دبوس
قرار اتُّخذ بأثر رجعي منذ عقود ثلاثة
هذا القرار الذي اتخذه الكنيست «الإسرائيلي» بأغلبية ساحقة، كان متّخذاً منذ أجيال، وما المفاوضات الماراثونية التي خاضها «دعبس» على مدى عقود ثلاثة، إلّا تمويه وتغطيةً لهذا القرار المتّخذ، وإعطاء المجال للكيان لبسط سيطرته المطلقة على الضفة من خلال الاستيطان، والذي قامت سلطة العار بالتطنيش عليه لمنافع شخصية كانت تحصل عليها!
لقد أضحت الحقيقة مدوّيةً مجلجلةً بالنسبة لمحور المقاومة، بأنّ مسار القوة المسلحة والمقاومة بلا هوادة هو المسار الوحيد، والذي لا بديل له لاستخلاص الأرض والمقدسات والحقوق، وانّ هذا الكيان لن يُزال إلّا بالإزالة العنيفة المروّعة.
الويلات المتحدة الأميركية تقول، إذا كان ما أقرّه الكنيست «الإسرائيلي» بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية صحيحاً، فإنّ تلك هي أخبار غير سعيدة، أمّا الحكومة الفرنسية فقد أعربت عن استيائها من هذا القرار، دعونا ننتظر ونرى ماذا سيفعل هذا الاستياء لنا، وهل سيعيد الشعب الفلسطيني الى دياره؟ مسخرة… أما غوتيريش، فإنه يأسف لهذا القرار، ويرى أنه لا يساعد على إحلال السلام في «الشرق الأوسط»، دول الانبطاح العربي لم نسمع لها لا استنكار، ولا تنديد، وهو أقصى ما تستطيعه، فقط لرفع العتب، بالنسبة لهم، كله ماشي، طالما انّ عجائزهم ما زالت ملتصقة بكراسي الحكم، وهم لا يكادون يدركون أنّ الأمور إنْ آلت لهذا الكيان البائد، لا سمح الله، وتمكّن من الإمساك بفلسطين بكلّيّتها، وألغى الوجود الفلسطيني، فستكون الخطوة التي تلي ذلك هي تعليقهم من خصيّهم في الساحات العامة، لأنهم لا يشكلون بعد ذلك أية قيمة بالنسبة لهذا الكيان، وسيصبح مصيرهم كمصير «دعبس»، فإذا كان الشعب الفلسطيني حيوانات بشرية بالنسبة لهؤلاء الصهاينة، فإنّ أوغاد العرب المبطوحين لن يكونوا أكثر من قاذورات بشرية لا تشكل أية فائدة لهم، كانت لهم ضرورة لردف المشروع الصهيوني، أما بعد التخلص من العقبة الكأداء المتمثلة بالفلسطينيين، فستصبح فائدتهم صفرية، وسيُلقى بهم إلى حاويات القمامة من دون الأسف على وجودهم من عدمه.
سميح التايه