أخيرة

دبوس

الغضب الساطع آتٍ

لا يمضي يوم واحد من دون ان يقوم أحد الذين تبوّأوا مراكز رفيعة في قيادة الكيان، سواء السياسية او العسكرية، بالتحذير من انّ توسّع الصراع وتحوّله إلى حرب شاملة، يحمل في طياته تهديداً وجودياً ماحقاً ضدّ العدو، والحقيقة التي تنطلق منها تصريحات هؤلاء المطّلعين على بواطن الأمور…
انّ القيادة الحالية المتمثلة بنتنياهو ومجموعة الحمقى الذين يحيطون به لا تتمتع بالكفاءة المطلوبة لإدارة صراع كهذا، وهي قد ارتكبت، ولمّا يبدأ الصراع الشامل بعد، مجموعة من الأخطاء على مستوى الاستراتيجية العليا كفيلةً بإلحاق الهزيمة بأيّ جيش في العالم، أوّلها، استمرار الصراع لتسعة أشهر لجيش بُنيَ منذ نشأة الكيان على خوض حروب قصيرة، ولا يمكنه لعدة أسباب، على رأسها عدم مقدرة هذا الكيان على الاستدعاء الطويل زمنياً للاحتياط، ثانيها، التورّط في حرب مع تنظيمات تخوض حرب العصابات، وليست جيوشاً نظامية، وهي تحظى دائماً بحاضنات شعبية تؤيدها بالمطلق، ثالثها، القتال في وقت واحد على أكثر من جبهة، مما يشتت قدرات الجيش، ويجعله غير قادر على تلبية متطلبات كلّ الجبهات، ويجعله في حالة استنزاف غير قابل للتعويض، وبدون احتياط استراتيجي،
الطامة الكبرى التي تنتظر هذا الكيان، هي الاندلاع الشامل للحرب، سيكون وضع هذا الكيان في حالة إطلاق آلاف الصواريخ والمسيّرات يومياً عليه، كوضع الملاكم الذي يتلقّى سيلاً من اللكمات من خصمه في منطقة الرأس، مما يضطرّه إلى محاولة حماية رأسه بكِلتي يديه، فيترك بقية جسده وقفصه الصدري مكشوفاً لخصمه الذي سيقوم بتحطيم وتهشيم عظامه والمنطقة الصدرية والبطنية بلا رحمة،
وبالتفسير العملي لهذا السيناريو، سيتدفق مجاهدونا من البحر ومن البر ومن السماء ومن الأنفاق بمئات الآلاف، الى داخل الكيان عميقاً، خلال القصف الصاروخي وبالطائرات المُسيّرة بكثافة هائلة، وليس هنالك من ضرورة لشرح بقية المشهد، لأن هذا الكيان الساقط، سينهار الى كتلة من الركام، فور تدفق مجاهدينا وانطلاقهم خلال التواجد البشري المنهار نفسياً، ولن يكون أمامنا بعد ذلك إلا إيجاد المناطق التي ستحتجز فيها تلكم القطعان، للقصاص ولإحقاق العدل.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى