك الزعيم مبكراً ومنذ تأسيسه الحزب عام 1932 وبرؤية ثاقبة ومستشرفة حقيقة علمية وتاريخية بأن وحدة الأمة السورية هي طريق النصر الأوحد. وما وحدة الساحات التي نشهدها اليوم إلا الدليل الساطع على الوعي القومي الذي يعتبر أن معركة فلسطين هي معركة الأمة كلها، وأن القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره. وأن المقاومة الباسلة في غزة ولبنان والعراق بوجه المحتل هي السبيل الوحيد لاستعادة ما تمّ اغتصابه. ولن تثنيها المجازر وعمليات الإبادة الجماعية أو الحصار والتجويع لشعبنا المقاوم وصموده المنطلق منذ تسعة أشهر بانطلاقة عملية طوفان الأقصى.
فنتيجة هذا الصمود الاستثنائيّ في غزة وفي جبهات الإسناد وخاصة المقاومة في لبنان، باتت واضحة في اهتزاز كيان العدو اليهودي المغتصب، بالرغم من دعم الولايات المتحدة الأميركية المطلق مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والغرب إضافة للأنظمة العربية المطبّعة.
إن هذا العناق للسلاح القومي الذي يخوض اليوم معركة التحرير دون هوادة هو امتداد لثورة الثامن من تموز، وإن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الضامن لفكر سعاده العظيم والذي يكفل سيادتنا على أرضنا، ويضمن وجودنا القوميّ. ونؤكد بقسمنا لأنطون سعاده في ذكرى استشهاده في الثامن من تموز أننا سنظل في ساحة الصراع لتحي سورية وليحي سعاده.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى