دبوس
هذه أميركا وهذه «إسرائيل»لمَ الاستغراب…؟
هؤلاء الذين وقفوا 58 مرة يصفّقون بحرارة، ويصفّرون ابتهاجاً بالسفّاح، ويولولون فرحاً وإكباراً لأقذر مجرم في التاريخ المعروف المدوّن، هم أحفاد أولئك الآباء الذين نفّذوا أكبر عملية إبادة جماعية في تاريخ الإنسانية، حينما قتلوا 114 مليون إنسان، هم سكان أميركا الشمالية الأصليين، ثم أتبعوا ذلك باستجلاب عشرات الملايين من الأفارقة خلال ما يُدعى بالممر الأوسط The Middle Passage من أفريقيا عبر الأطلسي إلى سياط العبودية اللاسعة، حيث قتل خلال هذه الرحلة المريرة الاستعبادية ما يربو على 60 مليون أفريقي من التعذيب، والتجويع، والقتل الفوري بسبب المرض، أو شعور السيّد الأبيض بعدم جدوى أحد هؤلاء المستعبدين، حيث كان يُلقى بهم خلال المرحلة البحرية من الرحلة المميتة إلى أسماك القرش، أو يُقتلون على الشاطئ بسبب عدم جدواهم الاقتصادية.
صنوان، البليون الذهبي، وربيبه بالتبنّي، اليهودي التلمودي الصهيوني الفاجر، فكراً وممارسةً، لقد فرحوا باللقاء تحت قبة الكابيتول، وكالوا لبعضهم المديح والإكبار على إنجازاتهم في عالم الجريمة والانتهاك المطلق لوجود الآخر، وكانت احتفالية الشيطان وتابعه، وأنخاب من الدم الفلسطيني، على ان يكون معتّقاً، ومن النخب الأول، وممزوجاً بقليل من القطاف الأخير في ما بعد الطوفان، وبالذات ذلك الذي يُجنى من عصارة أجساد الأطفال والنساء في ما بعد القصف، فذلك الدم المستعصر من الأطفال له طعم خاص لهذا التجمع من مصاصي الدماء!
لقد غاب عن هذا اللقاء الإبليسي، قليل من زغاريد الأعراب الصامتين في المشهد، والمنتمين الى أحقاب ما دون الجاهلية، وحتى الجاهلية كان فيها بعض من الخصال الخيّرة من كرم ونخوة، وشعر وفصاحة، ونجدة للمستغيث، أما أعراب الآن، فهم كالحذاء المهترئ البذيء، ينتعله الذهبي أو تابعه التلمودي حين الحاجة، ثم يلقيه بعد ذلك، وبعد استنفاذ الغرض منه إلى غياهب حاويات القمامة…
بئس الحلفاء هم، البليون الذهبي، واليهودي التلمودي الصهيوني، وأحذيتهم البالية المنتنة.
سميح التايه