ثقافة وفنون

جمعية هلا صور الثقافية تفتح معرض منتوجات وصور «معتقل أنصار» برعاية النائب علي خريس وحضور «القومي»

افتتح معرض منتوجات وصور «معتقل أنصار» برعاية وحضور عضو كتلة المقاومة والتحرير في مجلس النواب اللبناني النائب علي خريس بدعوة من جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية وتجمّع معتقلي أنصار، وذلك في مركز باسل الأسد الثقافي في صور .
حضر الافتتاح وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضم كلاً من ناموس المجلس الأعلى الأمين المحامي سماح مهدي وناموس هيئة منح رتبة الأمانة الأمين عباس فاخوري ومنفذ عام صور الرفيق علي فياض وأعضاء من هيئة المنفذيّة وعدد من الرفقاء. كما حضرت وفود من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وحركة الجهاد الإسلامي وحركة أمل وحزب الله.
وشارك في الافتتاح الأستاذ غسان أبو جهجة والإعلامية وفاء بيضون والشاعرة زينب دياب والأستاذة سوسن كعوش والأستاذ سعدالله شميساني والدكتور عاصم سعد والمهندس سمير الحسيني رئيس المركز الحضاري، وعدد من الإعلاميين.
افتتح المعرض بتقديم من الأديبة نورهان اللبن التي رحبت بالحضور وأشادت بصمود الأسرى وتضحياتهم.

سعيد

وكانت كلمة لرئيس جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية الدكتور عماد سعيد رحب فيها براعي الحفل النائب علي خريس، وشكر مديرة مركز باسل الأسد السيدة أمل كردي ومدير شركة ليدر للإعلان محمد شحادة وتجمع معتقلي أنصار والحزب السوري القومي الاجتماعي وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وحركة الجهاد الإسلامي وحزب الله وحركة أمل والحضور الكريم.

مهدي: مسؤوليتنا كبرى في الانتصار لأسرانا الذين ضحّوا بسني أعمارهم ذوداً عن كل الأمة

وألقى كلمة الأسرى والمعتقلين ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين سماح مهدي بالنيابة عن الأمين – الأسير المحرر نديم العريضي، فقال: «نلتقي في صور – قاهرة كل غازٍ من جيش الإسكندر إلى جيش يهوه. في صور التي أبت أن يقتصر شعاع نورها على محيطها، فحمّلت ابنتها إليسار مشعل الحضارة لتؤسس به قرطاج».
وأضاف: «لا نذيع سراً إذا ما قلنا إن الأمم الحية تزرع في نفوس أبنائها توقاً دائماً إلى الحرية، ورغبة مستمرة في الصراع من أجل خير بلادها وانتصارها.
وأمتنا بكونها أمة هادية لكل الأمم، أنشأت أجيالها وربتها على أنّ الحرية قد تكون حملاً ثقيلاً، لكنه حمل لا يضطلع به إلا ذوو النفوس العظيمة.
فعلى الرغم من تجاوز عدد الأسرى الذين زُجّوا في معتقلات كيان عصابات الاحتلال عتبة المليون أسير، وذلك منذ نشأة الكيان الغاصب – احتلالاً – على أرضنا في فلسطين وحتى اليوم، إلا أن ذلك لم يمنع الشهيد عاطف الدنف من قيادة عملية التحرير الكبرى من معتقل أنصار في العام 1983. كما لم يحل دون الانتفاضة البطولية التي حصلت في معتقل الخيام عام 1989، والتي نتج عنها استشهاد الأسيرين إبراهيم أبو عزة وبلال السلمان بعد قمعها بالغاز السام من قبل العميلين الخائنين عامر الفاخوري وأنطون الحايك. وكانت هذه البطولات حافزاً لأبناء أمتنا ليتنزعوا حريتهم من معتقل جلبوع عام 2021 في عملية نفق الحرية».
وتابع: «نبخس أسرانا الأبطال حقهم إذا لم نؤكد على أنهم بجهادهم وصمودهم وتضحياتهم يشكلون عصباً أساساً في حرب الوجود التي تخوضُها أمتنا في مواجهة الكيان الغاصب، خاصة خلال المعركة الأخيرة – ملحمة طوفان الأقصى، التي ومنذ انطلاقتها في السابع من تشرين الأول عام 2023، تم أسر 9720 فلسطينياً معروفين بالاسم. وهذا العدد لا يشمل الأسرى من أهلنا في قطاع غزة الذين يتكتم العدو عنهم تكتماً غير مسبوق.
من ضمن هذا العدد (330) ماجدة، (675) شبلاً، و(89) صحافياً.
وبلغت أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من (7500) أمر ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد».
وقال: «استشهد في معتقلات الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول الماضي (18) أسيراً تم الإعلان عنهم، بقيت الجثامين الطاهرة لستة عشر منهم في الأسر، تضاف إليها جثامين 11 أسيراً تعود إلى ما قبل طوفان الأقصى.
وهناك معلومات غير رسمية تتحدث عن أن معتقل سديه تيمان يحوي الآن 1200 جثمان طاهر لأسرى غير معلن عنهم».
وتابع: «تعلم كل الدنيا أن مجرمي الاحتلال – ساسة وأفراداً – يتفاخرون بإيغالهم في سحق كل حق إنساني وطبيعي وقانوني لأسرانا. وهذا غيض من فيض:
إذ يحرم المحتل رفقاءنا وإخوتنا الأسرى من الطعام، فلا يسلمهم إلا كميات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع، وتمتاز برداءتها.
وهو يكدّس في الزنزانة ذات المساحة الصغيرة ما لا يقلّ عن عشرة أسرى، مما يحول دون حصولهم على المساحة الكافية للنوم والحركة.
يمتنع السجانون عن تقديم الرعاية الصحية للأسرى بصورة لا يمكن وصفها إلا بسياسة القتل البطيء المتعمد، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء العديد من الأسرى شهداء. فيما ظهرت أعراض المرض على أجساد الأسرى، والغالبية العظمى منهم لا يستطيعون النوم بسبب الأوجاع والآلام، وانتشار الجروح والتقرحات، وتفاقم المرض وخطورته في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ومن يطلب العلاج يتعرّض للضرب والإهانة والعزل من قبل السجانين دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية.
يتعمّد الاحتلال قطع الكهرباء معظم ساعات اليوم عن الزنانين. كما ويحرص على منع إدخال مواد التنظيف إليها لعدة أيام، مما أدى إلى انتشار الحشرات والأمراض الجلدية بين الأسرى في ظل تزويدهم بمياه الخدمة لمدة ساعة واحدة فقط يومياً.
كما يخصّص الغاصب لكل زنزانة أنبوب معجون أسنان واحد شهرياً، وفرشاة أسنان واحدة فقط، ومقدار كأس واحد لا غير من سائل الاستحمام.
فضلاً عن ذلك، فإن كل أسير لا يحوز إلا الملابس التي يرتديها. وهو لا ينام إلا على فرشة رقيقة تكاد تجعل جسده المنهك يلامس أرض الزنزانة التي لا يغادرها إلا ساعة من النهار.
أما بخصوص التعذيب الجسدي والنفسي، ومنع زيارات الأهل والمحامين وبعثات الصليب الأحمر الدولي، فحدث ولا حرج».
وأضاف: «على الرغم من هذا السيل الذي لا يتوقف من الانتهاكات، إلا أن إيمان وإرادة أسرانا الصناديد يدفعانهم إلى مزيد من التشبّث بخيار المقاومة والثقة بأهلها الذين ما انفكوا يؤكدون في كلّ مناسبة على التزاماتهم لجهة تصفير سجون ومعتقلات العدو من كلّ الأسرى، الذين أثبت واقع الصراع أن الغالبية العظمى منهم يلتحقون مجدّداً بالعمل المقاوم بعد انتزاع حريتهم، فيتابعون الجهاد بهدف تحقيق التحرير والنصر، وإما نيلاً للشهادة. فيما النسبة البسيطة المتبقية تحول بينها وبين متابعة الجهاد ظروف صحية تسبب بها جلادهم».
وأكد: «أنه يظنّ مخطئاً عدد لا بأس به من الناس أن نشاطات كهذه لا تقدم ولا تؤخر في ملف الأسرى، لكن واقع الحال مغاير لذلك تماماً. فكلّ نشاطاتنا تصل أخبارها إلى الصامدين داخل معتقلات الاحتلال، فتشحذ هممهم ومعنوياتهم التي يعيدون تصديرها إلينا، كما حصل عندما أًصدر ما يسمّى بقاضي الاحتلال قراره بسجن الأسير ماهر الهشلمون مدة مئتي سنة، انفجر الأسير البطل ضاحكاً. فاستغرب القاضي قائلاً: أوَتضحك ومحكوم بالسجن لمئتي عام؟ فكان جواب المقاوم: وهل أنت مقتنع بأن احتلالك لأرضي سيبقى مئتي سنة؟».
وقال: «على كلّ واحد منا مسؤولية كبرى في الانتصار لأسرانا الذين ضحّوا بسني أعمارهم ذوداً عن كل الأمة. فلا يكفي الاتكال فقط على المقاومين الذين يؤدون واجبهم في ساحات القتال. ففي مقاطعتنا لكل الشركات الداعمة والمموّلة لكيان عصابات الاحتلال، دعم لصمود بواسلنا. وفي إقامتنا الدعاوى ضدّ المجرمين وملاحقتهم أينما ذهبوا، خطوة في الاتجاه الصحيح. وفي تقديمنا للإخبارات أمام المراجع القضائية بحق كل عميل ومطبع شدّ لعضد أبطالنا. وفي تسخيرنا كل الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي لخدمة ملف الأسرى وفاء لتضحياتهم».
وختم: «التحية لعميد الأسرى الرفيق يحيى سكاف، للرفيق جورج عبد الله، للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، للمناضل مروان البرغوثي، لأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وما تعدادهم إلا على سبيل الرمزية. فلكلّ أسير بطل مكانته وتقديره في وجدان كلّ مقاوم، لا بل في وجدان الأمة جمعاء».

خريس: لا نخشى المواجهة مع العدو الصهيوني الذي هو أعجز من أن يُقدم على اجتياح جزء من أرضنا

ثم تحدث راعي الحفل النائب علي خريس فوجّه تحية إكبار وإجلال إلى المقاومة وصمود غزة الذي يتواصل لعشرة شهور.
وقال: «لقد شاهدنا كيف هُزم جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت ضربات المقاومة. كما تناول تحرير قضاء صور في 29 نيسان من العام 1985، واستكمال التحرير في العام 2000».
وأشار: «إلى أن الجنوب الصامد تعلم من مدرسة عاشوراء، وأن العدو انسحب من الجنوب بفضل ضربات المقاومة وتضحية المقاومين وصمود المواطنين وليس بفضل القرارات الدولية».
وأكد: «أن العدو عندما انسحب من الجنوب قال إنه انسحب من الأرض التي تقتل محتليها وتطردهم».
وأضاف: «إننا لا نخشى المواجهة مع العدو الصهيوني الذي هو أعجز من أن يقدم على اجتياح جزء من أرضنا، طالما أن هناك مقاومة فاعلة موجودة متمثلة في حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، وكل من يقاوم الاحتلال».
ثم قصّ خريس والحضور شريط افتتاح المعرض وأعقبت ذلك جولة على اللوحات والصور والمنتجات والمعروضات.
كما تسلم الدكتور عماد سعيد درعاً تذكارية بعد المعرض من الأديبة نورهان اللبن حيث أشادت بالدكتور سعيد وكتابه «يوميات أسير في السجون والمعتقلات الصهيونية» وما قدّمه من خلال المعرض ، متمنية له المزيد من النجاح والتألق في مسيرته الثقافية والإعلامية والوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى