المخاوف تسابق بدء الأولمبياد…
بهيج حمدان
على مشارف الحدث الأولمبي الكبير الذي ينطلق من العاصمة الفرنسية بين 26 تموز الحالي و 11 آب المقبل، يعاني البلد المضيف شدة ومشقة وارتياباً، ما جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطالب صراحة بهدنة أمنية يتمّ من خلالها وقف الأعمال العسكرية وكأنه على مشارف موقعة عسكرية ليس بعدها كما كان قبلها! بينما العالم على موعد مع دورة أولمبية رياضية تنافسية بحتة محكومة بقوانين وشرائع ومُثل…
ولا نعتقد انّ دورة أولمبية سابقة مرّت بمثل ما يمرّ به أولمبياد باريس الذي أبعدَ روسيا وبيلاروسيا على خلفية حرب أوكرانيا، ومنعَ حتى الصحافيين الروس من التواجد في ميادين الأولمبياد، بينما تعامت اللجنة الأولمبية الدولية عن الانتهاكات التي ارتكبتها وترتكبها “إسرائيل” منذ عشرة أشهر، وتتجاهل المطالبة باستبعاد الكيان المحتلّ عن الأولمبياد!
ولأنّ معظم العالم يخضع للمعايير السياسية وليس للمثل الأولمبية، يصبح القاتل طليقاً والمقتول طريداً، وهو ما يجعل البلد المضيف قلقاً ومتوجّساً، ما دفع بصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إلى القول إنّ الأمن قضية ساخنة ستواجه الألعاب، في حين تتواصل المستجدات كتوقيف روسي على خلفية مخطط زعزعة أمن الأولمبياد، حتى الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش دعا الى إلقاء السلاح، وأخضع بولندي للتحقيق وغير ذلك كثير.
لا شك انّ القيم الأولمبية الضاربة في التاريخ بما هي قيم وأخلاق هي اليوم على المحك، ولا نتمنى الا الخير للمشاركين في الأولمبياد والقائمين عليه…