صالح لـ«الثبات»: عدم إقرار التشريعات الضرورية تعطيل لمصلحة اللبنانيين
رأى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح أن «ما يجري اليوم في لبنان هو تعطيل لمصالح الناس وعدم إقرار التشريعات الضرورية بدءاً من سلسلة الرتب والرواتب وذلك بتغليب المصالح السياسية على مصالح المواطنين».
وأشار صالح الى انّ «هناك إرادة داخلية ودولية بأن يبقى لبنان مستقرّاً وهذه الإرادة مستمرة حتى هذه اللحظة».
وأشار صالح الى أنّ «لبنان يعيش منذ أشهر حالة غير طبيعية والحكومة الحالية تمّ تشكيلها قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية لتشكل بديلاً يسدّ الفراغ، وجميع الأطراف كانوا يدركون عند تشكيلها أنّ موضوع انتخاب رئيس للجمهورية مستبعد في المرحلة الحالية لأسباب منها ما هو داخلي ومنها خارجي، وهذه الحكومة منذ تشكيلها حتى اليوم لم تتطرّق الى الملفات الرئيسية في البلاد لا الهموم المعيشية التي تساوي الأمن رغم انها تمكنت ان تنجز بعض الخطط الأمنية في عرسال والبقاع والشمال والآن الضاحية، لذلك عدم قيامها بهذا الدور عبارة عن عجز معيّن وعدم تفاهم على الملفات بين الأطراف نتيجة لحق الفيتو الذي يمتلكه كل وزير».
ولفت صالح الى ان «الحكومة الحالية هي التي تتولى صلاحيات الرئاسة، وفي ظل غياب رئيس الجمهورية فإنّ حكومة تصريف اعمال تسبّب مشكلة في البلد وتؤدّي الى شلل فعلي، لا سيما ان المجلس النيابي ايضاً معطل، مثلاً سلسلة الرتب والرواتب تهمّ جميع المواطنين في لبنان، فلماذا وضعها بحالة تجاذب بين القوى السياسية؟ ومن يضع عراقيل أمام إنجاز الموازنة والسلسلة هم فريق المستقبل وتحديداً الرئيس فؤاد السنيورة للحصول على براءة ذمة من الـ11 ملياراً وهذا الملف سيطاوله في كلّ حياته هو وفريقه السياسي، لذلك يريد أن يجري مقايضة، واعطائه براءة ذمة يعني أننا شرعنا كلّ الاختلاسات التي قام بها».
وأضاف: «حزبا الكتائب والقوات يضعان معادلة ان الذهاب الى التشريع يستدعي انتخاب رئيس جمهورية والزيارات التي قام بها وزير المالية علي حسن خليل الى رؤساء الكتل السياسية لتسهيل إقرار الموازنة وصلت الى حدّ موافقة تكتل التغيير والإصلاح على حضور الجلسات وإقرارها، معتبراً انّ هناك مزايدة في هذا الملف من الكتائب والقوات بأنهما يمثلان المسيحيين في ظل الفراغ الرئاسي، والعماد ميشال عون لن يسمح ان تتمّ المزايدات ويُقال إنه لا يمثل مصالح المسيحيين في لبنان».
واعتبر صالح أنّ «ما يجري اليوم هو تعطيل لمصلحة الناس وعدم إقرار التشريعات الضرورية بدءاً من السلسلة الى قانون الإيجارات الذي تمّ إقراره مؤخراً لأنّ المصالح السياسية أهمّ من مصالح المواطنين».
ولفت الى وجود نهجين في تيار المستقبل، وقال: «في مكان شعر المستقبل انه مستهدف عندما توسع المدّ التكفيري في المنطقة، وشعر بأن له مصلحة في إنجاز بعض الملفات لا سيما الأمنية منها وخصوصاً في طرابلس».
واستبعد ان يؤثر التصعيد بين حزب الله و»المستقبل» على الشارع اللبناني، وقال: «هناك ارادة داخلية ودولية بأن يبقى لبنان مستقراً وهذه الارادة مستمرة حتى هذه اللحظة».
ولفت الى انّ ما «شهدته منطقة القلمون والزبداني من تحرك للجيش السوري وحسم بعض المناطق بدّل في المشهد على مستوى القلمون، كما ان الانهيارات للمجموعات المسلحة وبعد وصول حزب الليكود ككتلة اساسية الى السلطة في «اسرائيل» اضافة الى سير الملف النووي باتجاه تسوية، اراد «الاسرائيلي» ان يوجه رسائل بأنه يريد تغيير المعادلات على المستوى الميداني وانه موجود وشريك في المنطقة».
وبيّن صالح أن «ما حصل على الحدود في الجولان ان هناك مقاومة نشأت في سورية وستقوم بعمليات ضد العدو الصهيوني وان جبهة الجولان فتحت وانخرط المواطنون السوريون في هذه العمليات وان الـ4 الذين استشهدوا هم من أبناء طائفة الموحّدين الدروز وأنّ كلّ السعي من النائب وليد جنبلاط والاسرائيليين بتحييد الدروز عن المواجهة مع العدو الصهيوني لن يجدي نفعاً لأنّ الحسّ الوطني والشعور القومي أكبر بكثير من الإغراءات التي تقدم لهم».
وقال: «هناك مشهد جديد على مستوى الحدود السورية – الفلسطينية والمهمّ انّ ظاهرة المقاومة بدأت وهذه فاتحة لعمليات جديدة أكثر نوعية وخبرة».
وأوضح أنّ «اندفاعة المجموعات الارهابية في سورية هدفها تحسين شروط الحوار القائم والتعويض عن الهزيمة في اليمن».
وفي ملف اليمن أعرب صالح عن اعتقاده بأن «السعودية تعتبر اليمن حديقة خلفية لها لذلك لجأت الى تحالف «عاصفة الحزم»، لكن اليمن دولة ذات سيادة تقرر مصيرها لا علاقة للسعودي بها، وهو الذي يريد السيطرة عليها نظراً لموقعها الاستراتيجي».
ورفض صالح مقولة إنّ الاميركي هو الذي ورّط السعودي في اليمن، مبيّناً أنّ للاميركي مصلحة ان لا يكون للإيراني نفوذ في اليمن، والسعودي يعمل من أجل ذلك، ولا تناقض بين السعودي والاميركي في هذا الأمر».