مقالات وآراء

صالح شبل وتكامل الأجيال

‭‬ معن بشور

كنت أسمع عنه لسنوات طويلة كواحد من أبرز رواد العمل القومي العربي والعمل الوطني الفلسطيني في سنوات ما بعد نكبة 1948..
وكان من الصعب ان يتردّد امامك اسماء كبار كجورج حبش ووديع حداد وهاني الهندي واحمد الخطيب وباسل الكبيسي الّا ويُذكر اسم صالح شبل كمؤسس وكمناضل ينتقل من قطر عربي الى آخر يفتح لحركته، حركة القوميين العرب، آفاقاً جديدة وينظم خلايا نضالية جديدة…
ورغم صداقتي المتينة مع شقيقه الاصغر زياد في الدراسة لم يتح لي فرصة اللقاء بصالح شبل الا لحظات في النادي الثقافي العربي الذي كنا نتردد اليه كطلاب يحملون الهم العربي في أواخر خمسينيات القرن الماضي..
وفي احد الأيام قبل سنوات رن الهاتف في منزلي وإذ بصوت هادئ يصلني: أخ معن… أنا صالح شبل هل عرفتني؟
فأجبته على الفور: هل من قومي عربي لا يعرف صالح شبل؟
ومنذ ذلك الحين استمرّ التواصل مع ذلك الفلسطيني العروبي الذي دخل التسعين من عمره وبقيَ مُصراً على أن يرى في مؤسسات الفكر والعمل القومي العربي من مؤتمرات ومنتديات وهيئات استمراراً لعمل بدأه روّاد ممن حملوا مشعل العروبة الحضارية المقاومة ..
وكم أذهلني هذا العطاء الهائل والمستمر لصالح شبل حيث كان يكتب يومياً رأيه ويتواصل في كلّ ساعة مع رفاق الدرب بل يسأل عن طريقة للاتصال بمن انقطعت أخباره…
وأن أنسى لا أنسى كلمة طالما ردّدها أمامي حين أستغرب اهتمامه بالأجيال الجديدة من العروبيين: «أخي معن تذكّر دائماً انّ العمل الوطني والقومي والنضالي عمل تراكمي… جيل يؤسّس وأجيال تكمل المسيرة… ومن لا يعرف أهمية التكامل لا يعرف طريق الانتصار…
عزاؤنا في رحيل صالح شبل انه لم يغمض عينيه الى الأبد إلّا وقد رأى ملحمة «طوفان الأقصى» في غزة وعموم فلسطين التي جعلت الأمل بالنصر أقرب رغم كلّ ما يواكبها من دماء ودمار…
رحمك الله أخي الحبيب والكبير صالح شبل وكلّ العزاء للعائلة الكريمة ولرفاق الدرب الكثر في فلسطين والوطن العربي من المحيط الى الخليج…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى