يومَ تجسّدَ الفداء
عبير حمدان
إنه تموز بما يختزن من عزّ وكرامة، تموز المشّع بمواقف المجد الخالدة والأرض تشهد على ذلك، تموز الذي احترف النصر منذ عقود ولم يزل يعيد سرد التاريخ الذي أسس للحاضر..
خمسة وسبعون عاماً على استشهاد أنطون سعاده ولم يزل حاضراً في عيون الأجيال التي وعيت تعاليمه وحفظت أقواله وسارت على نهجه بإيمان راسخ أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وبأنه الدماء التي تروي ثرى بلادنا تنبت مواسم نصر وجمال وخير، رغم كل ما يحيط بنا من ويلات.
هي الدماء التي هزمت القتلة منذ تلك الليلة التموزية وفاضت الروح لتتشكّل رايات خفاقة وزوابع قادرة على تصويب البوصلة حيث يجب أن تكون… هي الدماء التي حددت هيئة العدو وأتباعه وكتبت تاريخ الأمة السورية القومية الاجتماعية بحضارتها الأقوى من المستعمر وسياسته التقسيمية.
هنا في ضهور الشوير اختصرت قبضات النسور الزمن وأشرقت الشمس من عيون الأشبال وحضرت الوفود لتقرأ من معين فكر الشهيد أبجدية المقاومة ومفهوم الوعي المبكر للخطر الذي تربّص بالهوية…
هنا في ضهور الشوير كان الزعيم حاضراً ومُصغياً إلى الكلمات التي خاطبت الحضور الهائل عن مفاهيم الانتماء إلى هذه الأرض المعطاء، وعن فكر وقّاد لا تحدُّه حواجز زرعها الاستعمار بين كيانات الأمة، وعن قضية آمن بها وارتقى في سبيلها إلى أعلى مراتب المجد..
في ضهور الشوير تجسّد الفداء في يوم الفداء، وأطلّ وجه سعاده على الزمن من عرزال حدّد البوصلة نحو فلسطين وكل شبر محتل من بلادنا…