الوطن

نصر الله للعدو: لن تبقى لكم دبابات إذا جاءت إلى لبنان والتمادي باستهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى استهداف مستعمراتٍ جديدة

سنعيد تشييد قرانا الأماميّة أجمل ممّا كانت

الجهّة التي ‏تفاوض حول مستقبل الجنوب هي الدولة

 

جدّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله التأكيد أنّ الجبهة اللبنانيّة كما جبهات المساندة الأخرى لن تتوقف ما دام العدوان مستمرّاً على قطاع غزّة» وتوعد العدوّ بالقول «إذا جاءت دباباتكم إلى ‏لبنان وإلى جنوب لبنان لن تعانوا من نقصٍ في الدبابات لأنّه لن تبقى لكم دبابات»، ‏معلناً أنّ تمادي العدوّ باستهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى استهداف مستعمرات جديدة ‏لم تستهدف في السابق.
كلام السيّد نصرالله جاء خلال كلمةٍ له في ختام مسيرة عاشورائيّة أول من أمس في الضاحية الجنوبيّة لبيروت وجدّد فيها التأكيد «أنّ المقاومة الإسلاميّة فتحت جبهة الإسناد لمعركة طوفان الأقصى، انتصاراً للشعب الفلسطينيّ المظلوم في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة».
وأشار إلى أنّه «لأول مرّة في تاريخه يعيش الكيان الصهيوني أسوأ حالاته وأيّامه، وعلى ‏‏كلّ صعيد، كما يعترف قادته السياسيّون والعسكريّون» وقال «لأول مرة تبدو إسرائيل عاجزة بعد 10 أشهر ‏‏من القتال عن تحقيق أهدافها وتغطّي فشلها بارتكاب المجازر البشعة بحقّ المدنيين في ‏‏غزّة من النساء والأطفال والدمار الهائل في المباني».
وأضاف «‏في الجبهة اليمنيّة استطاعت اليمن وأهلها الشرفاء أن تمنع السفن من عبور البحر الأحمر إلى فلسطين ‏المحتلّة، وأن تفرض ‏الحصار على ميناء إيلات، وبالأمس وبشكل رسميّ يعترف المسؤولون في ميناء ‏إيلات بأنّ الميناء أفلس، وأنّه ‏لم يستقبل خلال الأشهر الماضية إلاّ سفينة واحدة، وجعلت مقاومة اليمن أسعار ‏الشحن البحريّ إلى الكيان ‏الغاصب، تشهد ارتفاعاً متواصلاً وصل قبل أشهر إلى نسبة 200 % و300 % ‏وهذا له انعكاساتٌ كبيرةٌ ‏وخطيرةٌ ومهمّةٌ على اقتصاد الكيان وعلى غلاء الأسعار فيه».
وتابع «إنّ كلّ محاولات ‏الكيان إخفاء خسائره البشريّة والماديّة وخصوصاً ما يتعلّق ‏بجيشه، سواء في قطاع غزّة أو في ‏الضفّة أو في جبهة جنوب لبنان بدأ يظهر تباعاً أيضاً في الأيّام القليلة ‏الماضية هنا إضافتان، الإضافة ‏الأولى ما صدر عن شعبة التأهيل في الوزارات المختصة وما أعلنه أيضاً، ‏يعني هذا الإعلان أكثر من جهة ‏ولكن جاء الإعلان أيضاً على لسان رئيس حكومة العدوّ السابق ‏لابيد، وهنا لا نتحدث عن ‏وسائل إعلام العدوّ أو مصادر صحفيّة، هذا رئيس حزب كبير وكتلة كبيرة في ‏الكنيست، وهو يستند فيما ‏أعلن إلى الاحصائيّات الرسميّة، هو لا يتحدث عن مجموع عدد الجرحى، كلّ من ‏أصيب بالجراح، ‏كلاّ، هو يتحدث عن الذين أصيبوا وخرجوا نهائيّاً من الخدمة، كم كان الإسرائيليّ يقول ‏قبل ذلك أنّه 2000 ‏و3000 و1500 و1700، الاعتراف الرسمي هؤلاء الذين خرجوا كليّاً من الخدمة، ‏أمّا عدد الذين أصيبوا ‏بالجراح وكثير منهم قد لا يكون قد خرج من الخدمة بالآلاف، 9254 فرداً بين ضابط ‏وجنديّ، بينهم 3000 ‏بترت أطرافهم، يعني يد أو رجل أو اليدين أو الرجلين أو ما شاكل، 650 شلل ‏يعيشون على الكرسيّ ‏النقّال، 185 العمى الكامل، ألاف عدّة صدمات نفسيّة حادة وخطيرة، وهذا يؤكد ‏صحة ما نقلته بعض وسائل ‏الاعلام الإسرائيليّة في الأشهر الأولى تعليقاً على الإعلانات الرسميّة للجيش ‏وللمتحدّث الرسميّ باسم ‏الجيش المعروف بالكذّاب في إسرائيل، عندما قالت إنّ الأعداد هي 3 أضعاف ‏وأربعة أضعاف، اليوم يظهر ‏هذا بشكل رسميّ للعلن، طبعاً بعض الفضائيّات العربيّة ‏لن تتحدّث عن هذه الأرقام».
وأردف «من جهّةٍ أخرى، اعترف الجيش الإسرائيليّ للمرّة الأولى، أنّه ‏كما يعاني من نقص في المقاتلين والقادة الذين أصيبوا أو قتلوا في المعارك، أنّه يعاني من نقص في الدبابات ‏بسبب تضرّرها في جبهات القتال في قطاع غزّة والشمال وخروجها من الخدمة وعدم إمكان استعمالها في الميدان ثانيةً أو حتّى في التدريب، إضافةً ‏إلى نقصٍ الذخيرة، وأنّ كمية الدبابات المتوافرة حاليّاً ليست كافية للمجهود الحربيّ – ويريدون أن يشنوا ‏حرباً على لبنان! – ليست كافية للمجهود الحربيّ الحاليّ في غزّة وفي جبهة الشمال، وليست كافية للتدريب، ‏وأنّ المتوافر حاليّاً لا يلبي احتياجات الحرب. وأنا أضيف وأعلّق على هذا، أيضاً إذا جاءت دباباتكم إلى ‏لبنان وإلى جنوب لبنان لن تعانوا من نقصٍ في الدبابات لأنّه لن تبقى لكم دبابات». ‏
وأكّد أنّ أميركا تتحمّل مسؤوليّة كاملة عن الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدوّ الإسرائيليّ من خلال الدعم ‏السياسيّ والمعنويّ والماديّ والعسكريّ الكامل ومن خلال تزويد العدوّ بالسلاح والقنابل والصواريخ ‏والأطنان المتفجّرة».‏
ودعا إلى «تضامن الأمّة والأحرار والشرفاء في العالم مع غزّة وأهلها ومقاومتها، ومن لم يفعل ‏شيئاً حتّى الآن يمكنه أن يتدارك لأنّ المعركة ما زالت قائمة». كما دعا الشعبّ الفلسطينيّ «ألاّ يصغي إلى تلك الأصوات القبيحة التي تحاول أن تطعن في ظهر المقاومة ‏وأن تحمّل المقاومة مسؤوليّة هذه المعركة»، مشيراً إلى أنّه «لم يترك للمقاومة خيارٌ بعد أن جرّب الشعب الفلسطينيّ ‏كلّ الخيارات»، مضيفاً «الشعب الفلسطينيّ، بكلّ حركاته وفصائله المقاومة وبكلّ أحزابه وقواه السياسيّة ‏والشعبيّة، مدعو إلى التوحّد اليوم في معركة المقاومة التي تصنع مصير فلسطين، بل مصير المنطقة بأكملها، ‏بل مصير الأمّة».
وأكّد «مواصلة جبهات الإسناد لجهادها وقتالها وعملها وهذا ما يعلنه إخواننا دائماً في اليمن وإخواننا دائماً ‏في المقاومة الإسلاميّة في العراق». ‏
أمّا في ما يتعلّق بالجبهة اللبنانيّة، فأكّد أنّها ‏»لن تتوقف ما دام العدوان مستمراً على قطاع غزّة وأهلها ومقاومتها بأشكاله المختلفة، وأنّ التهديد ‏بالحرب لم يخفنا منذ عشرة أشهر عندما كانت إسرائيل في عزّ قوّتها كما يقال، عندما كانت إسرائيل لا ‏تعاني لا من نقص في القادة ولا من نقص في الجنود ولا من نقص في الدبابات ولا من نقص في الذخيرة، ‏على مدى عشرة أشهر هدّدنا وهوّل علينا بالحرب ولم نتردّد ولم نتراجع ولم نتوقف، واليوم نعيد ونؤكّد في ‏يوم العاشر أنّ جبهة إسنادنا ستستمرّ ما دام العدوان مستمرّاً على غزّة ولن نتوقف على الإطلاق». ‏
وأشار إلى «تمادي العدوّ باستهداف المدنيين في الأيّام القليلة الماضية»، معلناً أنّ هذا التمادي سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة ‏لم يتم استهدافها في السابق. ‏
وقال «في حال توقف العدوان وستأتي الوفود المفاوضة لتفاوض على مستقبل الجنوب. أولاً، الجهة التي ‏تفاوض باسم لبنان هي الدولة اللبنانيّة، وأبلغنا كلّ من اتصل بنا أنّ الجهة المعنيّة بالتفاوض وبإعطاء ‏الأجوبة هي الدولة اللبنانيّة»‏، موضحاً «أنّ كلّ ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبيّة هو غير صحيح، لم يتم حتّى الآن أي ‏اتفاق، هناك مسودات، هناك أفكار، هناك طروحات، هذا متروكٌ للوقت».‏
وأكّد «أنّ مستقبل الوضع في الجنوب سيتقرّر على ضوء نتائج هذه المعركة التي ستنتصر فيها جبهات المقاومة»، مضيفاً «أيّاً يكن الدعم الذي ستقدّمه الدولة اللبنانية ‏لأهلنا في القرى في الجنوب وخصوصاً في القرى الأماميّة، نؤكّد لأهلنا الذين هدّمت بيوتهم بالكامل أو ‏بشكل جزئيّ، نحن سنعمل وإيّاكم يداً بيد وكتفاً بكتف وبكلّ وضوح نحن نطلق هذا الوعد، كما أطلقناه في ‏السابق، سنعيد إعمار بيوتنا ومنازلنا، سنشيّد قرانا الأماميّة كما كانت وأجمل ممّا كانت، لأنّ كل قرانا ‏الأماميّة هي رمز شرفنا وكرامتنا ومقاومتنا وصمودنا».
ووجّه التحيّة إلى «البيئة الشريفة الصابرة، المؤمنة، الواعية، ‏ذات البصيرة والعزم التي تستند إليها المقاومة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى