إطلاق الشعار الرسميّ لملتقى قرطاج الدولي في أمسية ثقافيّة تونسيّة – لبنانيّة
أقيم حفل إطلاق الشعار الرسمي لملتقى قرطاج الدولي وتسليم شعلة الملتقى من رئيسته النقيبة الدكتورة نسرين الأشقر الى ممثل الملتقى في طرابلس محمد هرموش، وذلك في أمسية ثقافية تونسية ـ لبنانية في قاعة مؤتمرات معرض رشيد كرامي الدولي ضمن فعاليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية».
وأتى الحفل بدعوة مشتركة من «ملتقى قرطاج الدولي» وبرعاية وزارة الثقافة وسفارة تونس في لبنان وبمشاركة وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلاً برئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي المهندس أكرم عويضة، ومشاركة سفيري تونس بوراوي الإمام والجزائر رشيد بلباقي، وحضور النائب إيهاب مطر وممثلين عن النائبين فيصل كرامي وميشال معوض، الشيخ محمود نعمان ممثلاً مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام، ونقباء الأطباء محمد صافي وأطباء الأسنان ناظم حفار والمحامين سامي الحسن ونقيب أصحاب مراكز البصريات فادي الحكيم، ورئيس «الرابطة الثقافية» رامز فري.
استهلّ الحفل بالنشيدين اللبناني والتونسي على وقع موسيقى الكشاف، ثم رحبت الإعلامية ربيكا أبو ناضر بالحضور وقالت: «ان طرابلس عاصمة الثقافة العربية تفتح ذراعيها لتحتضن حضارة وتراث شعبين وقد تركت بصماتها عبر العصور. وهي اليوم ترحب بتونس الخضراء وبتقارب الشعبين، حيث يلتقيان تاريخياً وفرانكوفونياً، وحيث لا تزال حضارة اليسا تشع نوراً وترسيخاً لعلاقة أخوية راسخة».
وبعد دقيقة صمت «دعماً لأهلنا في الجنوب وغزة»، تحدثت الأشقر فرحبت بالحضور في طرابلس، لافتة الى «استضافة الفيحاء عاصمة لبنان الثانية عروس البحر المحمولة على جناح طائر الفينيق كمدينة للحضارة». وتوقفت عند أبيات للشاعر نزار قباني عن تونس ولبنان.
وقدمت «الملتقى المولود المفعم بالحياة الذي يحمل المستقبل وشغف العمل والتاريخ والحضارة وثقافة إلقاء الضوء على تراث الماضي والإفادة منه»، منوّهة بأن «نقطة البداية في تغيير أمور الشعوب هي الثقافة وأن مستوى حضارة الشعوب يحدّد هويتها».
كما شرحت رئيسة ملتقى قرطاج أهداف الملتقى مشيرة إلى أن «هدف إطلاق هذا الفضاء الفكري والثقافي هو أولاً الإسهام في تطوير علاقات الأخوة التاريخية بين تونس ولبنان وترجمة هذا الأمر من خلال مبادرات عملية وتنظيم نشاطات اقتصادية تجارية لدعم المشاريع الصغيرة الناشئة في البلدين فضلاً عن الأنشطة الفكريّة والثقافية المتنوعة».
وختاماً هنأت الأشقر الشعب التونسي بعيد الجمهورية التونسية .
وأعرب سفير تونس بوراوي الإمام عن سعادته لوجوده في «طرابلس الشبيهة بالكثير من المدن التونسية»، وجدّد التهاني لإعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية، مشيراً الى مشاركته في حفل الإعلان عن ذلك، شاكراً إدارة المعرض على احتضان هذا الحفل، مؤكداً المشاركة في فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية، وقال: «إن اأحسن مثال معبر للتواصل هو الزيجات المختلطة بين البلدين، وكل التحيات للتونسيات والتونسيين الموجودين في طرابلس».
وإذ رحب بالملتقى، أكد «تمتين العلاقات بين البلدين من خلال عمله ومختلف المؤسسات». وتوجه بالشكر الى رئيسة الملتقى الدكتورة نسرين الأشقر على الجهد الكبير الذي بذلته لإطلاق فكرة هذا الملتقى وتنظيمه، كما شكر كل مَن ساهم في دعم اللقاء، ونوّه أيضاً بجهود ممثل السفارة في طرابلس المحامي محمد هرموش ووجّه تحية الى «روح قنصل تونس الراحل في طرابلس ميشال بيطار». كما رحّب بسفير الجزائر معبراً عن «الصلات القوية بين البلدين والسعي لإعادة إحياء تراثنا وتكوين فضاء تلتقي فيه كفاءات من الجانبين وإطلاق مبادرات ثقافية واقتصادية وتراثية».
ولفت الى ان «الملتقى مشروع طموح يصبّ في سياق المودة بين الشعبين، وإلى أن اللقاء يتزامن مع ذكرى إعلان الجمهورية الذي جاء تعبيراً وتكريساً للديمقراطية»، وحيّا «السيدات والسادة الذين ساهموا قي تحقيق هذا النهار».
وختم موجّهاً التحية الى غزة وقال: «إن النصر لا بد أن يكون قريباً».
وألقى ممثل وزير الثقافة عويضة كلمة رحّب فيها «بالحضور التونسي في رحاب الفيحاء»، مشدداً على «التلاقي المتعدّد الأوجه بين طرابلس وتونس»، مذكراً بـ «التاريخ المشترك للمدينتين والممتد لآلاف السنين بحيث تشابهت الثقافة والحضارة والعادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية من الفينيقيين».
وأثنى على «الجهود التي بذلتها رئيسة ملتقى قرطاج الدكتورة نسرين الأشقر والسيدة سميا عيادي عضو هيئة المكتب»، وأعرب عن سروره لـ»وجود ملتقى قرطاج في مدينة طرابلس والذي يجسّد في تطلعاته معاني الأخوة والمحبة بين البلدين والمدينتين، ويقدّم قيمة مضافة للأنشطة المواكبة لفعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية لتجسّد هذه الأنشطة عامل جذب في المدينة التي تبذل قصارى جهدها لتظهر في أبهى صورة».
ولفت الى «جهود الوزير المرتضى لما يقدمه في مختلف المناسبات بسعي دؤوب وحرص وتفانٍ»، ونوّه أيضاً بالجهود التي بذلت على مستوى السفارة التونسية و»ملتقى قرطاج».
وختم: «إنها طرابلس المدينة العريقة المتنوعة، طرابلس التي تتلاقى فيها الحضارات، طرابلس التي تفتح ذراعيها لمختلف الثقافات واللقاءات وفعاليات ملتقى قرطاج فيها».
ثم تمّت إزالة الستارة عن الشعار لرسمي لـ «ملتقى قرطاج الدولي» من قبل ممثل وزير الثقافة وسفير تونس ورئيسة ملتقى قرطاج.
بعدها قدّمت الرئيس الأشقر درع تقدير إلى وزير الثقافة ودرع تقدير آخر إلى سفير تونس شاكرةً إيّاهما على رعاية الحفل .
وتمّ تسليم شعلة ملتقى قرطاج إلى ممثل الملتقى في طرابلس محمد هرموش، لكي ينطلق نشاط الملتقى في عاصمة الشمال، وسوف يتم تباعاً تسليم شعلة الملتقى إلى جميع المحافظات اللبنانية.
تمّ بعدها عرض لوحات فنية راقصة تجسد التراث اللبناني ـ التونسي ومشاهد مسرحية تعبر عن الحضارة المشتركة الفينيقية الكنعانية والقرطاجية .
في نهاية النشاط تمت دعوة الحاضرين إلى تذوق الأطباق التونسية والتعرف على المطبخ التونسي، والتمتع بجولة في معرض اللوحات الفنية التونسية اللبنانية التي حملت عنوان «طرابلس في عيون ملتقى قرطاج».