الوطن

ردودُ فعلٍ واسعة دانت مجزرة مجدل شمس ورفَضت الفتنة: تكذيبُ الادّعاءات الصهيونيّة والتفافٌ حولَ المقاومة في مواجهة أيّ عدوان

أجمعَت ردود الفعل الواسعة على مجزرة بلدة مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ على تبرئة حزب الله من الادّعاءات «الإسرئيليّة» التي زعمَت أنّ المقاومة ارتكبَتها وأكّدَت المواقف أنَّ المجزرةَ الوحشيّة نفّذَها العدوّ لزرع الفتنة وإيجاد ذريعة لتوسيع عدوانه على لبنان، مشدّدةً على التفافها حول المقاومة والوقوف إلى جانبها في مواجهة هذا العدون.
وكانَ رئيسُ مجلس النوّاب نبيه برّي تابعَ تطوّرات الأوضاع الميدانيّة في الجنوب، ولهذه الغاية تلقّى اتصالاً من المنسِّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيسبلاسخارت، أكّدَ خلاله رئيس المجلس أنَّ «لبنان الذي تتعرَّض قراه الجنوبيّة ولا سيَّما الحدوديّة منها منذ ما يزيد عن 9 أشهر لعدوان إسرائيليّ متواصل، لم توفّر فيه الآلة العسكريّة الإسرائيليّة بأسلحتها المحرَّمة دوليّاً (الفوسفور الأبيض) المدنيين والمساحات الزراعيّة والطواقم الإسعافيّة والإعلاميين، وبالرغمِ من هذه الانتهاكات الإسرائيليّة الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701، إلاَّ أنَّ لبنان ومقاومته ملتزمان بهذا القرار وبقواعد الاشتباك بعدمِ استهداف المدنيين».
وأشارَ إلى أنَّ نفيَ المقاومة لما جرى أول من أمس في بلدة مجدَل شمس في الجولان السوريّ المحتَلّ «يؤكّدُ بشكلٍ قاطعٍ هذا الالتزام وعدم مسؤوليّتها ومسؤوليّة لبنان عمّا حصَل».
من جهّته، توجّهَ النائبُ السابقُ وليد جنبلاط، في تصريح حول حادثة مجدل شمس، بـ”خالصِ التعازي والمواساة بالضحايا الشهداء الذين قضوا، لعائلاتهم وعموم أبناء الجولان السوريّ المحتلّ”.
وأكّدَ أنَّ “استهدافَ المدنيين أمرٌ مرفوضٌ ومُدانٌ، أكانَ في فلسطين المحتلّة أو الجولان المحتلّ، أو في جنوب لبنان”، لافتاً إلى “أنَّ تاريخَ العدوّ الإسرائيليّ وحاضرَه، مليءٌ بالمجازر التي ارتكبها ويرتكبُها ضدَّ المدنيين من دون هوادة”. ودعا الجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان “إلى تجنُّب أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدوّ التدميريّ، إذ يبقى المطلوب عدم توسّع الحرب ووقف فوريّ للعدوان ولإطلاق النار”.
وختمَ “في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقة المقاومة الإسلاميّة بما حصلَ في مجدل شمس، فإنّنا نشدّد على التحذير والتنبيه ممّا يعملُ عليه العدوّ الإسرائيليّ منذ زمنٍ بعيد، لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها، وقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطلّ برأسه من جديد فنحنُ له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكلّ المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيليّ”.
وتلقّى جنبلاط اتصالاً هاتفيّاً من الموفد الأميركيّ إلى المنطقة آموسهوكشتاين “الذي أعربَ عن قلقه من تطوّرات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادثة مجدل شمس”.
وقد جدّدَ جنبلاط التشديد على “ضرورة الوقف الفوريّ للعدوان الإسرائيليّ على فلسطين ولبنان”، مؤكّداً تضامنه “في مواجهة هذا العدوان مع كلّ اللبنانيين”. وأشارَ إلى أن “لا فرقَ بين الشهداء في جنوب لبنان والجولان وفلسطين الذين يسقطون جرّاء هذا العدوان”، لافتاً إلى أنَّه مستمرّ “في موازاة ذلك بالجهود لمحاولة عدم اتساع الحرب ضمنَ ما هو مُتاح”.
بدوره، أكّدَ رئيسُ الحزب الديمقراطيّ اللبناني طلال أرسلان أنَّ ما حدثَ في مجدل شمس ما هو إلاّ محاولة خسيسة فاشلة لسلخ الجولان السوريّ عن طبيعته الجغرافيّة وامتداداته العائليّة “وهو الذي كان ولا يزال يرفضُ التواطؤ على هويّته السوريّة العربيّة”.
وقال في بيان “إنَّ الجولان لن يقعَ في فخِّ مشروع إسرائيل للتظاهر بحماية الأقليّات التي لا تبتغي منه إلاّ تفتيت المنطقة إلى دويلات تحمي حدوده المزوّرة”، معتبراً “أنّ محاولات إسرائيل المتكرِّرة للتلطي خلف المدنيين للخروج من مأزقها المُدان لدى كلّ شعوبِ العالَم الحرّ لن يمرَّ وسيرفضُه الجولانُ بشبابه وشيبه حتّى التحرير الكامل، كما سنرفضُه نحنُ دائماً وأبداً وهذا تاريخُنا الذي تعوّدناه ولسوف نعتنقه نهجاً شريفاً طالما حيينا”.
وجزمَ أرسلان أنّ كلَّ الأحرارِ في العالَم وفي العالَم العربيّ “وخصوصاً المعروفيين الموحّدين الوطنيين العروبيين هم قلباً وقالباً مع أهلنا في الجولان البطَل، وهو عمقُ مقاومتنا الشريفة وجزء لا يتجزّأ من الأراضي المحتلة التي لن تعودَ إلى كنفِها الطبيعيّ إلاّ بالصمودِ والمقاومة”.
واستنكرَ شيخُ العقل لطائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى بأشدّ العبارات “الهجومّ الإرهابيّ على مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلّة” ودانَ في بيانٍ “قتلَ الأطفال والأبرياء، أكانوا من أبنائنا الموحّدين المعروفيين الدروز أم من إخوانهم الفلسطينيين”، داعياً “أصحاب القرار دولاً وقيادات وتنظيمات” إلى “التوصُّل السريع لوقفٍ نهائيّ للحرب والاعتداءات الإرهابيّة والأعمال الإجراميّة”.
وإذ تقدّمَ بالتعازي من عائلات الضحايا، حيّا “إخوانَنا في مجدل شمس والجولان، لما نعرفُه عنهم من أصالةِ انتماء وتمسُّك بالهويّة الوطنيّة العربيّة، إضافةً إلى تمسُّكهم بالهويّة الروحيّة التوحيديّة”، داعياً “أهل العقل والحكمة والرجولة، إلى تدارُك الأمور بوعيٍ وعقلانيّة وثبات موقف ووحدة كلمة”.
وأجرى الوزيرُ السابقُ وديع الخازن اتصالاً بكلٍّ من أبي المنى، ونائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الشيخ علي الخطيب، شاكراً “جهودهما الجبّارة والمخلِصة من أجل وأد الفتنة وتهدئة الأوضاع في البلاد”، ومثنياً على “حكمتهما في تعاطيهما مع المأساة التي حلّت بالأبرياء في الجولان وحرصهما الشديد على وحدةِ البلادِ وإبعادِ خطر الانقسام الداخليّ”.
وكررَ الخازن دعوَته اللبنانيين إلى “التمسُّك بما تميّزوا به في كلِّ منعطفٍ مصيريّ من روح تضامن وحسٍّ بالمسؤوليّة الوطنيّة والأخوّة”. كما كرّرَ تحذيرَه من “طابورٍ خامسٍ يسعى إلى تعميق الهوّة بينهم وجرّهم نحو التقاتُل الداخليّ وإغراق البلاد بمستنقعِ الدم بغيةَ ترسيخ التباعُد والشرذَمة لا بلّ العداوة”.
كذلكَ نبّهَ “ممّا يُضمرُه الكيان الصهيونيّ للشعب اللبنانيّ المُتمسّك بحرّيته واستقلال أرضه”. وطالبَ بـ”لجنةِ تحقيقٍ دوليّة تكشفُ ملابسات الحادثة المؤلِمة التي أودَت بحياة الأبرياء في مجدل شمس، درءاً لتصعيدٍ إقليميّ قد يخرجُ عن السيطرة”.
بدوره أجرى الخطيب اتّصالاً بأبي المنى، مقدّماً له التعازي بشهداء بلدة مجدل شمس ومعرباً عن تقديره لموقفه ومواقف قيادات الطائفة “الشُجاعة والوطنيّة لدرء المؤامرات ومحاولة إشعال الفتنة، وخلق الذرائع لتوسيع عدوان الاحتلال الإسرائيليّ على لبنان واللبنانيين”. كما اتّصل الخطيب بجنبلاط وقدّم له التعازي بشهداء بلدة مجدل شمس.
ووجّه المرجعُ الروحيّ لطائفة الموحدين المسلمين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، رسالةً إلى أهالي الجولان المحتل قالَ فيها “يا أهلنا في مجدل شمس إنَّما شُهداؤنا هم شهادةُ الحقِّ بأنَّ الجولانَ هو هو يبقى مَعقِلَ العروبةِ والكرامةِ والإباء. وسيَبقى الإباءُ أبداً نِتاجَ القضايا الحقّة”.
وتابعَ “يا أبناءَ الطائفةِ المعروفيَّة، إنَّ المنطقةَ تمرُّ بمنعطفٍ خطيرٍ والتَّاريخُ إنْ حكى سيروي كيفَ أنَّ طائفةَ الموحدينَ الدُّروزِ كانت وستبقى ركيزةَ العروبةِ وفي طليعةِ المقاومينَ والمدافعينَ عن القضايا العربيَّة. وأنَّنا قومٌ رسَّخنا وجودَنا في التَّاريخِ على قيمٍ خُلُقيَّة، نَنشِدُ الخيرَ والسَّلامَ للجميعِ، ونحرصُ على تحقيقِهِ لكلِّ البشر بقدرِ إمكاناتِنا الروحيَّةِ والماديَّةِ. واعلموا أيُّها الإخوة إنَّ طائفةَ الموحّدينَ الدُّروز تجمعُها وحدةُ المسارِ والمصير، فتنبَّهوا لمحاولاتِ زرعِ الشتات بينَكُم ومحاولاتِ سلخِكم عن محيطِكم. فندائي لكم ألّا تسمحوا لأصحابِ الفِتَنِ مِن استغلالِ هذا الجرح الغائر في قُلوبِنا جميعاً لتنفيذِ مآرِبِهم. وبعد، لهفي عليكم عوائِل الشهداءِ وأبناء مجدل شمس الصابرين”.
كما وجّه المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالةً إلى”الإخوة الموحّدين الدروز”، جاء فيها: “للإخوة الموحّدين الدروز في لبنان وسورية وفلسطين أقول: الدمُ واحد والنفسُ واحدة والحربُ واحدة والعدوّ واحد والعزاءُ واحد، وما جرى بمجدل شمس لا يمتُّ للمقاومة بصِلة، وهذا أمرٌ محسومٌ، وتاريخُ سلطان باشا الأطرش شريك بكل جبهات المقاومة وملاحمها، والمسرحيّةُ الإسرائيليّةُ لما جرى بمجدل شمس، حياكةُ قاتل يمسحُ دمَ إجرامه بدموع عينيه، وجزّار غزّة وعدوّ الربِّ والإنسانيّة لا يُصدّق، وهدف الصهيونيّ تمزيق وحدتنا وتغطية مذبحة غزّة وأشلاء أطفالها ونسائها بدموع التماسيح التي لا تشبع من الدماء والمذابح، ولم يدفع أحدٌ بهذا العالم أثمانَ استنقاذ الجولان وفلسطين وأهلها كما دفعت المقاومة”.
وتابعَ “لتلّ أبيب كلمة: الحربُ بالحرب، والدمارُ بالدمار، والتوسعةُ بالتوسعة، ولهفةُ القتال التاريخيّ لا حدّ لها، وصليات الصواريخ الثقيلة الكفيلة بإغراق تلّ أبيب ومدن إسرائيل بالدمار والنار رهن الإشارة، وأيّ كسرٍ لقواعد القتال سيقابلُ بكسرٍ أثقل منه”.
وكتبَ أمينُ الهيئة القياديّة في “حركة الناصريين المستقلّين – المرابطون” العميد مصطفى حمدان على مواقع التواصل الاجتماعيّ “جيشُ الكيان اليهوديّ أصبحَ ميليشيات تمتلكُ وسائلَ قتلٍ فتّاكة، طائرات حربيّة وقنابل أميركيّة تقتل المدنيين شيوخ ونساء وأطفال رضَّع”، مضيفاً “المقاومةُ أصبَحت جيشاً منظّماً يقودُ القتالَ بمنظومات تكتيّةوعملياتيّةوإستراتجيّة، لتنفيذِ أهدافٍ إستراتيجيّة عُليا ورؤية سياسيّة متقدّمة”. وختمَ “الخلاصةُ المنطقيّة الواضحة: فوضى استخدام السلاح الميليشياويّ اليهوديّ، ارتكبت المجزرة بحقّ أهلنا في مجدل شمس”.
وتقدّمَ نائبُ الأمين العام لـ”حركة النضال اللبنانيّ العربيّ” طارق سليم الداود بـ”أحرِّ التعازي لذوي الشهداء وعموم أهالي مجدل شمس والجولان المحتلّ، والمواساة للجرحى والمصابين جرّاء العمل الإجراميّ الممنهَج الذي تقومُ به دولة الاحتلال التي تُمارسُ شتّى وسائل القتل والعنف الذي يعتبرُ انتهاكاً صارخاً للقانون الدوليّ ويتعارضُ مع مبادئ الإنسانيّة وحقوق الإنسان”، مؤكّداً “التزامنا ودعمنا الدائم والمستمرّ للمقاومة الإسلاميّة بوجه العدوّ الإسرائيليّ ولا سيَّما في هذه المرحلة الدقيقة التي يحاول الكيانُ الغاصب استغلالَها لزرعِ بذورِ الفتنة والانقسام بهدفِ استعطاف الأقليّات في المنطقة وتصوير نفسه بأنَّه الحامي لها”.
وتقدّمَ رئيسُ تيّار “صرخة وطن” جهاد ذبيان من أهالي مجدل شمس بـ “أحرّ التعازي بالشهداء الذين ارتقوا على هذه الأرض المبارَكة والتي ستبقى شوكةً في عينِ كيان الاحتلال، حيثُ رفضَ أهلها ولا زالوا الرضوخ لإرادة المحتلّ أو حمل جنسيّته المحتلة لأرضِ فلسطين”.
وأشار إلى أنَّ “رواية العدوّ الصهيونيّ بهدف تحميل حزب الله المسؤوليّة عن المجزرة سرعان ما سقطت وتبيَّنَ زيفُها في ظلّ ما تم كشفه من معلومات تؤكّدُ تورّط جيش العدوّ بهذه المجزرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى