سعاده رسّخ فكرة المقاومة خياراً وحيداً في المواجهة المصيرية
إذا تخلّصت السياسة اللبنانية من أنطون سعاده جسداً فإنّ فكره النيّر يبقى الموجّه الأهمّ نحو القومية السورية التي تسعى إلى تعزيز وجود وطن لا ينطلق من المنافع الشخصية والسياسية، بل من الإيمان الراسخ بالهوية
الياس حنا*
* وزير سابق
أنطون سعاده قيادة فكرية رائدة تكبر مع الزمن وتتخطّى حدود الدول، وتدعو إلى وحدة الشعب وتصرّ على الصراع الوجوديّ مع العدو اليهودي وليس الإسرائيلي حصراً.
فالقوميّة السوريّة هي قوميّة جامعة لا تتأثر بالتقسيمات الحدودية ولا بالمصالح السياسية الضيقة التي تهمّها المراكز وإشباع المطامح الشخصيّة.
ويُسعدُني أن أكون من بلدة جون في إقليم الخروب حيث كانت النخبة من الشباب منخرطة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وخاصة من هاجر منهم إلى البلدان المجاورة للبنان. وإنني أفتخر بأن يكون صديقي ونسيبي المرحوم ميشال نبعة داعية مهماً للقومية السورية وفقا لمفاهيم أنطون سعاده، إلى أن أصبح ميشال نبعة رئيساً لمجلس العمُد في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن أهمّ المناضلين في سبيل نشر فكره ومبادئه.
وإذا كانت السياسة اللبنانية قد وجدت طريقة للتخلّص من أنطون سعاده والقضاء عليه جسداً، فإنّ فكره النيّر يبقى الموجّه الأهمّ نحو القومية السورية التي تسعى إلى تعزيز وجود وطن لا ينطلق من المنافع الشخصية والسياسية، بل من الإيمان الراسخ بالهوية التي لا يمكن تجهيلها أو إسقاطها لأنها مبنية على فكر قومي صحيح يتجاوز السياسة الضيقة إلى طريق هذا الفكر القومي السوري الدائم الوجود والساعي إلى تحقيق أهدافه السامية.
نؤكد على أهمية دعوة شهيد الثامن من تموز إلى وحدة شعبه وبلاده بوجه مفاعيل التجزئة، وعلى صحة قراره باعتبار أنّ الصراع مع العدو هو صراع وجودي. لذلك كان رائداً ومرسّخاً لفكرة المقاومة لأنها تمثل الخيار الوحيد في هذه المواجهة المصيرية.